الإثنين 12/مايو/2025

إسرائيل تتجرع كؤوس الهزيمة المرة…

إسرائيل تتجرع كؤوس الهزيمة المرة…

الجرائم المروعة التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيليضد الشعب الفلسطيني في حرب غزة (الجرف الصامد) قد أثبتت على الملأ عقم تفكيروأسلوب قيادة الدولة العبرية في التعامل مع الحقائق والمستجدات الفلسطينية والإقليميةوالدولية، لقد تصور الجيش الإسرائيلي بقياداته المتغطرسة وبروحه العدوانية الفظةوبحكومته المتشنجة بأن الحرب في غزة مجرد نزهة عابرة في ظل الإنتكاسات التييعانيها العالم العربي في العراق والشام ومصر وأماكن أخرى، كما تصورت القيادةالإسرائيلية بأن القوة المفرطة التي تلجأ إليها بين الفينة و الأخرى ستكون سداًمنيعاً أمام الإرادة الوطنية وستكسر إرادة الصمود والتحدي الفلسطيني المقاوم والذيلقن الاحتلال وآلته العسكرية العدوانية دروساً تاريخية في الهزائم المرة، فحربإبادة الشعب الفلسطيني ليست أبداً كالحروب التي شنتها “إسرائيل” فيالماضي ضد الجيوش العربية الكارتونية وقياداتها الهزيلة كما حصل في حرب الأيامالستة الشهيرة في 5 حزيران/ يونيو 1967 وحيث إنهارت أنظمة العسكرتاريا الرثةوالحزبية الفاشلة في مصر وسوريا في سويعات قليلة وتبخرت كل إدعاءات القوة الوهميةالتي كانت تعتاش عليها تلك الأنظمة التي دمرت شعوبها من الداخل وكانت مجرد ظاهرةصوتية أمام الإسرائيليين، في السابع من حزيران /يونيو عام 1981 وتحت هدير وظلالمدافع وصواريخ الحرب العراقية/ الإيرانية تمكن الطيران الإسرائيلي من تدميرالمفاعل النووي العراقي (تموز) في ضربة جوية خاطفة (عملية بابل)! لم تجد للأسف رداًصارماً!، وفي السادس من حزيران/ يونيو 1982 وتحت شعار حماية الداخل الإسرائيلي منهجمات المقاومة الفلسطينية في لبنان وقتذاك شن الجيش الإسرائيلي زمن المقبورينمناحيم بيغن ووزيره الإرهابي إيريل شارون عملية (سلامة الجليل) لحفظ وضمان نظريةالأمن الإسرائيلي!، وهي العملية التي تطورت لتشمل إجتياح العاصمة اللبنانية بيروتوطرد منظمة التحرير الفلسطينية من هناك، وتدبير المجازر البشرية المروعة ضدالشعبين اللبناني  الفلسطيني كما حصل فيمخيم صبرا وشاتيلا، وقد جرت مياه ودماء عديدة تحت كل الجسور وقتذاك، وحاولالإسرائيليون فرض منطق الهزيمة وفرض سياستهم وما إستطاعوا لذلك سبيلاً، بل نهضتالمقاومة كطائر الفينيق الأسطوري وفجر الشعب العربي الفلسطيني انتفاضة الحجارةالتي تطورت ليستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة وليفرض رؤيته ويضع حريته وانعتاقهأمام الضمير الإنساني ونجح في إنتزاع الإعتراف الدولي بحقوقه الوطنية المشروعةواستطاع بإيمان المجاهدين تعرية المواقف العنصرية الإسرائيلية وكسب قلوب العالمالحر المحبة للسلام التي تخرج اليوم بالملايين في عواصم الدنيا تستنكر جرائمالإحتلال الإسرائيلي التي تجاوزت كل الحدود وتحولت لإرهاب حقيقي ضد الإنسانية،فالجرائم البشرية المروعة ضد الجنس البشري التي مارستها آلة الحرب الصهيونيةوعربدتها في لبنان ثم في فلسطين وما يدور في غزة البطولة حاليا هي تعبير فض وأهوجعن حالة اليأس والهزيمة المرة التي تواجه “إسرائيل” لأول مرة في تاريخهاالمعاصر وحيث استطاعت المقاومة الفلسطينية في غزة تحديداً من إسقاط نظرية الأمنالإسرائيلي وتمزيق ورقة الحدود الآمنة التي كانت تتذرع بها “إسرائيل” فيصفحات الصراع السابقة، لقد كان واضحاً بأن النية الإسرائيلية كانت مبيتة سلفاً علىالانتقام من الشعب الفلسطيني عبر محاولة إجهاض وإفشال المصالحة الوطنية الفلسطينيةومحاولة دق أسفين قاتل بين الفلسطينيين، ولكن الإرهاب الإسرائيلي ستكون له نتائجعكسية بالكامل بعد أن مني بالهزيمة الساحقة، فمصرع مئات المدنيين الأبرياءبالغارات الإسرائيلية الإنتقامية بما فيهم مئات من الأطفال هو عملية إرهاب دولة ضدالإنسانية بإمتياز، وهي جرائم جنائية لن يفلت من براثنها من إرتكب تلك الجرائمالمروعة التي ستضاف لسجل إرهابي خالد لقادة “إسرائيل” منذ أيام عصاباتهمالإرهابية في أربعينيات القرن الماضي، قادة “إسرائيل” يتجرعون اليوم بعدخسائرهم المروعة كؤوس الهزيمة المرة والمسمومة ويواجهون العالم بأسره وتسفك دماءقوات نخبتهم ويؤكد العملاق الفلسطيني الحر إستعادته لزمام المبادرة، وترسم فصولجديدة من فصول حرية الشعب الفلسطيني بدماء أبطاله وأطفاله ونسائه، لاسبيل أمامقادة “إسرائيل” إلا الانصياع التام للإرادة الدولية وتلبية مطالب الشعباللفلسطيني المشروعة والإنسانية ورفع الحصار الظالم دون قيد ولا شرط وتنفيذ كلالمواثيق والمعاهدات والقرارات الدولية ذات الصلة، وبعكسه لن يحصد رؤوس العدوانسوى الهزيمة المرة، لقد تبدلت بالكامل أوراق وطبييعة إدارة الصراع، واسترد الشعبالفلسطيني قراره الوطني الحر وهزم قوى الشر والعدوان، وحول أحلام المستوطنينلكوابيس ثقيلة ستكون لها تبعاتها الداخلية المريرة على الداخل الإسرائيلي.. لقدهزم الإسرائيليون وانتصر الأحرار، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات