الإثنين 12/مايو/2025

لا توجد ولن توجد حكومة صهيونية قادرة على احتلال غزة

لا توجد ولن توجد حكومة صهيونية قادرة على احتلال غزة


رأت دراسة استراتيجية إسرائيليّة أنّ المضادات الدفاعيّة في الدولة العبريّة، وفي مقدّمتها منظومة القبّة الحديديّة، لا ولن تتمكن من حماية العمق في حال اندلاع مواجهة شاملة تتعرض خلالها دولة الاحتلال لقصف صاروخي من عدة جبهات، مؤكدةً على أنّها غير قادرة حتى على صدّ الصواريخ المفترضة التي سيقوم بإطلاقها حزب الله اللبناني باتجاه العمق الإسرائيليّ.

 وبحسب مُعّد الدراسة، عوزي روبين، الرئيس السابق لمشروع صواريخ (حيتس) للدفاع عن إسرائيل في وزارة الأمن من الصواريخ الباليستية، فإنّ النجاح النسبيّ الذي حققته القبة الحديديّة في مواجهة صواريخ التنظيمات الفلسطينيّة في قطاع غزة، لا يُمكن أنْ تنسحب على المواجهة القادمة مع حماس وحزب الله، محذرًا في الوقت نفسه من أنّ حالة النشوة التي أصابت المستويين السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب كانت في غير محلها.

 وجاء في الدراسة، التي نشرها معهد (بيغن-السادات) أنّه في العدوان الأخير 2012 تمكّنت حركة الجهاد الإسلامي خلال 12 ساعة من إطلاق 52 صاروخا، أيْ نحو مائة صاروخ في اليوم.

 وبرأيه، فإنّه مما لا شكّ فيه أنّ القبة الحديديّة حققت نجاحًا كبيرًا في المستوى العملياتي، وأيضًا على صعيد الرأي العام المحليّ، مشدّدًا على أنّ المنظومة أعطت حلاً كبيرًا لمعضلة إطلاق الصواريخ، ولكنّها لم تتمكن من القضاء على هذه الظاهرة بشكلٍ كليّ، وزاد أنّه كما كان متوقعًا، فإنّ المنظومة لم تتمكّن من الدفاع كليًّا عن المدن التي قُصفت بصواريخ الفلسطينيين، ذلك أنّه تمّ تسجيل خسائر في بئر السبع وأسدود.

 أمّا فيما يتعلّق بردّ الفعل الإسرائيليّ، قيادةً وشعبًا، فقال إنّه وصل إلى درجة النشوة العارمة من النجاح، لافتًا إلى أنّ نتنياهو استغلّ النجاح وقام بزيارة مع صحافيين إلى إحدى بطاريات القبة الحديديّة، ولكن بالمقابل كانت هناك ردود فعل أقل انفعالاً، لا بل كان العديد ممن انتقدوا المنظومة الدفاعيّة في إسرائيل. 

 كما أشار إلى أنّ النجاح أخفى المنتقدين الذين شدّدوا على أنّ ثمن اعتراض الصواريخ الفلسطينيّة باهظًا للغاية، كما أنّ العديد من الخبراء أشاروا إلى أنّ النجاح وفرّ على إسرائيل اجتياح قطاع غزة، مشيرًا إلى الإجماع الإسرائيليّ بضرورة منح القبة الحديديّة المزيد من الميزانيات، ولكنّه استشهد بتصريح الجنرال مئير إليران، الذي قال إنّ تمجيد القبة الحديدية من قبل السياسيين وكبار الضباط في الجيش والإعلام أنتج توقعات غير عقلانية تحمل في طياتّها الكثير من المشاكل، وأنّ المنظومة أعطت المستوى السياسيّ الفرصة للرضا، ولكنها لنْ تصمد أمام خمسين ألف صاروخ يملكهم حزب الله، كما توقّع الجنرال نفسه أنّه في حال مواجهة شاملة فإنّ القبة الحديديّة ستُدافع عن قواعد الجيش والأماكن الاستراتيجية، ولن تمنح المواطنين الحماية بتاتًا.

 وأشار أيضًا إلى أن العديد من المدونات في إسرائيل اتهمت الحكومة بافتعال الجولة الأخيرة لكي تثبت نجاعة القبة الحديدية في محاولة لمساعدة شركة (رفائيل) في تسويقها عالميا، لأن الشركة طرحت في البورصة في نفس الأسبوع سندات بقيمة 500 مليون شيكل. وخلُص إلى القول إنّ الجولة الأخيرة لم تكن الاستعداد الأخير للمواجهة الكبرى، محذرًا من اقتناع السياسيين والمواطنين من ذلك، كما أكدّ على أنّ مواصلة اعتراض الصواريخ الفلسطينية أقل ثمنًا من إعادة احتلال غزة، لافتًا إلى أنّه لا توجد ولن توجد أيّ حكومة إسرائيليّة قادرة على اتخاذ قرار باحتلال غزة بسبب التداعيات الاستراتيجية والإقليميّة والاقتصاديّة، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل ستقترب من حالة منع الصواريخ من السقوط في أراضيها فقط إذا توفرت لديها منظومات صواريخ حيتس 2 وحيتس 3 والعصا السحريّة.

 معهد أبحاث الأمن القومي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات