الإثنين 12/مايو/2025

أهالي شهداء انتفاضة الضفة: دماءٌ أبنائنا فداءٌ للمقاومة

أهالي شهداء انتفاضة الضفة: دماءٌ أبنائنا فداءٌ للمقاومة

خرجت الضفة الغربية، بعشرات المسيرات الغاضبة، نحو نقاط التماس مع الاحتلال، نصرة للدم المسفوح، وتعبيرًا عن الغضب من جرائم الاحتلال بحق الأبرياء في غزة، ومع ارتقاء الشهداء في الضفة، كان الكثير من أهاليهم، يستقبلون جثامينهم بالفخر والاعتزاز، معربين عن تقديم دماء أبنائهم رخيصة، فداءً لغزة ولمقاومتها، التي مرغت أنف الاحتلال في التراب.

كل أبنائي فداءٌ للمقاومة

فقد فاجأ السيد محمد شحادة، والد الشهيد طيب شحادة (21 عامًا)، الجميع عند ثلاجة الموتي، بمستشفى رفيديا بنابلس، وهو يوجه خطابه لنجله المسجى بالقول: “ألف مبروك الشهادة يابا، لقد رفعت رأسي عاليًا، لقد نلتها اليوم، وسنزفك عريسًا”.

وفي حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، قال والد الشهيد طيب الذي ارتقى برصاصة في رأسه خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال على حاجز حوارة جنوب نابلس في (26-7): “هذا شرف لي، أن ينال ولدي البكر الشهادة، فداءً لأهل غزة، ولو أشكر الله ليل نهار ما وفَّيته على هذه النعمة”.

وأضاف: “لقد رأى ولدي في المنام العام الماضي، أن الرسول صلى الله عليه وسلم يربت على كتفه ويبشره بالشهادة، وها هو اليوم قد نالها وفي شهر رمضان، واليوم اختلطت دماؤه مع دماء شهداء غزة”، وعن شعوره باستشهاد نجله أكد أنّ “هذا أقل شيء ممكن أن نقدمه لغزة”، مضيفًا: “إنّ دمي ودم جميع أبنائي وبناتي فداء لغزة ولمقاومتها التي رفعت رؤوسنا عاليًا”.

نطالب القسام بالثأر

أما والدة الشهيد عدي نافذ جبر الذي ارتقى ظهر الجمعة (1-8)، فقد وقفت تكبر وهي تلقي نظرة الوداع الأخير عليه، وقالت: “ولدي فدا غزة، وفدا المقاومة، وفدا محمد ضيف وأبوعبيدة وإسماعيل هنية”، وأردفت: ” أطالب أبو عبيدة والقسام، بالثأر لدماء نجلي عدي”.

وتؤكد والدة الشهيد في حديث لمراسلنا أن “عدي كان دائم المتابعة لما يحدث في غزة، وكان محبًّا للشهادة، ورغم أنه من سكان قرية خربثا بني حارث، إلا أنه كان في كل يوم جمعة، يشارك في مسيرة نعلين الأسبوعية ضد الجدار، للاشتباك مع قوات الاحتلال، وكان دائمًا يقول: “أنا مشروع شهادة”، وتضيف والدة عدي: “إن دم ولدي عدي، ليس بأفضل من دماء المئات التي تراق في غزة، ولا ضير لنزف هذه الدماء، بعد كل انتصارات المقاومة في غزة”.

المقاومة رفعت معنويات الشعب

ويرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “الشعب الفلسطيني شعب حي ومؤمن ويتوق للحرية، ولم يسبق له أن بخل على قضيته بأبنائه، وإن مرت على هذا الشعب مراحل من الفتور ومحاولة تشويه وعيه وقتل إرادته”.

وأكد أن ما حصل أن المقاومة في غزة في الحرب الأخيرة، رفعت من الروح المعنوية للشعب، وشكلت رافعة مهمة، وخطوة مضادة لمحاولات اغتيال الوعي والإرادة، مضيفًا: “وحينما يلاحظ الشعب الأداء البديع للمقاومة وقدراتها وإرادتها وبسالتها وصمودها واجتراحها المعجزة من صحراء العدم، فإن روحه النضالية تعود إليه، خاصة حينما يقارن ماذا يمكن للإيمان المتسلح بالإرادة أن يفعل، مقابل المشاريع الأخرى التي كرست الاحتلال، وسعت إلى تدجين الشعب وخلط أولوياته، وتحويله إلى مجتمع استهلاكي في ظل الاحتلال، و باختصار فالمقاومة في غزة قدمت نموذجًا واقعيًّا لنموذج مثالي، وهذا سبب ما نراه من افتخار أهالي الشهداء بأبنائهم، واسترخاصهم التضحيات في سبيل القضية الكبرى”.

الضفة لن تتأخر عن دورها

وقد خرجت عشرات المسيرات والفعاليات الانتفاضية ضد الاحتلال ونقاط التماس، في مختلف مناطق الضفة والقدس المحتلة، ما أدى لاستشهاد 13 مواطناً، منذ بداية العدوان على غزة، وهنا يستنكر عرابي توجيه سهام اللوم لأهالي الضفة من التقصير، مشيرًا إلى أن هناك أسبابًا كبَّلت الضفة منذ عملية السور الواقي قبل 12 عاماً، مروراً بسياسات السلطة الفلسطينية، فلا يمكن أن نتوقع من الضفة أن تتحرر من قيودها فجأة، فقط بسبب العدوان على غزة، فسنوات من السياسات المدمرة، وقتل عوامل النضال ومرتكزاته، لا يمكن أن تعالج مرة واحدة، فالمطلوب فهم ظروف الضفة، ومعرفة أسباب المشكلة، ثم العمل على معالجتها، وليس اللوم والعتاب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات