عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

حرب غزة الأخيرة… ماذا بعد؟

حرب غزة الأخيرة… ماذا بعد؟

ما هي الثمرة الحقيقية لحرب غزة الأخيرة؟ وكيف سيكونالمشهد السياسي بعد هذه الجولة التي ربما تكون الأخيرة؟ ومن هو الطرف القادر علىترجمة الأحداث لصالحه وما هي الارتدادات والآثار المترتبة على هذا الحدث فلسطينياًوعربياً «وإسرائيلياً»؟..

كانت هذه الأسئلة وأسئلة أخرى كثيرة محوراً للنقاش فيالندوة السياسية التي عقدت مساء يوم الثلاثاء في مركز دراسات زمزم، بحضور نخبة منالأساتذة والسياسيين والاعلاميين ومن ذوي الاهتمام والمتابعة، وكان على رأس الحضورالدكتور وليد عبدالحي، أستاذ العلوم السياسية والأكاديمي المعروف الذي يشرف على إعدادالتقرير الاستراتيجي الفلسطيني منذ (12) عاماً، وكذلك الكاتب د. حسين الرواشدة،والكاتب الأستاذ فهد الخيطان، والسياسي محجوب الروسان.

يذهب الدكتور عبدالحي إلى أن الحرب كشفت عن التغيّر الذيبدأ يطرأ على معادلة الصراع العربي- الإسرائيلي، حيث أن الفارق الهائل في القوةلصالح الكيان «الإسرائيلي» بدأ بالتقلص، نتيجة التطور الواضح في العقل التقنيالفلسطيني، وقدرته على اختراق الزاوية الأمنية في استراتيجية الهجوم الإسرائيلية،حيث أن المعركة كانت تدور داخل فلسطين، وشملت كافة الأرض الفلسطينية، كما أشارالدكتور عبدالحي إلى التغيير الواضح في نسبة التأييد العالمي (لإسرائيل)، وفقاًلبعض الدراسات التي تظهر تراجعاً ملحوظاً حتى في الولايات المتحدة الأمريكية،وخاصة في أوساط شباب الجامعات والأجيال الجديدة.

الكاتب الصحفي فهد الخيطان يجزم بأن الحرب الأخيرة أعادت«حماس» إلى الخريطة السياسية، وعوضت ما خسرته المقاومة خلال السنتين الأخيرتين علىالساحة العربية والإسلامية، وأصبحت رقماً لا يمكن تجاوزه على صعيد القضيةالفلسطينية، كما لمع نجم (القسام) في الداخل وزيادة حضوره السياسي في المفاوضاتالجارية، واستطاع إحداث تغير واضح في المعادلة الفلسطينية لصالح غزة ومطالبهاالعادلة.

الحرب من منظور الرواشدة كانت تهدف (اسرائيل) من خلالهااضعاف المقاومة وتقليم أظافرها في غزة، والإسهام في إجهاض ثورات الربيع العربي،ومحاصرة آثار صحوة الشعوب العربية على تغيير وجه الصراع القائم في المنطقة، كماأنها تهدف إلى تعطيل جهود المصالحة وعرقلة وحدة القيادة الفلسطينية ووحدة الشعبالفلسطيني، والابقاء على حالة الانقسام والتشرذم ومنع التقدم الحقيقي نحو استعادةالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي قول آخر أن «إسرائيل» تريد إعادة غزة إلىالسلطة من أجل التنسيق الأمني وإحداث رقابة شديدة على المعابر، ورقابة أشد علىأسلحة المقاومة بحسب بعض التقارير السياسية « الإسرائيلية».

كما أن «إسرائيل» تحاول تجديد دورها الغربي المرسوم فيالمنطقة، وأنها ما زالت قادرة على القيام بلعب هذا الدور في ظل الاستراتيجيةالأمريكية الجديدة القائمة على التدخل الهادىء والاستغناء التدريجي عن نفط المنطقةفي عام 2030م، والاستغناء عن لغة القوة والعسكرة.

الأستاذ محجوب الروسان يدخل إلى  تفسير ما حدث من خلال المعادلة الدوليةللإقليم، الذي يرى أنها تغيرت من معادلة توازن القوة إلى معادلة توازن المصلحة،مما سيؤدي إلى تغيرات حتمية وتموضعات للقوى الإقليمية والمحلية، سوف تطال الأنظمةوالحدود  والقوى جميعها بلا استثناء، ويرىأن «إسرائيل» تشن حرباً على الشرعية الوطنية الفلسطينية التي تشكلت في الأرضالمحتلة بالثورة والدم والمقاومة، حيث لا يستطيع أي طرف احتكار هذه الشرعية أوالوصاية عليها.

أجمع المتحدثون على ملاحظة التغيّر الذي يطرأ علىالمنطقة والعالم كله، وأن العالم يتجه حثيثاً من لغة القوة إلى لغة المصالح، ويتمالاستشهاد بالصين التي استطاعت أن تحقق حضوراً اقتصادياً على مستوى العالم كله دونحروب ودماء ودون معارك وجيوش غازية، مما يجعل سيطرتها الاقتصادية الواسعة علىالأسواق العالمية بدون خسائر أو تكلفة باهظة كما تدفعها الولايات المتحدة.

«إسرائيل» في ظل هذه التغيرات وفي ظل هذه القراءةالاستراتيجية، لن تستطيع حسم خياراتها بالقوة العسكرية ولن تستطع حماية أمنها عبرمسار التفوق العسكري، وعبر اختلال ميزان القوة، الذي تحاول جاهدة الاحتفاظ به علىمدار الأيام، وسوف تكون الكلمة في النهاية للشعوب التي لن تطيق الخضوع للظلموالقهر والاستبداد إلى الأبد، وينبغي على «إسرائيل» أن يزداد خوفها من قلبالمعادلة لصالح المظلومية الفلسسطينية أمام العالم.

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...