الإثنين 12/مايو/2025

محمد أبو خضير ومحمد الدرة

إياد القرا
مشاهد تشييع الشهيد الطفل محمد أبو خضير في القدس المحتلة الذي قتل على يد المستوطنين بعد تعذيبه وحرقه تعيد للأذهان صور تشييع الطفل محمد الدرة في مخيم البريج عام 2000 الذي قتل بدم بارد على يد جنود الاحتلال، حيث كان ذلك الحدث بمثابة نبراس لانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية المعروفة بانتفاضة الأقصى.

القاتل واحد هو المستوطن في القدس وغزة لكنه في غزة يأتي مرتدياً زياً عسكرياً، لكن العقلية التي تحكمه التي ورثها عن الأجداد بأن دماء الأطفال من الأغيار مستباحة ولا قيمة لها مقابل الدم اليهودي الذي يستغله الاحتلال لاستعطاف الغرب وغيره من المؤيدين والمناصرين.

المشاهد التي كانت في القدس اليوم، وهتاف الآلاف بأنهم على استعداد للاستشهاد هي إيذان بانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وخاصة مع تطور وتسارع الاحداث بهذا الشكل وما يحدث كل ليلة في شوارع القدس من إصرار الشباب المقدسي على طرد المستوطنين ومطاردة جنود الاحتلال تأكيد على أن تحولاً حقيقياً يحدث في المدينة وأن شبانها قد قرروا أن يضعوا حدا لممارسات الاحتلال ومستوطنيه ورفض محاولات طمس هويتهم.

الشباب المقدسي اليوم يحتاج لدعم فلسطيني واضح للصمود والاستمرار في مقاومة الاحتلال لأنه السد المنيع في وجه الاحتلال وأن جريمة سفك دماء الفتى أبو خضير ما هي إلا نبراس لانتفاضة مقدسية النشأة فلسطينية الامتداد للدفاع عن القدس ومنع تهويدها.

الظروف جميعها مواتية لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة في وجه الاحتلال ووضع حد لتهويد القدس واستباحة الضفة وحصار غزة، ووضع حد لمسيرة التسوية العبثية، ووقف التنسيق الأمني.

الاحتلال الذي يتردد في توجيه ضربة لغزة هو أضعف مما نعتقد ويعاني من أزمات وتغيرات كثيرة في المنطقة وإن الفلسطيني في الضفة الغربية قد كشر عن أنيابه وبدأ يستهدف الجنود والمستوطنين، وإن الشباب المقدسي قرر أن يتصدى للمستوطنين وقد نشهد العديد من العمليات في المرحلة القادمة، وغزة أصبحت شوكة في حلق الاحتلال ويعجز عن اتخاد قرار في مواجهتها.

الأحداث تسير نحو تغير حقيقي لانطلاق انتفاضة ثالثة تكون القدس محورها في متغيرات عدة بينها قدرات المقاومة التي أصبح الاحتلال يحسب لها ألف حساب وتغيرات إقليمية تهدد أنظمة عربية ترتبط بعلاقات أمنية مع الاحتلال، لكن الثابت أن جريمة الطفل أبو خضير نبراس جديد لاندلاع وتجدد الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.

أصاب الناطق باسم “القسام” أبو عبيدة حين وصف جريمة تعذيب وحرق وقتل الطفل أبو خضير بأنها مستمدة من الفكر اليهودي الذي يسيطر على حكومة الاحتلال في نظرته للأغيار، وهنا نعبر عن تضامننا مع الزملاء في صحيفة الرسالة ورئيس تحريرها الزميل وسام عفيفة والوقوف في وجه الحملة الإعلامية الإسرائيلية لوصفه جريمة قتل الطفل محمد أبو خضير بأنها طقوس يهودية يتم فيها سفك دماء طفل من الأغيار وتقديمه للحاخام ومباركته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات