الدم مقابل الدم

حتى ساعة كتابة المقال لم تتوصل حكومة مصر العظمى إلىقرار تشاوري بوقف إطلاق للنار لمدة شهر، ولم يدعو أحد “إسرائيل” لوقفالمجازر التي يرتكبها جيشها ضد المدنيين العزل، فيما قبل قليل يعلن يتسحاق يعالونوزير الأمن الداخلي ل”إسرائيل” من منزل عائلة طفل إسرائيلي قتل نتيجةصواريخ المقاومة أنه يجب إتمام عملية اجتثاث حماس وتدميرها ولكن بلغة سياسية، فيمايؤكد نتنياهو للأمين العام للأمم المتحدة أن حماس هي داعش الثانية مؤكداً علىكذبته الأولى في تصريحاته الأسبوع الماضي، ولا يجد خالد مشعل كبير حماس سوى البحثعن الصياغة الدبلوماسية لكلمات منتقاة لنفي الاتهامات التي يصدرها مجرمو الحربالصهاينة، ولا يزال الرجل يبرر رفع يد حماس للدفاع عن شعب غزة.
في المقابل يتهم “رون بروس أور” مندوب “إسرائيل”لدى الأمم المتحدة في مقال له عبر صحيفة نيوورك تايمز الشهيرة الاثنين أن دولة قطرتدير حركة حماس بالخفاء وتدعمها أعمالها “الإرهابية” بالمالوالتكنولوجيا لصناعة الصواريخ وعلى العالم أن يوقف قطر.. يا إلهي كيف يجدالمسؤولون الإسرائيليون وقتا للممارسة واجباتهم الإنسانية في تعزية عائلة مستوطنةوإدعاءاتهم وتبريراتهم الكاذبة عبر المنابر العالمية واتهاماتهم بأن الدعمالإنساني هو جريمة، فيما لا أحد رسمياً يتهم “إسرائيل” بشيء.. من هناعلينا أن نربت على ظهر قطر حينما تكون مصدر قلق ل”إسرائيل” المعتديةوداعمة للشعب تخلى العالم عنه.
النفاق والدجل في الحديث عن الإنسانية والتعايش أصبحعنوان مرحلتنا التي يطيب للبعض أن تقارن فيها حركة المقاومة الفلسطينية حماسبتنظيم “داعش” الدموي، لذلك تمادى العدو الإسرائيلي في اتهام حماس حتىبات زعماؤه يصفون حماس بأنها التوأم لداعش، وهناك من يسمع ولا يخالفهم علنا ولايزجرهم، وكأن قوات الاحتلال الصهيوني تلقي طائراتها بأحمال المساعدات والأغذية علىالسكان المدنيين العزل في القطاع المحاصر منذ سنوات ولم تغرق ساحات وبنايات أحياءغزة بالدم ولم تسجل قائمة بأسماء الآلاف من القتلى والجرحى الأبرياء دون أن يرفرمش لزعيم العصابة نتنياهو وأفراد عصابته.
عندما يتفاخر نتنياهو وحلف القبيلة اليهودية بأنهم قتلواكل هذا العدد من الفلسطينيين الأبرياء لأنهم يريدون تدمير قوة حماس، فهذا في العرفعهر سياسي يبرر جرائم الإبادة ضد البشر، وهم بهذا أكثر سوءاً وإجراماً من تنظيمداعش، بل إنهم قتلوا أطفالاً ونساءً أكثر من عدد عائلات ضحايا الهجوم على البرجينفي نييوورك 2001 التي اتهمت فيها القاعدة، فيما لم يكن بين الضحايا أي يهودي حينهاولم تجرؤ أي صحيفة أو وسيلة إعلام أميركية أن تناقش هذه الحيثية، فيما تحث قنواتفوكس وإعلام الصهاينة في الولايات المتحدة حكومة واشنطن على المزيد من الدعم لتلأبيب.
عندما قررت بريطانيا العظمى أن تنهي الصراع الدموي علىأرض فلسطين التي كانت تحتلها اعترفت الحكومة البريطانية بأن العصابات اليهوديةباتت أقوى وأخطر عليها من العرب والفلسطينيين، فقررت الاستخبارات البريطانية عام1942 وقف المحرك الضخم لتلك العصابات لدمجها في جيش يقرر فيما بعد ما يريد، حينهاصدر الأمر بالتخلص من زعيم عصابة شتيرن “ليحي” إبراهام شتيرن، ووافقالمندوب السامي على ذلك، وتوجهت فرقة خاصة من الاستخبارات البريطانية إلى مخبأالمجرم في تل أبيب واقتحموه، حيث وجدوه مختبئا في خزانة الملابس حيث قتله قائدالقوة دون سؤال ولا جواب، وبعد أيام سلمت عصابات ليحي والهاغناه وغريها أسلحتهموخضعوا لسلطة الانتداب وانخرطوا في العمل السياسي لتكوين دولتهم المصطنعة التيانفجرت كالسرطان بعد سبع سنوات من إخضاع مجرمي الصهيونية.
اليوم لا يزال هؤلاء القتلة القدماء يعيشون في دماءأبنائهم وأحفادهم من اليمين المتطرف والكتلة الصهيونية العمياء، وهؤلاء لا يردعهمسوى العلاج الإنجليزي لشتيرن، الدم مقابل الدم، لا يمكن أن يبقى الفلسطينيون وحماسوحركات المقاومة يتعاملون بهذه الإستراتيجية السياسية مقابل حرب إبادة ترتكبهاعصابة نتنياهو، يجب أن تعود العمليات القتالية داخل العمق الإسرائيلي، يجب علىالخلايا النائمة داخل الوطن المحتل أن توقظ الجهاز العصبي لدى قادة “إسرائيل”عندما يقتل جنودهم داخل عمقهم الآمن، والتاريخ يشهد على ذلك، إن لم تردعهم أيمبادرة ولا وساطة ولا دغدغة إنسانية فلن يردعهم سوى الدم لوقف جرائمهم.
نحن لا نبرر للجرائم ولا يمكن أن نقبل قتل المدنيينالأبرياء من أي دين أو جنسية، ولكن بما أن “إسرائيل” تقتل يومياًالعشرات والمئات من شعبنا في غزة بهدف إخضاع المقاومة، فللمقاومة الحق أن تقتل في “إسرائيل”لتخضع الحكومة الإسرائيلية لوقف حربها البربرية ضد المدنيين وأهل الأرض التيطرودهم منها في غزة، هؤلاء لا يفهمون سوى مبادرة واحدة هي الدم مقابل الدم.
صحيفة الشرق القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...