فلسطينيو 48 يروون مشاهد مهولة بشأن خسائر الاحتلال

بالرغم من كل الإجراءات التي اتخذتها مؤسسة الرقابة العسكرية الصهيونية للتكتم على خسائر الكيان في العدوان على غزة، فإن مشاهدات حية نقلها فلسطينيو الداخل استطاعت أن تخترق هذه المنظومة الحديدية، وتروي تفاصيل دقيقة عن خسائر الاحتلال.

وأكد عاملون من فلسطينيي 48 بمستشفيات الاحتلال، أن حجم الإصابات التي تعالج في كافة مستشفيات الوسط والجنوب الرئيسية أكبر بكثير مما هو معلن، وتؤشر إلى حجم كبير للخسائر تلحقه المقاومة بالاحتلال في كافة المستويات.

وقال ممرضون وعاملون في القطاع الصحي في مستشفيات “رمبام” و”برزلاي” و”هداسا” وغيرها، أن أعداد الجرحى كبيرة منذ بداية الحرب، وليس فقط بعد انطلاق الحرب البرية.

 وأشار أحدهم لمراسلنا إلى أنه كان يشاهد الجرحى الذين يدخلون المستشفى، ويقارن بينها وبين ما ينقله إعلام الاحتلال فيجد تعتيم حديدي.

 وتابع: “هم يستطيعون أن يعتموا في الإعلام، ولكننا نعمل داخل المستشفيات، ونحن نشاهد إصابات مهولة”.

 ويضيف حسن، الذي يعمل في إحدى المستشفيات في مدينة حيفا، ونتحفظ عن ذكر الأسماء كاملة لعدم إلحاق الضرر بالمتحدثين: “لو أن أي صحفي أجنبي قرر أن يقوم بتحقيق من خلال أخذ بيانات الجرحى والقتلى من المستشفيات مباشرة، لخرج بحصيلة مذهلة”.

 ويؤكد محمد سلامة، أحد فلسطينيي 48 من مدينة حيفا، أن أخبار القتلى والإصابات المهولة تسير في المجتمع الصهيوني كالنار في الهشيم، وهم يتبادلونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونسمعهم في نقاشاتهم؛ وفي أحاديثنا معهم يقرون بحجم الإصابات ولا يثقون بإعلامهم، على الرغم من أن ما يعترف به الرقيب العسكري ليس بالقليل.

 البلدات العربية هي الآمنة:

 ومن المفارقات في الحرب الأخيرة ومما يدلل على حجم الضرر الذي ألحقته المقاومة بمدن الاحتلال، هو تحول البلدات والمدن العربية في أراضي 48 إلى المناطق الأكثر أمنا من صواريخ المقاومة.

ويروي حسن عودة، وهو صاحب محل تجاري في مدينة الناصرة بأراضي 48، أن مستوطنا من مدينة “تل أبيب” دخل إلى محله لشراء حاجيات فقال له: “أنتم هنا تعيشون في نعيم، لا يوجد عندكم صواريخ، نحن لا نخرج من الملاجئ، حياتنا أصبحت صعبة للغاية”.

 ويشير حسن إلى أننا نعايش حالات كثيرة تؤشر لمستوى الأزمة التي يعاني منها الصهاينة على كافة القطاعات، وهم يعيشون في ذعر مستمر.

 وأكد أن هذه المواجهة تختلف تماما عن كل المواجهات السابقة، وهم يعيشون حالة صدمة شديدة ، معتبرا أنها الحرب الأكثر صعوبة عليهم.