الزنة.. دمار يشهد على همجية الاحتلال

أثار حجم الدمار الهائل الذي حل بمنازل المواطنين منطقة الزنة شرق خان يونس، ذهول المواطنين الذين وجدوا في الإعلان عن التهدئة الإنسانية الفرصة للوصول إلى منازلهم وتفقدها ليكتشفوا الدمار والخراب الذي حل بمنازلهم.
 
ووقف الحاج محمد أبو جامع (65 عاماً) قرب منزله المدمر، وقال: “هذا البيت يؤوي 5 عائلات عددهم أكثر من 50 فرداً .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. كما ترى لم يبق إلا هذه الكومة من الحجارة”.

منزل أبو جامع هو واحد من عشرات المنازل التي دمرت في حي أبو جامع على جانبي شارع يمتد بطول كيلو متر في منطقة الزنة ببني سهيلا شرق خان يونس، ليشهد على جريمة إبادة حي بأكمله.

عدد من أبناء الحاج أبو جامع وأحفاده حاولوا استخراج ما يمكن استخراجه من أسفل الأنقاض، في محاولة بدت عبثية في ظل التدمير الكلي للمنزل.

 دمار يفوق الوصف
أما محمود أبو جامع فاختار أن يتمدد تحت ما تبقى من سقف منزله، في وقت انشغل أبناؤه هو الآخر في استخراج ما يمكن إنقاذه من المنزل الذي دمر بالكامل وبقي عبارة عن هيكل متهالك ومعرض للسقوط في أي لحظة.

وقال: “الدمار الذي حل بالمنطقة يفوق الوصف والكلمات حتى الصورة لا تعكس هول ما جرى”، مشدداً على أن الاحتلال المجرم الفاشل كان يعجز عن مواجهة المقاومة فيدمر المنازل.

مقاومة مشرفة
ويؤكد السكان أن المقاومة خاضت معركة باسلة في المنطقة ولقنت قوات الاحتلال درساً قاسياً فقنصت منهم عدد كبير من الجنود، ودمرت العديد من الدبابات .. وكان المقاومون يصعدون على الدبابات ويفجرونها.

واندحر الاحتلال عن المنطقة بعدما ترك خلفه العديد من الآليات المدمرة التي رفعتها المقاومة ووضعتها وسط بلدة بني سهيلا كمؤشر على هزيمة الاحتلال وانتصار المقاومة.
ولم يقتصر التدمير على المنازل في المنطقة، بل طال أيضاً المساجد، مسجدان دمرا بصورة شبه كاملة في المنطقة وهما مسجد سلمان الفارسي ومسجد أبو هريرة.
 
وقال الحاج إسماعيل أبو حماد :”لماذا يدمرون المنازل ولماذا يدمرون المساجد .. نحن مدنيين .. هذا جيش دموي وإرهابي.

ويجمع السكان على أن إرهاب الاحتلال وتدميره لن يفلح في ثني إرادتهم أو مساندتهم للمقاومة مهما كانت التضحيات.

وقال أبو حماد :”يخطئ العدو إذا ظن أنه بتدمير منازلنا سيجعلنا نتخلى عن مقاومتنا، كلنا مقاومة هذه المقاومة التي رفعت رأسنا وقدمت بطولات نفديها بأرواحنا .. والاحتلال مستمر في قتلنا وتدمير منازلنا منذ تهجيرنا عام 1948.