عبد الرحمن الزاملي.. زفاف الآخرة كان أقرب من زفاف الدنيا

“يا إخوتي إن كان عز في الدنيا اللقاء.. ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا.. اللهم إنا لا نتمنى لقاء يهود.. لكنهم إن أرادوا لقاءنا علموا.. أنّا القوم وأنّا أهل الحرب.. وأنهم لم يلاقوا أقواما بعد” .. بهذه العبارات اختتم الشهيد المجاهد عبد الرحمن الزاملي ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام، فقد كانت آخر ما دونه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

 زواج قريب

 يروي أحد أصدقاء عبد الرحمن لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنه كان يستعد لزواجه بعد عيد الفطر مباشرة، ويضيف: “سبحان الله كان عبد الرحمن فرِحاً جداً بقرب فرحه وذلك ليس لشيء إلا لأنه كان يعتبر نفسه أنه يُكّمل نصف دينه”.

 ويضيف صديقه الذي أحب أن تبقى كلاماته كصدقٍة جارية عن روح صديقه عبد الرحمن حين قال لّقب نفسه بفاعل خير: “عبد الرحمن كان مثالاً للأدب والأخلاق والشجاعة ولم نعهد عليه يوماً أنه تراخى أو تردد فقد كان رجلاً في الموقف الصعبة، وأخاً حنوناً طيباً في المواقف الإنسانية والإيمانية”.

 ويستطرد بدموعه الحارة واصفاً عبد الرحمن بأعز أصدقائه: “كان عبد الرحمن ينتظر أن ينهي شقته خلال شهر رمضان، وكان يسعى مؤخراً بين أصدقائه بحثاً عن 8 أطنان من الأسمنت حتى يكمل شقته ومن ثم يتزوج”.

أصدقاء ومواقف

 صفحة عبد الرحمن التي تزاحمت فيها عبارات التهنئة، كانت تعُج أيضاً بصوره مع أصدقائه فقد سارع أصدقاؤه لنشر صورهم معه وعرض ذكرياته، في حين أجمعوا جميعاً على وصفه بصاحب “الابتسامة الجميلة”.

فأحد أصدقائه نشر صورة “عبد الرحمن” وعلق عليه: “أذكر يوم أن صورته هذه الصورة وهي قبل استشهاده بفترة قريبة قلت له هذه ليوم استشهادك، فرد ضاحكا والله لن استشهد حتى أثخن في اليهود الجراح”.

فيما كتَب آخر مخاطباً صديقه الشهيد”: “قبل أيام قلائل جلست معك وقتاً طويلا فضفضت لي ما في قلبك وكم كانت فرحتك كبيرة باقتراب موعد زواجك بعد كل يوم يمضي، لكن شاء القدر أن تغادرنا شهيدا قبل أن تنفذ ما كنت تحلم به وما كنت تتمناه”.

وآخر علق: “كنت معه قبل يومين، حكالي انو هنسمع خبر يفاجئنا، وهذه هي المفاجأة والجائزة إلى فاز فيه”.

 شعلة من النشاط

لم يكن عبد الرحمن كما يصفه صديقاً في حديثه لمراسلنا، أنه مجرد شاب ملتزم يؤدي صلاته ويحفظ القرآن.

ويضيف: “عبد الرحمن كان شعلة من النشاط، فقد حفظ القرآن منذ أن كان صغيراً وأصبح ماهراً في دروسه وعلمه ونشاطه المسجدي، فيما كان يؤم الناس في صلاة التراويح والقيام والصلوات المكتوبة حيث سيفتقده الناس في هذه الأيام الإيمانية الرمضانية”.

ويتابع: “كما كان عبد الرحمن خطيباً مفوهاً يدخل القلب في أسلوبه وحديثه الشيق، وكان دائماً يمازح الناس ويضحك معهم وكان لحوحاً في الطلب من كل من رآه بأن يدعو له”.

ويؤكد صديق عبد الرحمن، أنه كان عنصراً فاعلاً في الكتلة الإسلامية، بالإضافة إلى نشاطه الرياضي فقد كان أيضاً لاعباً متميزاً، كما كان فاعلاً وتقياً في عمله في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

غادر عبد الرحمن الدنيا وقلب يكاد يطير فرحاً بقرب حفل زفافه، ولكنه لم يكن يدري أن زفاف الآخرة كان أقرب إليه من زفاف الدنيا.