حركة صهيونية ترصد ممارسات الاحتلال على الحواجز العسكرية بالضفة

“محسوم ووتش” حركة إسرائيلية بدأت نسوية، تعمل منذ سنوات طويلة، في رصد وتسجيل ممارسات جنود الاحتلال على الحواجز العسكرية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعض المدن كالقدس والخليل، تسعى الحركة عبر تقاريرها اليومية إلى فضح ممارسات جنود الاحتلال العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني، ودحض صورة إسرائيل الديمقراطية، وتقديمها دولة احتلال عدوانية، وهو ما ينعكس سلبا على حياة هؤلاء النسوة باعتبارهن يهوديات الديانة إسرائيليات الجنسية، حيث يمارس ضدهن كل أشكال العنف إلى درجة التنكيل بهن.

أمام إصرار هؤلاء النسوة على فضح الفعل الاحتلالي العنصري للجنود الإسرائيليين، وعلو صوتهن داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجه، باتت الحركة تحظى بمساندة عدد غير قليل من الرجال، ليشكلوا معا جبهة عريضة ضد فعل التمييز العنصري والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني على الحواجز يوميا.

 توضح التقارير اليومية، المرسلة من المراقبات عبر البريد الالكتروني إلى مئات العناوين، أنهن يغادرن بيوتهن في ساعة مبكرة من الصباح، حيث ترصد هذه التقارير عشرات الانتهاكات التي يمارسها جنود الاحتلال في ساعات الصباح الباكر بحق أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه.
 
ويعرض كل تقرير، التفاصيل الدقيقة للمشاهدات اليومية يوميا من تنكيل الجنود وجنديات الاحتلال بالفلسطينيين العابرين للحواجز العسكرية، غالبا في الطريق إلى العمل، وفي حالات ما إلى العلاج، وتوثق بعض التقارير سلوك جنود الاحتلال مع ناشطي وناشطات “محسوم ووتش”.

في واحد من هذه التقارير، تقول النساء المراقبات، وصلنا إلى حاجز قلنديا، (حاجز مدينة رام الله الجنوبي المؤدي إلى القدس)، كانت الساعة الخامسة والربع صباحا، وحتى الساعة الخامسة والنصف رأينا أن الممرات الخمس في الحاجز مفتوحة، والحركة تسير كالمعتاد في الحواجز، فقررنا الانتقال فورا إلى قرية الجيب، وهي إحدى القرى المحاصرة في الضفة.

تقول المراقبات، وصلنا إلى حاجز قرية الجيب حوالي السادسة صباحا، ورأينا طابورا طويلا، وغالبية المنتظرين من ذوي تصاريح العمل، كانت الحركة تسير ببطء شديد، إلا أن الفلسطينيين ينتظرون بهدوء دون إبداء اعتراض، وكما يبدو من أجل ضمان مرورهم الضروري الى العمل.

ويضيف التقرير، الأسبوع الماضي وصلت إلى حاجز قلنديا عند الساعة التاسعة والثلث صباحا، ورأيت سيدة فلسطينية تبلغ من العمر 67 عاما، قادمة من مدينة نابلس، تحمل تصريحا لدخول القدس للعلاج، لكن جنود الاحتلال صادروا تصريحها دون توضيح السبب.

تدخلت كاتبة التقرير، وسألت الجندي فزعم أنه ينفذ أوامر، فهاتفت الضابط المسؤول عنه، وقالت له “أنا عوفرة طنا، أحادثك من معبر قلنديا”، وروت له ما حدث، فيرد الضابط قائلا، “كيف يعقل أن تكوني في حاجزين في آن واحد”، وتبين أن عوفرة كانت في حاجز آخر قبل وقت قصير من وصولها إلى حاجز قلنديا، وعجزت عن استعادة التصريح ودخول السيدة.

تحاول عوفرة مرة أخرى مع جندية في مكتب الحاجز، تعدها الجندية بالمساعدة، شريطة توقفها عن كتابة التقرير، لم تستجب لترغيب وترهيب جنود الحاجز، أمام إصرارها يتم إعادة التصريح للسيدة ولتدخل القدس.

هآرتس