الخطف والاعتداء.. جرائم متكررة للمستوطنين في الضفة (تقرير)

لم تكن حادثة خطف وقتل الطفل محمد أبو خضير حرقا على أيدي المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، حادثة منعزلة، إنما جزء من جرائم يومية ينفذها المستوطنون بأشكال متعددة ضد المواطنين الفلسطينيين بكل فئاتهم.

ففي أعقاب جريمة اختطاف الطفل أبو خضير، من حي شعفاط في الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة على أيدي المستوطنين، وتعريضه للتعذيب حتى الموت، وحرقه بوحشية، وفي ظل غياب أي ملاحقة للقتلة والجناة، بل وحمايتهم، استمر المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس المحتلة، في اقتراف المزيد من جرائمهم ضد المدنيين الفلسطينيين، في ظل حماية من قوات الاحتلال وصمت من قبل السلطة الفلسطينية.

دهس ومحاولة خطف
ووفق توثيق “المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان”؛ ففي تاريخ (3-7) دهس مستوطن صهيوني الطفل عادل نبيل جودة، 17 عاماً، بشكل متعمد، بالقرب من مستوطنة “ريموت” شمالي القدس المحتلة، ما أسفر عن إصابته بكسر في ساقه اليمنى، وعدة جروح متفرقة في أنحاء جسده.

وفي نفس اليوم، حاول ثلاثة مستوطنين اختطاف المواطن عمار إبراهيم أبو عصبة، 46 عاماً، في منطقة “شفتاي” في الجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة، إلا أنّه تمكّن من القفز من داخل السيارة التي أدخلوه إليها عنوة، ولاذ بالفرار. 

إطلاق نار واقتحام
كما أطلق مستوطن النار على المواطن علي أحمد أبو سمرة، 30 عاماً، قرب مفترق بلدة الرام، شمالي القدس، ما أسفر عن إصابته بعيار ناري في القدم.

وفي ذات السياق، اقتحم أربعة مستوطنين حارة السماح، من جهة مستوطنة “بسغات زئيف” المقامة على أراضي بيت حنينا، وحاولوا اختطاف الطفل محمد علي الكسواني، 7 سنوات، أثناء لعبه مع أقرانه في الحي المذكور، إلا أن صراخ الطفل وتجمع الأهالي حال دون ذلك.

اعتداء واعتقال وإبعاد
وفي نفس اليوم مساءً، اعتدى اثنان من أفراد الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال بالهراوات والأيدي على الطفل طارق أبو خضير، وهو ابن عم الطفل القتيل “محمد أبو خضير”، بالقرب من منزله في حي شعفاط في مدينة القدس المحتلة، مما تسبب له بتشوهات في وجهه وجروح ورضوض في الرأس والصدر والظهر، ومن ثم تم اعتقاله وجرى إطلاق سراحه اليوم الأحد (6-7) مع إبعاده عن مسكنه.

وبتاريخ (4-7)، انهال ثلاثة مستوطنين في منطقة وادي الوطواط في بلدة صوريف، غرب مدينة الخليل، على المواطن يوسف اغنيمات، 25 عاماً، بالضرب المبرح بواسطة آلات حادة، مما تسبب له في كسور في يده اليمنى وجروح حادة في الوجه، والعين اليمنى.

حماية صهيونية رسمية
وبحسب المركز الحقوقي؛ فإن تستر قوات الاحتلال على جرائم المستوطنين، بل ومساندتهم وتوفير الحماية الدائمة لهم، وعدم إخضاعهم للقانون، يشكل عوامل تشجيع لهم على مواصلة اقتراف جرائمهم المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين، كل ذلك في ظل التحريض المستمر من قبل حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ما يدفع المستوطنين للمزيد من التطرف والكراهية ضد الفلسطينيين.