الأحد 11/مايو/2025

مأزق الاحتلال

مأزق الاحتلال

بعد نحو أربعة أسابيع على بدء الحرب العدوانية الصهيونيةعلى قطاع غزة، لا تزال قوات الاحتلال تراوح مكانها، فيما المأزق”الإسرائيلي” يتعمق أكثر فأكثر داخلياً وخارجياً، وعلى الجبهتينالسياسية والعسكرية.

يكشف تخبط الكيان في إدارة العدوان عن خلافات حادة بينالمستويين السياسي والعسكري، ناجمة أساساً عن الفشل في تحقيق أي من أهدافه،ومحاولات الهروب إلى الأمام، تارة عن طريق التهديد بتوسيع العدوان، وهو يهدد بذلكمنذ البداية، وأخرى من خلال سعيه للتوصل إلى حل سياسي للخروج من المأزق وصل إلى حداستجداء طلب وقف إطلاق النار.

ففي الميدان خَير القادة العسكريون رئيس حكومتهم بنياميننتنياهو، بين توسيع العدوان والدخول إلى عمق القطاع مع كل ما يترتب على ذلك منخسائر بشرية ومادية لا يقوى الاحتلال على تحملها، أو الانسحاب بعد أن استنفدالعدوان جميع الأهداف المحددة سلفاً ولم يعد في بنك الأهداف سوى تكرار قصف المناطقالمدمرة. أما على المستوى السياسي، فقد طلبت وزارة خارجية الكيان من نتنياهو السعيلاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض وقفاً لإطلاق النار يسمح لقادة الاحتلالبما وصفته “شرعنة” استمرار البحث عن الأنفاق ومخزونات سلاح المقاومة.

لكن الضربة على الرأس، جاءت هذه المرة، من الحليفالأمريكي على شكل فضيحة مدوية، حين كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أننتنياهو هو من طلب منه السعي لوقف إطلاق النار، ليكشف بدوره، ليس فقط، عن تناقضاتأمريكية “إسرائيلية” في هذا المجال، بل عما حرص الكيان على إبقائه طيالكتمان، أسوة بالرقابة الصارمة والتكتم الشديد على خسائره البشرية والماديةالباهظة في الميدان بذريعة الخوف من انهيار جبهته الداخلية.

القراءة الواقعية للميدان، تكشف رغم كل ذلك، عن انتقالزمام المبادرة إلى المقاومة، فالصواريخ الفلسطينية لاتزال تدك مدن الكيانومستوطناته ومعاقله العسكرية، فيما الأنفاق التي يتحدث الاحتلال عن تدميرها فضحتزيف إدعاءاته مجدداً، كما ظهر في عملية “ناحال عوز” وعمليات الإنزالالمتواصلة خلف خطوط العدو، والعمليات النوعية الأخرى التي أفقدته توازنه على أرضالمعركة.

الشيء الوحيد الذي نجح الاحتلال في إنجازه بامتياز هوسفك المزيد من دماء الفلسطينيين من خلال المجازر الوحشية وجرائم الحرب التييرتكبها بحق المدنيين، وهي في كل الأحوال، فضيحة أخلاقية تاريخية للجيش الذي”لا يقهر” والذي طالما كان يتحدث عن “طهارة السلاح”، وهيأيضاً جرائم ستظل عاراً على جبين المجتمع الدولي، ولن يمحوها أبداً وصف أمين عامالأمم المتحدة بان كي مون قصف مدارس “الأونروا” بأنها “غيرمبررة”، متناسياً تماماً أن ميثاق الأمم المتحدة نفسه، ينص في أوائل بنودهعلى حق الشعوب المحتلة في مقاومة المحتل.

كان واضحاً منذ البداية، أن الاحتلال يستطيع شن الحربوتوسيعها متى شاء، لكنه لا يملك قرار إنهائها. وبات من الواضح أيضاً، أن المعركةلن تنتهي إلا بتحقيق مطالب المقاومة الإنسانية والعادلة، رغم كل جرائم الاحتلال،التي لا بد أن تفتح صفحتها بعد انجلاء المعركة، وعندها سيكون لكل حادث حديث.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات