الإثنين 12/مايو/2025

فلسطين قضية إنسانية

فلسطين قضية إنسانية

ردودالأفعال الفلسطينية – وبعض الردود العربية – من مثقفين وأدباء ومفكرين طرحت سؤالاًمهماً جداً… يتصل بإنتماء فلسطين (الوطني والقومي والإنساني). فهناك من رأى أنيعتذر من محمود درويش ويقول (سجل أنا فلسطيني) بدلاً من (سجل أنا عربي). وهناك منصب جام غضبه على العروبة بسبب المواقف الرسمية العربية التي لم تكن منسجمة وواجبالعرب حيال فلسطين عامة وحيال قطاع غزة خاصة. كما أن السؤال المطروح عن (ملايينالشارع العربي) ظل يتردد في ظل سكون مخيم على كثير من شوارع مدننا وعواصمنا العربيةوالدم الفلسطيني يجري بحراً في القطاع بفعل العدوان الصهيوني العنصري الاستئصاليالذي يمارس (حرب إبادة معلنة) ضد الفلسطينيين – دون النظر إلى العمر والمكانوالموقف.

وعادإلى الواجهة سؤال: القضية الفلسطينية من الزاوية الإنسانية. وهل يجوز التركيز علىإنسانية هذه القضية؟ وهل يتنافى ذلك مع (وطنية القضية) و(عروبيتها) واسلاميتها؟والدافع إلى هذا الطرح مشروع بما أن ردود أفعال الشارع في عدد كبير من دول العالمالغربي والشرقي كانت في صالح القضية ومتعاطفة مع شعب فلسطين. وهل أن (إنسانية)القضية تتنافى مع أي من انتماءاتها الأخرى الوطنية والقومية والإسلامية.

حيننقول إن فلسطين قضية إنسانية فنحن لا نجردها من أي من أبعادها وجذورها الوطنيةوالقومية والإنسانية – فالفلسطيني إنسان والعربي إنسان والمسلم أيضاً إنسان. وإذاكانت شوارع بعض المدن والعواصم العربية لم تشهد الزحوف المليونية نصرة لغزةولفلسطين، فالسبب يعود إلى الخوف من القمع والعسف السلطوي في عدد كبير من دولناالعربية من جهة وإلى انهماك بعض هذه الدول في مشكلاتها الخطيرة وحالات الاقتتالالجارية فيها وحولها من جهة أخرى.

إنالديمقراطية الغربية والأميركية عموماً سمحت وتسمح بخروج تظاهرات الدعم للشعبالفلسطيني وشجب حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد هذا الشعب. بل إنتجذير ودعم المواقف الصادرة من شعوب العالم يعيدنا إلى المواقف الإنسانية ضد الفصلالعنصري في جنوب إفريقيا ويمكننا من جذب المواقف المؤيدة للشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني،وبالضد تماماً من المحتل الصهيوني وتسهم في خلق مواقف دولية رسمية تسهم في وقفالهجمة الصهيونية على فلسطين، وتدعم عزل هذا النظام وتعتبره نظام فصل عنصري وتجعلنهايته قريبة من تلك التي كتبت على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

ولعلمن أجج الموقف الفلسطيني الشعبي ضد العرب الرسميين عموماً هو الموقف الباهتوالمتراخي لجامعة الدول العربية التي حاولت أن تلعب دوراً (وسطاً) يساوي بينالضحية والقاتل .. إلى جانب اجتذاب المزيد من الغضب الشعبي الفلسطيني على السلطةلصدور تصريحات من أركان السلطة تتنافى مع واجبها كسلطة ممثلة لشعب فلسطين.

إنسانيةالقضية أمر طبيعي جداً وهو أمر يصب في النهاية في مصلحة الحقوق الوطنية الفلسطينيوالحقوق العربية في فلسطين والحقوق الإسلامية فيها أيضاً.

والواجبالفلسطيني يحتم أيضاً استعادة الوحدة الوطنية على وقع هدير ودوي الانفجارات وعلى وقعالأم وصيحات التوجع من العدوان على هذا الشعب والرد الفلسطيني من القطاع وفي أنحاءفلسطين وهو رد يجب يؤكد على وحدة الشعب وعلى جلاء قضيته (الوطنية العربيةوالإسلامية – الإنسانية). وليس هناك من مبرر للتحسس من طرح (إنسانية) القضيةالفلسطينية حيث إن القضية ما عادت منذ 1965م قضية (لاجئين) يحتاجون إلى الرعايةالإنسانية من الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية في العالم. لم تعد مشكلةلاجئين أبداً فهي قضية شعب له وطن محتل من قبل عنصريين وقتلة وعلى العالم أن يتصدىلهم ليكون مصيرهم نفس مصير (حكم الفصل العنصري) في جنوب إفريقيا.

صحيفةالوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات