عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

المواجهة مع حماس في غزة.. شبه مؤكدة

المواجهة مع حماس في غزة.. شبه مؤكدة

المعاقبة وأحاسيس الغضب والثأر ليست خطة عمل. الهدف الأسمى، الذي ينبغي أن يوجه عمل الجيش الإسرائيلي في الأيام القريبة القادمة، هو تعزيز الردع حيال “حماس” وحيال منظمات “الإرهاب” بشكل عام. إذاً، ماذا الذي يقصد رئيس الوزراء عمله حين يعلن: “(حماس) مذنبة، (حماس) ستدفع الثمن”؟

على طاولة نتنياهو توجد جملة واسعة جداً من الإمكانيات: ابتداء من إعلان الحرب، كما فعل اولمرت في العام 2006، وانتهاء بالخطابات الحماسية التي لا يوجد وراءها اي فعل حقيقي. هذا اختبار زعامة أعلى لنتنياهو. ماذا سيختار؟ هل ستغريه خطوة متزلفة للجمهور ومغامرة فيقرر عملية عسكرية دراماتيكية، تبقي الجمهور فاغراً فاه في الأيام الأولى، ولكنه مصاب ومحبط على مدى السنين، أم ربما سيختار خطة تحقق الردع الأكثر نجاعة؟

هنا محظور الامتشاق من البطن. قبل إصدار الأمر بفتح النار يجب فحص القدرات العسكرية، مراجعة حجم بنك الأهداف ونوعيتها، وينبغي أيضا الحديث مع الأميركيين والأوروبيين. كله عدا السير بالرأس الى الحائط، وبدلا من تحقيق الردع إنهاء الخطوة مع “حماس” معززة تحظى بالتعاطف الدولي، مع تقرير غولدستون آخر، ومع عزلة دولية. في هذا الفيلم أيضا سبق أن كنا.

الآن، على خلفية اكتشاف الجثث، تركض إسرائيل بعيون مفتوحة، على نحو تلقائي تقريبا، الى جولة اخرى عنيفة، كبيرة، حيال “حماس” في قطاع غزة. وقد بدأ بناء حجة هذا الهجوم قبل أن تكتشف الجثث: فقد دعا رؤساء بلديات ومجالس في غلاف غزة الجيش الإسرائيلي للعمل، ونشر الجيش عدد الصواريخ التي أطلقت من غزة في السنة الأخيرة، في الشهر الأخير، وفي الساعات الأخيرة – هكذا يعد الرأي العام وتسخن الأجواء، وبالتوازي يجري إخراج الخطط العسكرية الى الهواء لإنعاشها.

لقد بدأ العد التنازلي للهجوم على غزة في واقع الأمر بعد يومين من اختطاف الفتيان. وعمليا بدأ ما أن قرر المجلس الوزاري الأخذ بتوصية جهاز الأمن لاستغلال الفرصة وتوسيع حملة التفتيش الى حملة قمع لـ”حماس” أيضا. وفي هذه النقطة كانت ثمة حاجة لأن يكون واضحا للوزراء ان العنوان الحقيقي لإضعاف “حماس” ليس في الضفة، بل في غزة.

لا شك أن منظمة “حماس” تقف خلف قتل الفتيان الثلاثة. كل قول يتحدث عن خلية محلية، عملت من تلقاء ذاتها، دون صلة بجهات خارجية رفيعة المستوى في “حماس”، يعبر عن موقف سياسي، ولكن ليس عن الواقع الاستخباري. فـ”حماس” العسكرية في الضفة تعمل بصيغة مشابهة جدا لصيغة منظمة “القاعدة”. لديها قدرة على العمل في خلايا صغيرة سرية، لا تتلقى الأوامر من الخارج، بل تستغل الفرص العملياتية. الزعماء يقررون السياسة ويساعدون بوسائل البنى التحتية المدنية للدعوة. هذا هو جوهر المنظمة العسكرية الحمساوية – ولهذا فإن “حماس” مسؤولة.

لقد دفن الفتيان الثلاثة على ما يبدو على عجل. وعمل الخاطفون ضمن فرضية أن المطاردة لهم بدأت في موعد قريب جدا من الاختطاف. ولهذا فقد التصقوا بالأماكن التي يعرفونها. ودفن الفتيان في منتصف الطريق – بين مكان الاختطاف ومدينة الخليل، المدينة التي تربى فيها الخاطفون ويعرفونها جيدا. وتقول الفرضية انه في غضون فترة زمنية غير طويلة “سيرفعون رؤوسهم” من المخبأ، فيمسك بهم. معظم أبناء عائلاتهم في الاعتقال والتحقيق، وهذه رافعة ضغط أخرى على القتلة. رافعة أخرى هي هدم منازلهم.

اليكس فيشمان

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات