الثلاثاء 13/مايو/2025

غزة عصية على الانكسار

غسان مصطفى الشامي
جولة جديدة من العدوان الصهيوني على غزة الصامدة، غزة الابية، التي تواجه هذا العدوان الغاشم، وهي تعاني الويلات وتعاني الحصار الشديد، وقلة ذات اليد، وتعيش أوضاعا اقتصادية صعبة، كما أن القطاع الصحي يواجه العدوان الصهيوني وهو يعاني من قلة الامكانيات ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

في ظل تشديد الحصار على قطاع غزة الصامدة، لن يخيف غزة ما تطلقه من تهديدات وتصريحات، وبنك أهداف يستهدف المدنيين والمواطنين العزل، وتعرض القطاع للمئات من الغارات الصهيونية، كما أن العدو يتخبط بتوجيه ضرباته لمنازل المواطنين وللتجمعات العامة، وهو دليل على فشل العدو في الوصول لأهدافه، وأن بنك الأهداف فارغ وأن العدو الصهيوني أصبح في مأزق كبير وسيكلفه هذا العدوان الهمجي الخسائر الكبيرة على كافة الصعد، وسيطلب التهدئة كما يطلبها في كل مرة .

إن هذه الحرب تتميز بتطور كبير لقدرات المقاومة الفلسطينية وهي تنتصر في معركة صراع الارادات، عندما تطلق المقاومة صواريخها تجاه البلدات الصهيونية على مسافة 160 كلم، إن هذه القدرات العسكرية تصنع معادلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني، وتغير من موازين القوى وتفرض واقع جديد على الأرض، فقد أجبرت المقاومة الفلسطينية الباسلة الملايين في الصهاينة على الهروب من منازلهم ومدنهم و قضاء عطلتهم الصيفية أسفل الأرض في الملاجئ العامة، حيث تعطلت الحركة في البلدات الصهيونية، بل وتوقف مطار (بن غوريون) الصهيوني عن العمل.

حملت هذه المعركة مفاجآت كبيرة للعدو الصهيوني، فقد أبدعت المقاومة الفلسطينية في أدائها المتطور وقدارتها العسكرية على إدارة المعركة، حيث فاجأت كتائب الشهيد عز الدين القسام العدو بالعملية العسكرية النوعية التي تمثلت باقتحام “كوموندوز” قسامي بحري (قاعدة زكيم العسكرية) جنوب مدينة تل الربيع المحتلة، والوصول إلى نقطة صعبة في هذه القاعدة العسكرية المحاطة بالعشرات من الكاميرات وأجهزة المراقبة، حيث تمكن أسود كتائب القسام من تحقيق أهداف في هذه العملية وتكبيد العدو خسائر كبيرة، كما فاجأت كتائب القسام العدو الصهيوني بعملية بطولية أخرى في جنوب قطاع غزة، بتفجير موقع كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، فيما تتواصل كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على البلدات الصهيونية.

المعركة هذه المرة مع العدو الصهيوني تحكمها سياسات عسكرية وميدانية جديدة، وأمام العدو إذا فكر بالتوغل البري الكثير الكثير من المفاجآت، وستكشف لنا المقاومة الفلسطينية عن الجديد في المواجهة والابداع في صد العدوان الصهيوني والانتصار في المعركة وفرض شروط المقاومة دون التخلي عن أية شرط وستحقق هذه المعركة الكثير من النتائج والأهداف .

لقد حققت المقاومة الفلسطينية منذ حرب الفرقان عام 2008-2009م وحتى يومنا هذا تطور كبير في قدراتها العسكرية والبشرية، وهذا ظاهر جلي في إدارة المعركة والتحرك على الميدان، وتنفيذ العمليات العسكرية النوعية، مع مواصلة التصدي للعدوان الصهيوني ومواصلة قصف البلدات والمدن الصهيونية البعيدة، هذا التطور فخر كبير للمقاومة الفلسطينية، وانجاز كبير يحسب له العدو الصهيوني ألف حساب، وستنتهي بإذن الله هذه الحرب والعدو يجر أذيال الهزيمة وستفترض المقاومة الفلسطينية شروطها وستفرض ارادتها على الأرض والميدان .

تواجه غزة هذه الحرب المسعورة وهي تعيش أجواء شهر رمضان الفضيل، وتعيش حصاراً يشتد على القطاع يوما بعد يوم، ويقف موظفو غزة الذين لا يتقاضون رواتبهم عند واجباتهم ومسؤولياتهم، هؤلاء الجنود الاوفياء ورجال المقاومة الباسلة يعملون في كل مكان يعملون على انتشال الشهداء من تحت الأنقاض، وإسعاف الجرحى ويداوون الجراح، بكل عزيمة وصبر جنود غزة يواجهون هذه الحرب الضروس على القطاع .

غزة الباسلة تعيش اليوم صمودا أسطوريا كبيرا، وهي تتصدى للغارات بمعنويات عالية وبثبات وحزم واحتضان للمقاومة، فما أن اعلنت كتائب القسام عن عملياتها البطولية حتى بدأت مكبرات الصوت في المساجد بالتهليل والتكبير، كما استبشر المواطنون وتهللت أساريرهم وهم يتابعون لحظة بلحظة تطورات هذه الحرب وجولاتها الميدانية .

أمامنا في هذه الأيام العصيبة وهذه المرحلة الدقيقة تحديات صعبة ومسؤوليات جمة وكبيرة، تحملها لنا الأيام القادم بعد انتهاء هذه الحرب، وستكون المسؤوليات على جميع كبيرة لتجاوز كافة العقبات ولملمة جراحنا ودعم صمود أبناء شعبنا والانطلاق من جديد في مرحلة البناء والاعمار .

رسالتي هنا لكافة ابناء شعبنا الفلسطيني أن نكون على قلب رجل واحد، في حماية المقاومة الفلسطينية الباسلة، وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية والتكاتف والتوحد في مواجهة هذا العدوان الهمجي، ويجب علينا الحذر في نقل المعلومات الصحيحة والعمل على دعم ومساندة صمود أبناء شعبنا في هذه اللحظات العصيبة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات