عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

حربهم الأخيرة.. بدأت بالفعل!

حربهم الأخيرة.. بدأت بالفعل!

قال”الحركة وبقية الفصائل الفلسطينية تستمد قوتها من روحها القتالية، فليس لديهمدبابات أو طائرات، ومع ذلك فقد قاموا بتركيع دولة كاملة على ركبتيها، دولة كاملةهربت للملاجئ” هذا ليس قولاً لخالد مشعل رئيس مكتب تنفيذي حماس؛ ولكنه كلاملما يسمى بـ”الحاخام الأكبر” لجيش الاحتلال الصهيوني سابقاً – أفيخايرونتساكي – على حد تعبيره عشية قرار المجلس الوزاري الصهيوني المصغّر”الكابينيت” القاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة يوم الثلاثاء 15/7الماضي.

ذلكيكشف حجم الغبن والخديعة والبؤس الذي تأسست عليه المبادرة المصرية التي تكتفيبمعادلة “التهدئة مقابل التهدئة” فوق أنها تحاول تجاهل حماس وتجاوزوجودها، وتجيير وتحويل إنجازاتها للسلطة.

بعضالمروجين لهذه المبادرة من كتاب ومحللين يحاولون أن يشنوا حرباً معنوية فتكتبقلوبهم وعقولهم من قبل فراحوا يذكّرون المقاومة بقوة العدو وبطشه، وأن رفضهاالمبادرة سيعني أنها تتحمل المسؤولية عن كل دم يسفك بعدها، وبأن نتنياهو سيتلقىدعم ومباركة النظم الدافعة بالمبادرة بقدر ما تصير حماس في مرمى استهداف هذهالنظم.. وأقول:

أماأن النظم ستدعم نتنياهو فليس في ذلك جديد.. فهي تدعمه دائماً، ولكنها هذه المرةأكثر افتضاحاً – فقط – بما يعيد إشعال الثورة في قلوب وضمائر شعوبهم عليهم، بعد أنبردت وبدأت تأخذ مسارات طويلة.. ومن يدري فلعل ذلك من مكر الله تعالى بهم! أليستخيانة نظام حسني الساقط والنظم المتهتكة من حوله للمقاومة في عدوان 2008 هي التيهيأت للثورات؟ ومن قبل أليست خيانة القضية الفلسطينية في 1948 هي التي فجرتالانقلابات على نظم تلك الفترة؟ وإذن فهم يفعلون ما فعلوه دائماً غير أنهم سيكونونهذه المرة مهددين بالافتضاح أكثر وأكثر.

ثمإنهم لا منطق لهم؛ إذ يقدمون مبادرة دون أن يتشاوروا مع المقاومة باعتبارها المعنيالمباشر بها والذي يملك قرارها؟ ولا منطق لهم إذ يتحركون لوقف الحرب بعد أن تهتكنتنياهو ودولته واستنجد بمن هب ودب لإنقاذ سمعته وسمعة كيانه؛ بعد أن قتل أكثر من200 حتى إعلان تلك المبادرة وجرح أكثر من 1500.

أماالحقيقة فهي أن نتنياهو منهم وهم ومنه، وأنه كان يقوم بحربه وحربهم، وقد تولى هوالجانب الخاص به من المواجهة – غزة والضفة – وتولوا هم ما نراه في سيناء ومصروليبيا وسوريا والعراق.. ولكن الله تعالى أحبط سعيهم وأطاش سهمهم وخيب أملهم،ففاجأتهم المقاومة بما لم يكونوا يتوقعونه، واكتشفوا أن تقديرات سيدهم – نتنياهو -لم تكن في محلها، وأن استمرارهم في الحرب سيعني المزيد من الكسب لحماس والمقاومة،والمزيد من الخسارة لهم وسيقلب معادلاتهم ومعادلات الكيان الصهيوني الذي بدأ يخسرعلى الصعيد الخارجي من حيث مكانته وهيبته في الإقليم وفي العالم، وعدم قدرةالاحتلال على ممارسة الردع، وعلى الصعيد الداخلي ما يتعلق بالانتخابات وثقل وأوزانالتحالفات الحزبية.

لذلكقرروا مع نتنياهو أن يوقفوا العدوان من محض مصالحهم هم وليس لمصلحة الشعبالفلسطيني؛ وثمة أسئلة: هل على المقاومة أن تواتيهم وتواتي (إسرائيل) معهم على مايريدون وأن تقبل اعتباراتهم واحتياجاتهم ومصالحهم؟ وعندما واجهت المقاومة العدووالقصف والاستهداف هل كان هدفها الرجوع للتهدئة لتقبل الآن الرجوع إليها؟ وعندماأطلقت المقاومة طائراتها وصواريخها “البسيطة في ذاتها الفاتكة في معنويات عدوها”هل كانت تقصد أن تستعرض أسلحتها لتوقع عقود تصدير لأمريكا أو كوريا الجنوبية أوروسيا أو الصين مثلاً؛ ليقولوا لها لقد فعلت وانتهى؟ وإذ يجيرون مكاسب الصمود وثمنالدم المسفوح لعباس هل لأن الرجل غبّر نعليه بحرب على أطراف غزة، أو كف – علىالأقل لسانه عنها “مجرد كف لسانه”؟

 لاشك أن حماس أبدعت في مواجهة العدو، ولاشك أنالشعب الفلسطيني أبدع معها في الصمود خارج نطاق محاولات الاحتواء والتدجينوالتخويف ومحاولات فسخ ولائه عن المقاومة.. ولا شك أيضاً أن لهذه الحرب وجها آخروامتداداً آخر هو حرب ذيول الاحتلال في المنطقة الذين يحاولون التبرير للاحتلالمنذ البداية وسيكثفون محاولاتهم بعد أن رفضت عروضهم البائسة.. ولكن محاولاتهم ستظلفي الهامش البعيد وبمدى محدود، وستزيد افتضاحهم أكثر فأكثر.

آخرالقول: حربهم الأخيرة على المقاومة بدأت بالفعل، وهي حرب الزعامات المتحالفة معالعدو، ولهذه الحرب تحدياتها المختلفة، وربما سيحاولون في سياق ذلك العبث بتلاوينالإسلامي والعلماني واليميني واليساري كما فعلوا في أماكن أخرى.. ولكن إن صمدتالمقاومة وانتصرت – وذلك كائن إن شاء الله وبمزيد من الصبر – فلن تكون إلا حربهمالأخيرة، “وما النصر إلا صبر ساعة”.

صحيفةالشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....