الإثنين 12/مايو/2025

حرب ظالمة على غزة.. وصمت عربي مشين

حرب ظالمة على غزة.. وصمت عربي مشين

أكثر من عشرة أيام عجاف تمر ببطء شديد، وبمرارة علقميةقاسية على أهل غزة.. أكثر من عشرة أيام بلياليها وغزة تُمطر وتقصف بوابل منالقنابل والرصاص والصواريخ النارية الملتهبة.. فغزة وأهلها يعنون من هجمة عسكريةبربرية همجية شرسة، وقصف وحشي من البر والبحر والجو.. أنها لحرب شاملة ظالمة بكلالمقاييس تُشن على أهل غزة من قبل الصهاينة الظالمين المعتدين المعروفين بطمعهموحقدهم وكراهيتهم للشعوب الأخرى، وعلى رأسهم الشعوب العربية بكل أطيافها وفئاتهاوأجناسها، والشعوب المسلمة بكل أعراقها وجنسياتها. فالحرب هذه غير شرعية، وغيرمنطقية، وغير قانونية، فضلا على أنها غير متكافئة، وغير متوازنة القوى بين طرفيالمعادلة على الإطلاق. ولذا، فتفتقر الحرب إلى الحجة والذريعة والبرهان المبرر،فسببها مجهول، وسندها القانوني غير موجود، وحجتها واهية مبنية على أكاذيب مضللة،فاحتجت باختطاف حماس لثلاثة مراهقين مستوطنين وقتلهم ورمي جثثهم لعل السلطاتالإسرائيلية تجدهم فيما بعد، ولكن حماس بريئة من هذه التهمة حيث إنها لم تعلنمسؤوليتها عن العملية على الإطلاق، ولم تعلن أية جهة فلسطينية أخرى مسؤوليتها أيضا،فمن أين أتت الحجة الإسرائيلية، وعلى أي أساس تتهم حماس أو أية جهة فلسطينية بهذهالجريمة؟ ولماذا لم تكن “إسرائيل” وراء هذه العملية المزيفة أصلا؟ إنهاالخديعة الإسرائيلية، والحجة الواهية، والذريعة المصطنعة لشن هجومها العسكري علىغزة. إنه لمكر مكرتموه، والله أشد مكراً وأشد تثبيتاً، فالصهاينة ماكرون، ومعروفونبالمكر والخداع، فإنهم يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

ولكن لا خوف على غزة، ولا قلق ولا استسلام لحماس.. فهذهغزة المعتادة على الصبر والسلوان، فهي غزة التي صبرت وصمدت في حروب سابقة، وأفشلتوستُفشل مخططات العدو في النيل منها، ومنعته وستمنعه من تحقيق أهدافه العسكرية..فهي غزة المقاومة المتصدية المتحدية الصامدة بكل فصائلها الوطنية، حماس، والجهادالإسلامي، والقسام، وغيرها وغيرها. ولذا، فلا شك أنها غزة العملاقة رمز العزةوالكرامة.. ورمز الشموخ والصمود.. ورمز التحدي والتصدي.. فهي غزة القوةوالمقاومة.. وغزة العصية المستعصية، فهي كانت مستعصية على الأعداء الصهاينة علىمدى ثلاثة حروب ظالمة فُرضت عليها من قبل جنرالات الدولة العبرية الصهيونيةالظالمة، وستكون مستعصية في هذه الحرب أيضا، فهي منصورة أن شاء الله.

والغريب المستهجن في الأمر هو أن الحرب هذه لم تكن فيالخفاء، ولم تكن سرية، ولم تحدث في ستينات القرن الماضي حيث الإعلام الرسمي الموجهوفقا لسياسات وتوجهات وأجندات رسمية، بل هي حرب معلنة، وأمام وسائل الإعلامالعالمية الرسمية وغير الرسمية من صحف ومجلات وإذاعات وتلفزيونات، ووسائل الاتصالوالتواصل الاجتماعي حيث النقل المباشر والمشاهدات الفردية والجماعية والجماهيريةالفورية، المتخطية لحاجز الزمان والمكان حيث الصوت والصورة والحركة والواقعية،وغيرها من وسائل الإعلام والاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة، ومع ذلك إنها تُشنفي ظل صمت عالمي مشين، وسبات إسلامي عميق، وتخاذل عربي مهين، ودعم رسمي غربيأمريكي معيب وفاضح، فأين شرفاء العالم الحر، وأين مبادئ أمريكا الديمقراطيةوالحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان؟ أم أنها مجرد شعارات تطبق في حينوتصادر في حين أخر، فهذه المبادئ في الواقع لا تتعدى الحدود الأمريكية أوالأوروبية على أقل تقدير، فالعربي والفلسطيني والحمساوي على وجه الخصوص ليس لهحقوق، وليس من حقه أن يقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وليس من حقه الدفاع عن نفسه عندمهاجمته وقتل أطفاله ونسائه، فدفاع الفلسطيني عن نفسه إرهاب، وإرهاب الإسرائيليدفاع عن النفس، فالأمريكي على مستوى الرئيس يردد هذه العبارة مرارا وتكرارا وفي أيمناسبة وأي احتفالية رسمية وغير رسمية. فالإسرائيلي منصور أمريكياً وأوروبياً..فهل الفلسطيني والحمساوي بشكل خاص منصور عربياً؟ فأين النصرة العربية الإسلاميةلأهل غزة، وأين الأخوة في العروبة والإسلام، وأين المروءة العربية، وأين النخوةالشهامة العربية؟ ولماذا تحاصر وتعاقب غزة من أهلها وذويها وبنى جلدتها وجيرانها؟ولماذا يفرح بعض العرب المسلمين بهذه الحرب وبهذه الهجمة الهمجية الشرسة؟ ولماذايقف بعض العرب في خندق واحد مع العدو الصهيوني؟ ولماذا نضحي بثيراننا البيضاء، ومنثم السوداء من أجل البقاء المؤقت القصير الأجل، لينفرد بنا ملك الغابة “العدوالصهيوني وأعوانه الأمريكان والأوروبيون الحاقدون” فيما بعد، فحينها لن يكونلنا نصير ولا عضيد ولا رفيق ولا صديق، ولا داعم، مما يدفعنا للندم يوم لا ينفعالندم، ونقول حينها أنما أكلنا يوم أكل أخونا الثور الأبيض الذي سبق أن قدمناههدية لملك الغابة على طبق من ذهب.

وكلمة أخيرة.. فغزة غزة يا عرب ويا مسلمون، إنهاتناديكم، فتقدموا لنصرتها، وانصروا الله، ينصركم على أعدائكم، ويثبت أقدامكم، ويهزمعدوكم، ولا تخشوا في الله لومة لائم، ولا تخشوا أمريكا وحلفاؤها، فالله أحق أنتخشوه إن كنتم مؤمنين. ويا أهل غزة اصبروا وصابروا، فالله ناصركم ومؤيدكم بجنود منعنده، فإنه ولي المجاهدين والمقاومين والصامدين، ولا تهتموا بإسرائيل وقوتهاوداعمها الأمريكي الذي لا حول له ولا قوة أمام الاستعطاف الإسرائيلي تارة، والتجبروالتعنت والهيمنة الإسرائيلية تارة أخرى، فمناصرة أمريكا ل”إسرائيل”،وما تقترفه من ظلم عليكم، متروك لله تعالى، فهو كفيل بها، وقادر على معاقبتهاوهزيمتها وإضعافها وإهلاكها متى ما أراد، وذلك لظلمها الواضح الفاضح المشين البعيدعما تنادي به من مبادئ وقيم إنسانية مزيفة لا تتعدى حدودها، لقوله تعالي: وَتِلْكَالْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (الكهف،59).وقوله أيضا: وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَابَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (الأنبياء،11). فالله الله على “إسرائيل”وعلى أمريكا، والنصر لكم يا أهل غزة إن شاء الله.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات