لا تقتلونا مرتين

في صباح أمس الأربعاء ٢/٧/٢٠١٤ اختطف المستوطنون الطفل محمد ونكلوا به ، ثم أحرقوه، دون أن يرف لهم جفن، ودون أن يشعروا بأنهم ارتكبوا جريمتي القتل والتمثيل بالجثة.
جريمة مقتل (أبو خضير) تقول: إن المشكلة ليست في الاحتلال الصهيوني لبلادنا، فمن الطبيعي أن يقتل المحتل أبناءنا بدم بارد دون وخزة ضمير، ولو توقف المحتل عن القتل لكان احتلالا شاذا في تاريخ الاستعمار، ولكن المشكلة فينا، أعني فيمن يمكن للمحتل أن يقتل أبناءنا ويحرقهم بالنار من خلال تمسكه الفولاذي بالتنسيق الأمني، ومن خلال حمايته المستوطنين من المجاهدين، وتقديم كل المعلومات الاستخبارية التي تساعد العدو على اعتقال المجاهدين الثوريين، ومطاردة المقاتلين.
بالأمس استنفرت السلطة الأجهزة الأمنية التابعة لها للبحث عن المفقودين الثلاثة قبل العثور على جثثهم، وما زالت مستنفرة لجمع المعلومات التي تساعد في إلقاء القبض على المجاهدين المتهمين بالمسئولية حتى بعد العثور على الجثث. السلطة تجاهر بأعمالها المشينة، بينما لا تفعل شيئا لحماية محمد ابو خضير وغيره من أطفال فلسطين، ولا تسارع لطلب الحماية الدولية لتغطية عجزها. إنها سلطة تخاف حتى من شكوى حكومة نتنياهو الى المؤسسات الدولية.
إن أطفال فلسطين في الضفة الغربية يقتلون مرتين، مرة على يد المستوطنين، ومرة على يد من يحمي المستوطنين ويطارد المجاهدين من بيت الى بيت، ومن زقاق الى زقاق، من أجل الحصول على كلمة ثناء تافهة من نتنياهو، الرجل الأكثر عنصرية في العصر الحديث.
إن قتل الطفل ابو خضير والتمثيل بجثته كان وما زال وقود العنف. العنف الصهيوني المتكرر والمتعاظم هو ما اجبر المقاتلين على القيام بعملية الخليل. من قام بعملية الخليل قام بها دفاعا عن حقه الشخصي في حياة كريمة، وعن حق شعبه وأسرى شعبه في حياة آمنة. لقد كان رجال الخليل يبحثون عن حياة كريمة لأطفال فلسطينيين. وكانوا يدافعون عن حق محمد ابو خضير، ومن في جيله، لكي ينعموا بحياة آمنة كريمة خالية من الاحتلال والمستوطنين. حياة خالية من عار التنسيق الأمني الذي كساه عباس للسلطة وأجهزتها رغما عن أنف الشعب الفلسطيني الرافض للعمالة والتخابر مع المحتل سواء أقام بها الفرد، أو قام بها جهاز أمني كامل. لأن ما يحرّم على الأفراد، يكون حراما على السلطة.
محمد ابو خضير ليس الأول الذي يقتل ويمثل بجثته، ولن يكون الأخير، ما دام هناك احتلال، وما دام هناك تعاون أمني يلاحق المجاهدين. وما دام هناك مجتمع دولي يفرق بين الدماء، وبين قتل وقتل، على أسس عنصرية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...