الأحد 11/مايو/2025

مـيدالـيـة بيريـز الأمـريكـيـة!!

مـيدالـيـة بيريـز الأمـريكـيـة!!

“الميدالية الذهبية” التيمنحها الكونجرس الأمريكي لبيريز عادة تمنح لمن هم في مرتبة الشرف. ويعتبر من القلةالذين تقلدوها من غير الأمريكيين مثل نلسون مانديلا والأم تيريزا واوتع سوتشيزعيمة المعارضة في المينيمار لنضالها. وكانت هذه الميدالية الرفيعة القيمة قد منحتلأول مرة في تاريخها عام 1776 للرئيس جورج واشنطن محرر العبيد في أمريكا.

بالوقوف عند هذه الأسماء الشريفة لا بد من استهجان ورفض “الدولالشريفة” والإنسان الشريف الذي يناضل من أجل التحرر الوطني لبلاده ويسعى للسلاموالعدالة والانسانية من منح بيريز رئيس “إسرائيل” الدولة الاستعماريةوالمحتلة والعنصرية وغير الشريفة هذا الوسام.

وببساطة فالاستهجان يأتي لأسباب واضحة منها عدم وجودالشروط الأساس لبيريز كفرد أو بلده لنيل مثل هذا الوسام. ولنبدأ بجورج واشنطن محررالعبيد، فقد حارب العنصرية منذ بزوغ نجمه كرئيس، وتحيز للعبيد والفقراء ودافع عنهمبوضع القوانين حتى ربى أجيالاً فيها- من يقدر- قيم المحبة والسلام والتآخيوالانسانية، بعد معاناة السود من عذاب العنصرية والتفرقة الاجتماعية والسياسةوالاقتصادية. والاستهجان أيضاً يأتي من مساواته بنلسون مانديلا جنوب إفريقيا، ذلكالشجاع الذي قضى معظم حياته في سجن جلاده لمواقفه الوطنية والإنسانية التي قادت لتوحيدبلاده وتحررها من العنصرية. وبالمقارنة فبيريز أحد مؤسسي دولة “إسرائيل”العنصرية، التي تقتل اليوم الأطفال والنساء بدم بارد وتعمق مشاعر الحقد والكرهوتدعو للحرب بدل السلام.

بيريز تحمل المسؤولية طوال عمره السياسي. عيّن رئيساًمنذ سبع سنين تنتهي في 24 يوليو – هذا الشهر-. وكان تقلد المناصب الرسمية الهامةبين 1948- 1986وفي كل المراكز عمل بشكل مباشر وغير مباشر على قيام وتقوية أركانالدولة العنصرية وفي تعزيز المشروع الصهيوني الذي يسعى ليهودية الدولة، أي نسيانحق الفلسطينيين بالأرض والوطن والعودة. عمل أول وزير خارجية ومدير دفاع أثناء بناءالمفاعل النووي (ديمونة)- الذي يشكل خطراً على العالم أجمع اليوم – وللتذكير رفضت”إسرائيل” التوقيع على معاهدة 1970″ لحظر الانتشار النووي “. فيمرحلة أخرى كان بيريز المنسق مع فرنسا أثناء العدوان الثلاتي على مصر 1956بالاضافة لما تقوم به “إسرائيل” من أعمال إجرامية.

ومن الطريف أيضاً أن التحيز ل”إسرائيل، وصل الذروةبعد أن حصل بيريز على الوسام. وقد تجلى ذلك بموقف بانكي مون رئيس الأمم المتحدة المؤسسةالدولية التي آلت على نفسها عام 1948 عندما انشئت أن تبعد شبح الحروب عن العالم.رئيس الأمم المتحدة اليوم يرى ويتصرف عكس ذلك وبانكي مون يبارك لبيريز ويخطب أمامهخطبة عصماء أشبه ما تكون “بمديح الظل العالي”. كما نرى فالعالم يسير نحوالهاوية. “إسرائيل” تقوى على صانعي القرار في أمريكا والكونجرس الأمريكيوبانكي مون يمتدح من لا يستحق المديح ولا الوسام. وأرى أن بانكي خرج عن الالتزامبالموضوعية التي هي من أهم القيم التي يجب التحلي بها مادام على رأس عمله، ولعلهفعل ذلك وهو لن يحتاج ل”اسرائيل” أو أمريكا في دورة قادمة لن يخوضها فيانتخابات قادمة. نسي مون أنه في زمن بيريز وقوته الصهيونية اعتدت “إسرائيل”على مكتب الأمم المتحدة في مذبحة قانا في لبنان في 18 نيسان 1996. قتل في المذبحة106 وجرح 115 من اللبنانيين الذين لجأوا الى قوات حفظ السلام (يونيفيل ) عندماأغاروا عليهم عمداً، كما تشير وثائق وتقارير المختصين.

ليس خيالاً، كما يبدو ف”إسرائيل” بلا شك تمسكأمريكا من “خناقها” و(الأوباك) اللوبي اليهودي في أمريكا يحكم الكونجرسالذي منح بيريز الميدالية وساواه بأبطال التحرر الوطني والعدالة الإنسانية وبخاصةوهو ينسى جورج وشنطن العملاق ليستبدله بالقزم بيريز؟

لقد أظهر هذا التكريم الخاطئ، ليس فقط وجه الكونجرسالأمريكي البشع، بل أيضاً وجه بيريز المسؤول في دولة “إسرائيل” العنصرية.ولعلنا نجد من العقلاء في أمريكا من يطالب بسحب هذه الميدالية منه اليوم قبل غد،وليس هذا الطلب ببعيد!!

 صحيفة الدستورالأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات