عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الرقص على موسيقى المقاومة الفلسطينية

الرقص على موسيقى المقاومة الفلسطينية

أفضل إنجازات المقاومة الفلسطينية هي أنها ضبطت ساعات الكيانالإسرائيلي على توقيت الزمن الفلسطيني، وتحويل الصواريخ الفلسطينية إلى ضابط للإيقاعفي معركة الحرية، اعتبرت أول معركة فلسطينية – إسرائيلية فيها نوع من التكافؤ على الأرضالفلسطينية.

هذا الواقع دفع الون دافيدي رئيس بلدية مستوطنة سديروت الواقعةعلى مشارف قطاع غزة إلى القول: “لا نستطيع السماح لبعض الجماعات “الإرهابية”بأن تجعلنا نرقص على موسيقاهم”، فسكان هذه المستوطنة لجأوا إلى الملاجئ المحصنةفي البيوت التي بنوها على الأرض الفلسطينية السليبة، وبعضهم غادروها إلى أماكن أخرىبعيدة، ويرفضون العودة إليها ثانية إلا بعد إقرار وقف دائم لإطلاق النار، ويتهمون رئيسوزرائهم نتنياهو بخداعهم ويتظاهرون احتجاجاً على فشل حربه لوقف الصواريخ وتدمير الأنفاق،إلى درجة أن كل واحد منهم صار يعتقد أن أي نفق من قطاع غزة يمكن أن ينتهي في غرفة نومه.ولذلك فهم يريدون حلاً، إما تدمير قطاع غزة بالكامل ومسحه من الوجود، أو التوصل إلىاتفاق مع المقاومة الفلسطينية.

وبما أن الحل الأول، أي القضاء على المقاومة الفلسطينية غيرممكن ومستحيل، فلم يبق إلا الحل الثاني وهو الاتفاق على التهدئة.

وهنا يحاول الكيان الإسرائيلي، بمساعدة الوسيط المصري ، الذييمثله نظام السيسي، تحقيق إنجازات سياسية فشل بتحقيقها عسكريا، مما يعبر عن غباء منقطعالنظير من العدو الصهيوني، الذي يعتقد أنه يخوض حربا مع أنظمة من طراز الأنظمة العربيةفي الأربعينيات والستينيات، حيث كان يحدد قواعد اللعبة في الحرب والسياسة، إلا أنهاكتشف هذه المرة أن نوعية التفاوض غير المباشر مختلف، فلأول مرة يكون التفاوض على قاعدةالأنداد المتكافئين، فحماس والمقاومة الفلسطينية تضع شروطا لا تتنازل عنها في مواجهةجيش الاحتلال الإسرائيلي التي يعتبر رابع أقوى جيش في العالم. مما دفع العدو الإسرائيليإلى محاولة القيام بحركات التفافية والمراوغة واستخدام الوسيط المصري في محاولاته اليائسةللانقضاض على مطالب الشعب الفلسطيني، وهو ما دفع القيادي في حماس خليل الحية إلى اتهامالكيان الإسرائيلي بمحاولة التلاعب بالألفاظ.

نظام السيسي دأب على محاولة إنقاذ الكيان الإسرائيلي من الهزيمة،وتقديم طوق نجاة له، على شكل مبادرة سرعان ما رفضتها المقاومة الفلسطينية وخضع للشروطالفلسطينية، ثم حاول تقديم مقترحات لتهدئة دائمة سرعان ما رحب بها العدو الصهيوني،إلا أن المقاومة الفلسطينية رفضتها جملة وتفصيلاً على لسان القيادي الحمساوي عزت الرشق،الذي قال: “لم ولن نقبل المقترحات المصرية للتهدئة الدائمة”، وأكد”رفضه أي صيغة لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني”، وقال: “المعروض مصرياًفيه ملفات كثيرة غير مقبولة”.

صحيح أن غزة تعاني وصحيح أن الشعب الفلسطيني في القطاع دفعثمناً باهظاً من دمه، حيث استشهد 2000 فلسطيني وجرح أكثر من 10 آلاف آخرين وهدمت أوتضررت نصف المنازل واستشهد نحو 450 طفلاً وتكبد الشعب الفلسطيني خسائر بمليارات الدولارات،لكن الصحيح أيضاً أن الشعب الفلسطيني في غزة كتب صك حريته بالدم، وهو صك سيعترف بهالعرب والغرب والعالم والعدو الإسرائيلي، وليس هناك ثمن أقل من رفع الحصار بالكامل،وإنقاذ قطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي وهيمنة نظام السيسي الذي يخنق مصر وغزة.

معركة “العصف المأكول” الفلسطينية هزمت عدوان”الجرف الصامد” الإسرائيلي، والآن هو وقت الحصاد الفلسطيني، وأول الحصادالحرية الكاملة لقطاع غزة والميناء والمطار وإجبار العالم على إعادة إعمار ما دمرتهالآلة العسكرية الإسرائيلية.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات