مصر السيسي وعباس أوسلو يراهنان على هزيمة المقاومة الفلسطينية

فيما تتصاعد الحرب الإجرامية التي تشنها “إسرائيل”على أهلنا في غزة المحاصرين من كل الجهات الجغرافية والسياسية من بعض عواصم العربإلا أن أهلنا في غزة رغم الجراح والمعاناة وقوافل الشهداء وجحافل الجرحى مابرحواصامدين في وجه ذلك الطغيان الصهيوني والصمت العربي الرهيب. المقاومة الفلسطينية فيغزة اليوم تعطي دروساً للجنرالات العرب كيف يواجهون عدوهم، وقيادات المقاومةالسياسية والعسكرية تعطي دروساً للقادة العرب معنى الإرادة السياسية والانتماءللوطن.
الحرب الإسرائيلية اليوم على غزة تذكرنا بالحرب علىلبنان عام 2006 في الشكل والأسباب، وكيف انقسم العرب بين مناصر للمقاومة ومناصر ل”إسرائيل”في استمرارها في تدمير لبنان في ذلك الزمان، كانت ذريعة “إسرائيل” عام2006 لاجتياح جنوب لبنان اختطاف ثلاثة جنود إسرائيليين من قبل المقاومة اللبنانية،وكانت ذريعة العدوان على غزة في الوقت الراهن الانتقام لاختطاف ثلاثة منالمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وبعيداً عن غزة. الأسباب واحدة والأهدافالإسرائيلية واحدة وهو تدمير أي قوة تقف في وجه “إسرائيل” ومشروعهاالتوسعي في الوطن العربي.
(2)
معظم الأنظمة العربية أيدت ما يعرف اليوم بـ “المبادرة المصرية ” والتي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، الرحمة تتمثل في وقفالحرب على غزة، والعذاب أنها تبقي مسألة الحصار وأسباب هذه الحرب التي تشن علىأهلنا في غزة في كل مناسبة تتعثر فيها السياسة الداخلية الإسرائيلية بين أحزابهاالسياسية على ما هي عليه. الأمر الآخر أن المقاومة الوطنية في غزة أحرجت الأنظمةالعربية أمام شعوبها، منظمات محاصرة لأكثر من عشر سنوات تستطيع تجهيز قوة ناريةتكاد تكون رادعة للعدو الإسرائيلي وتضربه في عمقه الجغرافي، بينما الدول العربيةالمجاورة لفلسطين المحتلة والقريبة منها تملك أسلحة متطورة طيران صواريخ وجنوداًمدربين تكلفتها مليارات الدولارات ولم تفعّل تلك الأسلحة ولم تجرب تلك الجيوش فكانعلى مصر التي حولت جيشها إلى شركة مقاولات عامة أن تدفع بكل جهودها الدبلوماسيةلإجهاض المقاومة في غزة بدلاً من نصرتها والانتصار لها.
“إسرائيل” تعلم علم اليقين بأن معظم الأنظمةالعربية تتربص شراً بالمقاومة الفلسطينية الوطنية في غزة تحت ذرائع لا صحة لها،وعلى ذلك قامت بالدور نيابة عن تلك الأنظمة في الوقت ذاته اكتفت تلك الأنظمة العربيةبإصدار بيانات ومناشدات بإيقاف القتال وتقديم المبادرات ” حمالة الأوجه” ويسارع محمود عباس لتأييد تلك المبادرات لأنها تصب في مصلحته الذاتية،متجاهلاً أن الدم الفلسطيني أغلى وأثمن من أن يكون ثمناً لمكاسب شخصية له ولأعضاءشركته “السلطة “.
(3)
تشن وسائل الإعلام المصرية حملة ظالمة على دولة قطرودورها السياسي الأخلاقي في الشأن العربي. يصر الإعلام المصري وقيادات سياسية عليافي القاهرة على أن دولة قطر تعمل على “اختطاف دور مصر العربي والدولي”وأن قطر تريد إجهاض المبادرة المصرية كما يزعم إعلام الأزمات المصري. قطر في أكثرمن مناسبة أعلنت جهاراً نهاراً بأنها لا تعمل على مصادرة أي جهد عربي يحقق مصالحالشعب الفلسطيني وأنها مكملة له، وأن ما سمي بمبادرة قطرية مضادة ومناقضة للمبادرةالمصرية كلام لا أساس له من الصحة وقد نُفي ذلك الخبر على لسان مسؤول قطري رفيعالمستوى وأن الورقة المعنية هي مطلب المقاومة الفلسطينية في غزة وقدمت إلى الراعيالأمريكي الذي تقول عنه الدبلوماسية المصرية إن بيد أمريكا 99% من الحل وسلمتللأمين العام للأمم المتحدة ولمحمود عباس الذي هو أعتى أعداء المقاومة الفلسطينيةضد “إسرائيل”.
(4)
سؤال ماذا يضير القيادة المصرية لو فتحت المعابر التيتقع بين مصر وغزة طالما الإشراف الأمني والجمركي يقوم به الأمن المصري بالاشتراكمع الأمن الفلسطيني في غزة وليس بالضرورة أن يكون حرس محمود عباس، وطالما تمتالمصالحة بين رام الله وغزة وتشكلت حكومة وحدة وطنية فلا مجال لحرس عباس أن يكونعلى الحدود دوره فقط حماية ” رئيس شركة السلطة “، وماذا يضير مصر السيسيأن تتضمن مبادرتها إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية بعداختفاء المستوطنين الثلاثة بيد مجهولين، وكذلك تعهد “إسرائيل” بعدمالقيام باقتحام المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية ووقف أعمال المداهماتوالخطف والاعتقال لأي فلسطيني؟ ماذا يضير مصر العزيزة لو تضمنت مبادرتها بناءميناء بحري لغزة ولا مانع من أن يكون الأمن المصري مشتركاً في مراقبة الميناء معإخوانهم في الأمن الفلسطيني قي غزة ؟ وماذا يضيرهم بتفعيل مطار العريش كأقرب نقطةمطار إلى غزة لانتقال الفلسطينيين ومن يريد زيارة القطاع من العرب وغيرهم تخفيفاًعلى مطار القاهرة وأخذ الفلسطينيين وجميع العابرين إلى ومن غزة مخفورين برتل عسكريمسلح؟ تشترط مصر في مبادرتها أن تفتح المعابر للأفراد والبضائع على أن تكونالأوضاع الأمنية مستقرة وهذا نص مخل ويحتاج إلى صياغة إذا كانت النوايا حسنة لدىالقيادة المصرية وفي هذا المجال تقدمت المقاومة الفلسطينية بتعديلات على المبادرةالمصرية التي يقال إنها مبادرة قطرية.
لا أريد أن أمعن في الحديث عن سلبيات المبادرة المصريةفقد سبقني أهل القلم والفكر في هذا الشأن، لكني أجزم بأن المبادرة المصرية معظمنصوصها صياغة إسرائيلية وموافقة محمود عباس وقالت بها القيادة المصرية والكل يعلمأن القيادة السياسية في مصر حاقدة كل الحقد على حركة حماس ولا تريد بها خيراً وعلىذلك تتباطأ القيادة المصرية ويناصرها أنظمة عربية أخرى في إجبار “إسرائيل”على وقف العدوان فوراً وتكليفها دولياً بدفع تعويضات وإعادة ما دمرته في هذاالعدوان على غزة.
آخر القول: حسبنا الله ونعم الوكيل على كل الظالمينوالمتقاعسين عن نصرة أهلنا في غزة، وعلى من يريد بفلسطين وشعبها الدمار والهلاك.
صحيفة الشرق القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...