الثلاثاء 13/مايو/2025

نتنياهو وأهدافه المعلنة لتدمير حماس

د.عصام شاور
عثر العدو على جثث المستوطنين الثلاثة بعد عشرين يومًا بالقرب من مكان اختفائهم، وهذا يعني أن جيش الاحتلال لم يكن يبحث بجدية عن القتلى، وإنما ينفذ مخططات لضرب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، والعثور على الجثث لا يكشف حقيقة ما جرى، بل يزيدها غموضًا، فاحتمال قتل المقاومة الفلسطينية إياهم في عمل فردي يساوي احتمال قتلهم لأسباب جنائية أو غيرها، وحسب المعطيات إنه من المستبعد وقوف أي تنظيم فلسطيني خلف الحادثة.

رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو حدد ثلاث مهام من أجل تدمير حركة حماس، مع عدم إثبات مسؤوليتها عن قتل المستوطنين، وهي: الوصول إلى منفذي العملية وكل من شارك فيها، وضرب البنية التحتية لحماس ولعناصرها في الضفة الغربية، وضرب أهداف له ضد حماس في قطاع غزة، مع احتمال توسيع المعركة إذا تطلب الأمر حسب ما صرح نتنياهو.

التهديدات التي يطلقها الاحتلال لا قيمة لها ولا تخيف حركة حماس، وخاصة في قطاع غزة، وجميع محاولات العدو لضرب الحركة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا فشلت فشلًا ذريعًا، بل زادت الحركة صلابة وقوة، وزادتها جماهيرية في فلسطين وفي العالمَيْن العربي والإسلامي.

الاحتلال دون شك لديه أهداف غير معلنة، ومنها ابتزاز السلطة الفلسطينية، والتهرب من استحقاقات فرضتها عليه الرعاية الأمريكية لعملية التسوية، وقد يلجأ إلى اغتيال قيادات عسكرية وسياسية في قطاع غزة من حماس والفصائل المقاومة، وتكثيف عمليات الأسر في صفوف حماس بالضفة الغربية، أما اللجوء إلى عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة فإنه مستبعد، ولكن فقدان التوازن الذي تعيشه قيادة الاحتلال قد يدفعها إلى تلك المغامرات.

تهديدات نتنياهو ليست غريبة ولكن الغريب فعلًا هو تفرد نتنياهو بالمقاومة الفلسطينية وحركة حماس، دون أي تدخل فلسطيني أو عربي وكأن ضرب المقاومة الفلسطينية أصبح هدفًا مشتركًا للكيان العبري والعرب، والملحوظ أن التدخل العربي يأتي متأخرًا وبعد أن تتعالى نداءات الاستغاثة من الاحتلال مع انهمار صواريخ المقاومة على تل الربيع، وباقي المغتصبات في فلسطين المحتلة، ولذلك إننا نأمل من العرب أن يتدخلوا هذه المرة مبكرًا؛ حماية للشعب الفلسطيني لا إنقاذًا للعدو من مأزقه مع المقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات