الثلاثاء 13/مايو/2025

المُعادلة الغزاوية والبعد الديمغرافي

المُعادلة الغزاوية والبعد الديمغرافي

سُجِلت خلال الشهر الأخير في قطاع غزة نسبة عالية منالولادات وعمليات الإنجاب، إذ تم تسجيل نحو 5000 واقعة ولادة، تمت بسلامة وسلاسةودون أضرار على الأمهات، رغم ويلات الحرب والعدوان الظالم على القطاع، وتراجعخدمات المستشفيات والمستوصفات نتيجة استهدافها المباشر من قبل “إسرائيل”.

مؤشر عملية الولادات والتكاثر في قطاع غزة، يُقلق قادة “إسرائيل”وصناع القرار في الدولة الصهيونية. فهم يعتقدون أن المعركة الديمغرافية من أقسىالمعارك الخفية التي تخوضها “إسرائيل” في مواجهة الشعب الفلسطيني، ليسفي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، بل وداخل عمق فلسطين المحتلة عام 1948، وهو ماأشارت إليه تكراراً تقارير مؤتمرات “هرتزليا” السنوية أو “مؤتمرالمناعة القومية في إسرائيل” كما يُطلق عليه من قبل منظميه من الحكومةالإسرائيلية.

ومع ذلك، فالمعركة هنا ليست ديمغرافية فقط (كما يعتقدالبعض) على أهميتها، بل تأخذ أبعاداً إضافية لها علاقة بحياة المجتمع الفلسطينيعلى أرض فلسطين، وتطوره من كافة النواحي، وخصوصاً من الناحية التعليمية والمعرفية،رغم أهوال العدوان وفاشيته، والحصارات المتلاحقة والاجتياحات التي لم تتوقف طوالالسنوات الأخيرة.

فالمعطيات الإحصائية تشير إلى أن معدلات الأمية بينالبالغين في قطاع غزة، تُعد من أقل المعدلات في العالم، حيث بلغت نسبة الأفراد من15 سنة فأكثر، نحو 61% فقط، وبواقع 28% للذكور و95% للإناث في عام 2013، بينمابلغت 275% في الدول العربية خلال الأعوام 2005-2007، حسب بيانات معهد اليونسكوللإحصاء، وبلغ مجموع الأميين في العالم العربي حوالي 58 مليونا في نفس الأعوام،منهم 39 من الإناث، بواقع نسبة أمية بين الإناث تصل 378% مقارنة بـ176% بينالذكور، بينما بلغت نسبة الأمية عالمياً بين الأفراد من 15 سنة فأكثر 161%.

وهناك تطورات طرأت على معدلات الأمية في قطاع غزة وعمومالأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، خلال الثلاث عشرة سنة الماضية، حيث أشارتالبيانات الرسمية الفلسطينية إلى أن هناك انخفاضاً ملموساً في نسب الأمية بعد قدومالسلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، حيث بلغت نسبة الأمية بين الأفراد من 15 سنةفأكثر 157% عام 1995، وانخفضت إلى 61% في 2007.

وهذا الاتجاه في الانخفاض ينطبق أيضاً على الذكوروالإناث، حيث انخفضت النسبة بين الذكور من 85% عام 1995 إلى 28% في 2007 علىسبيل المثال. أما بين الإناث فقد انخفضت من 1023% إلى 92%.

كما انخفضت النسبة في التجمعات الحضرية من 122% عام1995 إلى 52% في 2007، بينما انخفضت في التجمعات الريفية من 184% إلى 81% لنفسالفترة. وفي مخيمات قطاع غزة والضفة الغربية، انخفضت النسبة من 155% إلى 55%للفترة ذاتها. وقد توزعت نسبة الأمية عام 2013 للذكور بواقع 25% في المناطقالمدنية و35% في مناطق ريف قطاع غزة والضفة الغربية بشكل عام، و25% في المخيمات.أما الإناث فكانت أعلى نسبة في الريف 129%، ثم في المخيمات 88%، وفي الحضر 81%.

أما على مستوى العمر، فقد أظهرت البيانات أن نسب الأميةبين كبار السن من عمر 65 سنة فأكثر، كانت الأعلى بالمقارنة مع الفئات العمريةالأخرى، في حين بلغت بين الشباب من 15-24 سنة 09% عام 2013. ومع تخطي مفهومالقراءة والكتابة، لتشمل المقدرة على التحليل والتعامل مع المجردات على عدةمستويات، فقد بدأ جهاز الإحصاء في فلسطين منذ عام 2004 بالتعاون مع معهد اليونسكوللإحصاء (UIS)وضمن مجموعة دولية، تنفيذ مسح أسري لتطبيق برنامج تقييم وتتبع مستويات القرائية (LAMP)، حيث يركز هذا البرنامج على فحصقدرة الأشخاص على استخدام مهارات القراءة والكتابة والحساب في حياتهم.

هذا هو قطاع غزة، القطاع الصامد بشعبه أمام آلة الحربالهمجية العدوانية الصهيونية. فتلك المعادلة لن تُكسر لشعبٍ مازال يجترح كل يومأسباب البقاء فوق أرض وطنه التاريخي، ولن تكسر تلك المعادلة ما دامت هناك إرادةوطنية فلسطينية باقية وصامدة على أرض فلسطين وفي الشتات، وهي تحمل في قلبها وروحهاالحلم الوطني الفلسطيني

صحيفة البيان الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات