الأحد 11/مايو/2025

محرقة الشجاعية تهز الضمير العالمي

محرقة الشجاعية تهز الضمير العالمي

استيقظ العالم مع تباشير فجر أمس على جريمة إسرائيليةجديدة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، واكبت هجوماً عسكرياً شرساً لا تردعه مواثيقدولية، ولا تحجبه نوازع إنسانية، ليرتكب محرقة وحشية في حي الشجاعية شرق مدينة غزةهزت الضمير العالمي، بعد أن راح ضحيتها 97 مواطناً فلسطينياً، وأصيب نحو 210آخرين، فيما لا يزال العشرات تحت الأنقاض.

التاريخ الدموي الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني تمتلئصفحاته اليومية بمجازر دموية بحق مواطنين عزل، يواجهون بصدورهم العارية آلة قتلهمجية تحصد أرواحهم الطاهرة دون جريرة ارتكبوها، سوى مطالبتهم العادلة بوطن مستقلوآمن يعيشون فيه بسلام، أسوة بغيرهم من أبناء الشعوب.

تواصل إسرائيل عدوانها الغاشم على غزة، ضاربة بكلالمواثيق والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية عرض الحائط، غير عابئة بالإبادةالجماعية التي ترتكبها بحق مدنيين، هدمت عليهم مساكنهم، ولم ترحم كبيرهم ولاصغيرهم، ولم تراع حرمة شهر كريم، وسط تخاذل دولي مكبل بحساباته السياسية الخاصة،غير قادر على التحرك بوازع من ضمير وهو يشاهد صور الأطفال الذين مُزقت أجسادهمالنحيلة، وجثث شهداء غصت بها شوارع غزة، ورائحة موت زكمت أنوف منابر دولية تحدثناليل نهار عن احترام حقوق الإنسان، وهي عاجزة عن إيقاف آلة القتل الإسرائيلية عنغيها.

دماء هؤلاء الأبرياء بحي الشجاعية لا تتحمل وزرهاإسرائيل وحدها فقط، بل يشاركها الجرم الصمت الدولي على هذه المجاز البربرية، التي لميعرف التاريخ مثالاً لها ولخستها وهمجيتها، خاصة إذا علمنا أن ضحايا المجزرة هم منالأطفال والنساء والمسنين، لم يكونوا يحملون سلاحاً ولا يبادلون العدوان بعدوان،بل كل ما يحملونه في جعبتهم أحلام بحياة مستقرة آمنة.

ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوانالإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لتبلغ أكثر من 400 شهيد، وإصابة ما يزيد عن2600 مواطن، منهم 755 طفلاً، و463 امرأة، و107 مسنين، بخلاف المجاز التي ارتكبتبحق 32 عائلة فلسطينية.

إذا كانت القوات البربرية الإسرائيلية قد نالت من أجسادالأبرياء الفلسطينيين، فإنها لم تستطع -على الرغم من كل قوتها الغاشمة وعدتهاوعتادها- أن تنال من الروح الفلسطينية التي تواجه هذا الطغيان البشري بنفوس آمنةمطمئنة بقضاء الله، راغبة بالفوز بجنانه في أيام فتحت فيها أبواب الفردوس فيانتظار أرواحهم الطاهرة.

جهود واكبتها أفعال وأعمال على الأرض، واصلها ليل نهارحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لإيقاف العدوانالإسرائيلي على غزة، لم تكتف تلك الجهود ببيانات شجب وتنديد واستنكار مثل غيرها،بل رافقتها تحركات دولية فاعلة على كافة القوى والمنابر العالمية الفاعلة لإيقافآلة القتل الإسرائيلية، وإنقاذ الشعب الفلسطيني الشقيق.

اتصالات متواصلة أجراها أمير البلاد المفدى مع عدد منزعماء وقادة العالم لبحث الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة على قطاع غزة، ومناقشةكافة الجهود والسبل لوقف العدوان وآلة القتل الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني،وتوفير سبل ووسائل الحماية للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء.

حرص أمير البلاد المفدى -خلال تلك الاتصالات- علىالتأكيد على توحيد المواقف والجهود المبذولة في سبيل وقف فوري للعدوان والانتهاكاتالإسرائيلية الصارخة وغير الإنسانية.

توجت تلك الجهود بقمة قطرية فلسطينية أمس، جمعت حضرةصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس الفلسطينيمحمود عباس، حملت بين طياتها العديد من المؤشرات العميقة التي تتماهى مع حجمالتحديات المحدقة بالمنطقة بأكملها، والبحث عن مخرج سريع وفوري لوقف العدوان الإسرائيلي.

بحث أمير البلاد المفدى مع فخامة الرئيس الفلسطيني ، ثممع سعادة السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة آخر مستجدات الأوضاع علىالساحة الفلسطينية، لا سيما التطورات في قطاع غزة. كما تم البحث في الجهود الدوليةلإيقاف العمليات العسكرية ضد القطاع، ووقف سياسة العدوان التي تنتهجها إسرائيل ضدالشعب الفلسطيني الشقيق.

الدبلوماسية القطرية قامت هي الأخرى بجولات مكوكيةلإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أجرى سعادة الدكتور خالد بن محمد العطيةوزير الخارجية عدة اتصالات مع نظرائه حول العالم للتحرك الفوري لإيقاف هذاالعدوان، كان آخرها لقاءه أمس مع سعادة السيد بورج برند وزير خارجية مملكةالنرويج.

ستمضي قطر في كافة الدروب والمسارات الدولية، ولن تتوقفهمتها أو يعيل صبرها حتى تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن جرائمها بحق الشعبالفلسطيني، سنتخذ كل مسلك من شأنه التخفيف عن أشقائنا الفلسطينيين، ترافق ذلكمجهودات إغاثية ومساعدات متواصلة لمؤسسات المجتمع المدني القطرية لتوفيرالاحتياجات الإنسانية لأهل غزة.

ستواصل قطر جهدها على الساحات العربية والإسلاميةوالدولية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وسط خذلان من بعض الدول العربية التيتشاهد استباحة الدم الفلسطيني بكل برود، ولن يحول ذلك بينا وبين نصرة فلسطين، وجلما نرجوه تحقيق المطالب المشروعة لأهل غزة بفك الحصار الظالم وفتح المعابرالحدودية لدخول فرق الإغاثة والمساعدات الإنسانية العاجلة.

صحيفة العرب القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات