الإثنين 12/مايو/2025

الاحتلال يفسد زينة رمضان في أحياء القدس القديمة

الاحتلال يفسد زينة رمضان في أحياء القدس القديمة

رغم الآلام التي تحل بالمقدسيين من ممارسات الاحتلال الإجرامية بالقدس، إلا أنهم أصروا على أن لا يتركوا البهجة بقدوم رمضان من غير أن تتزين المدينة المقدسة لاستقبال ضيوفها الكرام من أنحاء الوطن.

لكن في مشهد لم يعد غريبا على همجيته؛ أقدمت عناصر من قوات الاحتلال في القدس على تحطيم الزينة في شوارع القدس القديمة خصوصا في حي باب حطة، الذي يحاول الاحتلال النيل من أبنائه الذين يدافعون عن مدينتهم من هجمات المستوطنين ويزج بالعديد منهم في السجون بتهمة مقاومة الاحتلال.

وقالت مؤسسة القدس للتنمية في بيان لها تعقيبا على هذه العملية “إن ما يقوم به جنود الاحتلال في القدس يعكس الثقافة العدوانية التي تدرّس لهم بالانتقام من العرب بكل الوسائل المتاحة؛ فنجد أن الاحتلال يريد أن ينتقم من كل ما هو مقدسي وفلسطيني بغض النظر عن العمر والجنس، فما قام به المستوطنون من إحراق وقتل للشهيد محمد أبو خضير يدل على أن اذرع الاحتلال تطلق العنان للمستوطنين والجيش لعمل ما يروق لهم ضد الفلسطينيين”.

وتابعت “ثبات ورباط أبناء القدس وتحديهم لمخططات الاحتلال تلجم المؤسسة الإسرائيلية بالكف عن التشدق أمام العالم بالديمقراطية التي لم يبقَ منها في إسرائيل سوى اللفظ، فهل هذا العمل هو بداية لهوليكوست إسرائيلي ضد الفلسطينيين!!”.

وفي كل عام يزين المقدسيين حاراتهم وحوانيتهم ومنازلهم بالأضواء الجميلة والفوانيس المضيئة، وبالإضافة إلى الزينة تجد العديد من المقدسيين في أزقة البلدة القديمة يقدمون القهوة والتمور من أمام منازلهم لضيوف القدس والمسجد الأقصى.

فبعد صلاة التراويح يخرج المصلون من أبواب المسجد الأقصى باتجاه أبواب القدس؛ حيث يوجد في باب حطة مثلا أعداد من الشبان يقدمون القهوة العربية الرائعة برائحة الهيل وآخر يقدم التمر، وفي أزقة القدس أيضا هناك من يقدم الماء وبعضهم يقدم الفاكهة.

وتتنافس حارات البلدة القديمة على من يبدع في عمل الزينة أكثر وبأشكال وصور مميزة تجلب الزائر للقدس وكأنه يسير في مهرجان للأنوار؛ ففي باب حطة -أحد أبواب المسجد الأقصى- تظهر الإضاءة  بقالب جديد يختلف عن كل عام وبأشكال رائعة الجمال من الفن والأناقة المتميزة كأنها لوحة فنية.

ويقول أحد سكان الحي في باب حطة -وهو يشارك في عمل التزين لرمضان كل عام- إننا “نطمح بأن تكون القدس جميلة بحاراتها وبأهلها لتعكس تمسكنا بأرضنا وبيوتنا في القدس، ووقوفنا في وجه الهجمة الشرسة من الاحتلال لتهويد المدينة، كما نأسف هذا العام لإطفاء الأضواء، حيث إن أهل الحي قرروا الحداد على شهيد شعفاط وبعد الدفن سوف نضيء المكان”.

أما في باب وسوق القطانين؛ فتتمازج حجارة الحضارة الإسلامية الفاطمية مع الأضواء الجميلة في جو من البهجة تتلألأ فيها وكأنها ورود في حديقة رائعة الجمال، ويقول أصحاب المحلات في السوق إنهم يقومون بالزينة كل عام لأنهم يحبون أن يشاهدوا زوار المسجد الأقصى وقد بدت الابتسامة على وجوهم وخصوصا الأطفال الذين يجدون الكثير من الألعاب والزينة لديهم، وهو موسم يستحق من جميع المقدسيين أن يحافظوا عليه وعلى ضيوف الرحمن.

وينتظر المقدسيون موسم الفرحة كل عام في ظل الأحوال السيئة التي يعيشونها، ويقول أحد أصحاب المحلات في سوق القطانين إن الاحتلال يشدد الخناق علينا من أجل دفعنا لترك محلاتنا وبالتالي تهويد السوق القريب من ساحة البراق، “وفي كثير من الأحيان يتم إغلاق باب القطانين مما يجبرنا على إغلاق محلاتنا، ولكن لن تثنينا القوانين الاحتلالية وسوف نبقى رغم كل الآلام والقمع صامدين في مدينتنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات