الأحد 11/مايو/2025

عذر لقتل السلام

عذر لقتل السلام

أدين بأوضح عبارة ممكنة قتل أولاد إسرائيليين ثلاثةخُطِفوا في الضفة الغربية. نحن نتهم حكومة “إسرائيل” الإرهابية وجيشالاحتلال يوماً بعد يوم بقتل أولاد فلسطينيين وأطفال، ولا يجوز أبداً أن نسكت عنقتل أي صغار.

أقول هذا ثم أزيد مذكراً القارئ بسطور كتبتها قبل أيامقلت فيها إن مجرم الحرب بنيامين نتانياهو ربما كان يتمنى موت الأولاد الثلاثةلتبرير حرب جديدة على قطاع غزة. في اليوم التالي لانتشار خبر قتل الأولاد كتب أبرزثلاثة معلقين سياسيين إسرائيليين (كله محفوظ عندي) محذرين نتانياهو من القيامبمغامرة غير محسوبة مثل اجتياح قطاع غزة.

هم يعرفون نتانياهو أكثر مما أعرفه وأفضل ويعرفون أنهإرهابي يبحث عن جريمة إلا أنهم لا يقولون هذا بل يتهمون ضحايا الاحتلال والقتلوالتشريد بالإرهاب.

نتانياهو مجبول بالإرهاب، وهو كتب يوماً مفاخراً فيصحيفة إسرائيلية بأنه كان مجنداً وشارك في الهجوم على مطار بيروت سنة 1968 الذيدُمِّرَت فيه 13 طائرة مدنية ودانه العالم. مع ماضي نتانياهو وحاضره ربما يستغربالقارئ أن أقول إن في حكومته مَنْ هم أكثر ميلاً إلى الإرهاب منه على رغم ما يبدومن استحالة ذلك.

في البحث عن الأولاد الثلاثة قتلت حكومة مجرمي الحربشابين فلسطينيين، ثم واحداً ثم آخر، وأصابت كثيرين بجروح. وقد دانت جماعات حقوقالإنسان جرائم ضد الفلسطينيين قبلي.

نتانياهو قال فور انتشار خبر خطف الأولاد الثلاثة إنحماس خطفتهم. هو سجل على نفسه أنه إرهابي، ولو انتظر وزعم أنه تلقى معلومات لوجدمَنْ يصدقه. تسرعه كان سببه أنه يبحث عن عذر لتخريب المصالحة الفلسطينية، مع أنهلو ترك الفلسطينيين يتدبرون أمورهم لربما فشلت من دون مساعدته كما فشلت عدةمحاولات مصالحة سابقة.

أرجو أن تكون حماس بريئة من جريمة قتل الأولاد، وأعرف أنرئيس المكتب السياسي الأخ خالد مشعل لا يمكن أن يأمر بقتل أولاد، إلا أنني لا أعرفقيادة حماس في غزة، ثم لا أدري إذا كان عضوان في حماس أو أعضاء في منظمة فلسطينيةأخرى قرروا خطف الأولاد وقتلهم من دون استشارة قيادتهم.

ثلاثة أولاد إسرائيليين أدين قتلهم ثم أذكر القارئ بأنجيش الاحتلال والمستوطنين قتلوا 1500 قاصر فلسطيني (دون الخامسة عشرة) في العقدالأول من هذا القرن. ونسمع الآن عن ثلاث أمهات إسرائيليات فجعن بأولادهن الثلاثة،ولكن لا نسمع عن 1500 أم فلسطينية فجعت كلٌ منهن بابنها.

لا أذكر أن الرئيس باراك أوباما عزى أماً فلسطينيةبابنها ولكن أذكر أنه منع إدانة “إسرائيل” في مجلس الأمن وأنه بعثبرسائل إلى الأمهات الإسرائيليات يعزيهن بأولادهن. أوباما أهدانا «حكي» وعواطففارغة في خطابه المشهور في جامعة القاهرة سنة 2009، وأهدى “إسرائيل”سلاحاً تقتلنا به ومساعدات اقتصادية استمرت حتى والولايات المتحدة تقف على شفيرالإفلاس بعد 2008. أميركا تقدم ل”إسرائيل” وفيها ستة ملايين مستوطن 3.5بليون دولار معلنة كل سنة، وتقدم لمصر وفيها 90 مليون مواطن 1.5 بليون دولار، ثمتحجب بعضها بين حين وآخر وتهدد مصر. كل هذه المـساعدات بدأ مع اتفاقات كامب ديفيدواستمراره مربوط بها، لذلك أتمنى أن يأتي يوم يجمِّد فيه الرئيس عبدالفتاح السيسيدور مصر في معاهدة السلام، ويبلغ “إسرائيل” أن وقف أي جزء من المساعداتلمصر يعني تخلي الولايات المتحدة عن شروط المعاهدة. هو لو فــعل لتولى لوبي “إسرائيل”في واشنطن إقناع الكونغرس بعدم وقف أي مساعدات لمصر لأن “إسرائيل” لنتحظى بأي سلام من دون مصر.

اليوم يهدد نتانياهو حماس من دون دليل، وحتى «المعتدلان»في حكومته يائير لابيد وتزيبي ليفني يطالبان بمعاقبة حماس، أما الإرهابي نفتاليبنيت، ابن المهاجرين من أميركا، فيهدد نتانياهو إذا لم يأمر بردٍّ مدمر على حماس،في حين أن الإرهابي الآخر وزير الدفاع موشي يعالون يريد استخدام العقل، لاالعاطفة، قبل بدء عمليات عسكرية ضد حماس وقطاع غزة كله.

أترجم هذه المواقف إلى ما يفهم القارئ العربي فما يقولونهو أن حكومة مجرمي الحرب لا تريد عملية سلام، وهذه متوقفة أصلاً منذ نيسان (أبريل)الماضي، وقد وجدوا عذراً في قتل الأولاد الثلاثة، فكأنهم طلبوا قتلهم ليمارسواالإرهاب، وهو سياستهم الوحيدة.

صحيفة الحياة اللندنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات