الإثنين 12/مايو/2025

تحذير للمقاومة من الوقوع في فخ التهدئة غير المشروطة

تحذير للمقاومة من الوقوع في فخ التهدئة غير المشروطة

حذّر تقرير صادر عن “مركز الزيتونة” للدراسات في بيروت، من وقوع المقاومة الفلسطينية فيما أطلق عليه “فخ الهدوء مقابل الهدوء” الذي يسعى الاحتلال الصهيوني إلى فرضه كحل يوقف التصعيد العسكري في قطاع غزة دون إلزامه بأي استحقاقات تنجم عن اتفاق مشروط للتهدئة.

وعدّ التقرير أن المستقبل السياسي والاقتصادي لقطاع غزة بات محكوماً بقدرات المقاومة الفلسطينية على المواجهة الميدانية، وبالتالي صار مستقبل القضية الفلسطينية برمته محكوماً لهذه النتائج، بل صار مستقبل دولة الاحتلال نفسه محكوماً بالنتائج التي ستنجلي عنها المعركة، وفق تقديره.

ورأى كاتب التقرير المحلّل السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة، أن مآلات المواجهة الميدانية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الصهيوني تنحصر في ثلاثة احتمالات؛ أولها احتلال قطاع غزة بالكامل بهدف اقتلاع المقاومة من جذورها.

 وثانيها -حسب أبو شمالة- أن تضعف قدرة المقاومة مع اشتداد حدّة المواجهة في ظل مواصلة الحصار وضربات الاحتلال الهادفة لاستنفاد مخزون المقاومة واستنزاف قدرتها، بحيث تتراخى قبضة المقاومة ويتراجع تأثيرها على حياة الصهاينة، فتعود الحياة في مستوطنات “غلاف غزة” إلى طبيعتها، وهذا ما تطمح إليه تل أبيب، لافتاً إلى أن نجاح هذا الاحتمال يبقي أمر غزة على ما هو عليه، ويبقي القضية الفلسطينية رهينة طاولة المفاوضات.

أما الاحتمال الثالث، فيتمثّل بأن تواصل المقاومة الفلسطينية حرب الاستنزاف بمستواها الراهن، وأن تواصل التوتير العسكري المحسوب بدقة مع شلّ التفوق العسكري الصهيوني من خلال الأنفاق، وإرباك الحياة الاقتصادية والمدنية الصهيونية.

 وفي الحالة الأخيرة سيشكل الجمهور الصهيوني -حسب تقدير أبو شمالة- مادة الضغط الإضافية على الاحتلال وهو ما سيجبره على الخنوع والتوصل إلى اتفاق تهدئة مع المقاومة الفلسطينية وفق شروطها، وهذا هو الاحتمال الأقرب للتحقق.

وشدّد التقرير، على ضرورة تمسّك المقاومة الفلسطينية بمطلب وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وفك الحصار بمعناه الشامل عنه، في إطار أي اتفاق مع الاحتلال سواء بوساطة مصرية أو عربية إقليمية أو ضمن صيغة اتفاق يسعى مجلس الأمن الدولي لإصداره.

 وأوصى التقرير، المقاومة الفلسطينية بالحذر من الوقوع في “مصيدة التهدئة مقابل التهدئة”، مع ضرورة مواصلة الاستنزاف المربك لحياة الاحتلال إلى حين التوصل إلى تهدئة مشروطة، بالإضافة إلى جملة توصيات تتعلّق بالرفض القاطع لنزع سلاح المقاومة وبالتنبه إلى ضرورة فكّ الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وعدم الاكتفاء بفتح المعابر، وبضمان وجود المقاومة كعضو في لجان إعمار غزة لضمان شفافية وسلامة عمليات الإعمار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات