القيادي نزال: حماس صامدة وعملية الخليل مشرفة والتنسيق الأمني عار

– ليس لدينا حتى اللحظة معلومات مؤكّدة حول الجهة المنفّذة لعملية الخليل
– ثمة مؤشّرات على عملية أسر.. وليس هناك ما يدفُع الصهاينة إلى اختراع “لعبة”
– عدم إعلان المسؤولية عن العملية إلى الآن يمثّل تطوّرا في التفكير عند المقاومة
– التنسيق الأمني بالضفة “وصمة عار” غير مسبوقة في تاريخ حركات المقاومة
– هناك مأزق.. لكن حماس تعودت على التعامل مع الأزمات وتخرج منها أكثر قوة
– حماس لن تغيّر بوصلتها وهي ماضية في طريقها –بإذن الله- نحو تحرير فلسطين
– نحن لا نرى في التنازلات خلال المصالحة عيبا على الإطلاق مقابل مصلحة عليا
– إذا رأى عباس ومن معه أن هذه فرصتهم لإقصاء أو إبعاد حماس فتلك “أمانيهّم”
– موظفو حكومة هنية يدفعون ثمن مواقف عباس وحكومته، وحماس لن تتخلى عنهم
– الخلاف السياسي مع بعض الدول لا تجرّدنا من انتمائنا لمربع المقاومة والممانعة
– تجاوزنا عنق الزجاجة التي أرادوا وضعنا فيها وتكيّفنا مع المستجدات والأوضاع
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” محمد نزال أن حركته لا تملك حتى اللحظة معلومات رسمية ومؤكّدة حول الجهة المنفّذة لعملية الخليل، لكنه أكد أن “ثمة مؤشّرات على وجود عملية أسر، وليس هناك ما يدفع الصهاينة إلى اختراع لعبة”.
واعتبر نزال في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “عدم إعلان المسؤولية عن العملية إلى الآن يمثّل تطوّرا في التفكير عند المقاومة”، وأشار إلى أن “التنسيق الأمني بالضفة بعد العملية يمثل “وصمة عار” غير مسبوقة في تاريخ حركات المقاومة”.
وفي سياق آخر، قال إنه لا ينكر وجود مأزق تعيشه حماس في الفترة الراهنة، لكن “حماس تعودت على التعامل مع الأزمات وتخرج منها في كل مرة أكثر قوة وأشد مضاء”، مؤكدا على أن “حماس لن تغيّر بوصلتها وهي ماضية في طريقها نحو التحرير”.
وبشأن المصالحة قال: “نحن لا نرى في التنازلات خلال المصالحة عيبا على الإطلاق مقابل مصلحة عليا”، لكنه بين في الوقت ذاته أنه “إذا رأى عباس ومن معه أن هذه فرصتهم لإقصاء أو إبعاد حماس فتلك “أمانيهّم”.
وأكد على أن الخلافات السياسية مع بعض الدول لا تجرّد حماس من انتمائها لمربع المقاومة والممانعة، مشيرا إلى أن الحركة “تجاوزت عنق الزجاجة التي أراد البعض وضعا فيها، “وتكيّفنا مع المستجدات والأوضاع، وسنبقى رأس الحربة في مواجهة الاحتلال”.
وتاليا، نص المقابلة التي أجراها “المركز الفلسطيني للإعلام” مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال:
*بعد أيام قليلة من اختفاء المستوطنين المحتلين الثلاثة، أدليت بتصريحات صحفية بدوت فيها واثقا من أن ما جرى هي عملية (أسر) حقيقية كما سميّتها، هل كنت تستند في ذلك، إلى معلومات، أم إلى تحليل؟
-بكل صراحة، ليست لدينا حتى اللحظة معلومات رسمية ومؤكّدة حول الجهة المنفّذة لهذه العملية، ولكنني ومنذ الإعلان الصهيوني الرسمي عن اختفاء المستوطنين الثلاثة، تعاملت معها، على أنها عملية أسر حقيقية.
فهناك ثلاثة مستوطنين تم الإعلان عن أسمائهم، وصورهم، وفقدان الاتصال بهم، وأعقب هذا الإعلان، حملة اعتقالات طالت المئات من قيادات وكوادر حركة حماس (الجهة المتهمّة من قبل الصهاينة).
وهناك حالة واضحة من الذعر تعيشها الأوساط السياسية والأمنية والشعبية الصهيونية، وهذا الحدث بات يستحوذ على الاهتمام الأكبر والأول على الصعيدين السياسي والإعلامي الصهيوني.
هذه كلها مؤشّرات واضحة، على أنها عملية أسر، وليس ثمة سبب منطقي ومقنع، يدفُع الصهاينة إلى “اختراع” عملية “وهمية”!
*ولكن هناك من يقول إنها “لعبة”، وأن الصهاينة أرادوا اصطياد عدة “عصافير” بحجر واحد من خلال هذه “اللعبة”، فهم يريدون تدمير المصالحة، والخروج من “العزلة” السياسية، التي تعيشها الحكومة الصهيونية، بعد تحميلها مسؤولية فشل المفاوضات، كما إنهم يريدون استغلال هذه الأجواء في تدمير البنية التحتية لحركة حماس في الضفة الغربية؟!
-أولاً: المجتمع الصهيوني بطبيعة تكوينه، هو مجتمع “مفتوح”، لا يمكن أن تجرؤ أي حكومة على خداعه، باختراع عملية “وهمية”، يمكن أن تنكشف لاحقا، في ظل وجود تنافس شديد بين الأطراف السياسية المتعددة والمختلفة، ووجود منتمين ومؤيّدين لها متغلغلين في الأجهزة العسكرية والأمنية.
ثانياً: هذه “لعبة” لها تداعيات معنوية ونفسية خطيرة على المجتمع الصهيوني، فهي تدب الرعب في أوصاله، وتفقده الثقة بأجهزته الأمنية والعسكرية.
ثالثاً: كان يمكن لنتنياهو أن يوقف عجلة “المصالحة” إذا أراد بوسائل أخرى أسهل، كما أن تدمير البنية التحتية لحركة حماس، لا يحتاج بالنسبة للصهاينة إلى ذرائع ومبررات، فهم يفعلون ما يريدون في أي وقت دون أن يحاسبهم، أو يوقفهم أحد!.
وأما “العزلة السياسية”، فليست هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تتعرّض فيها السياسات الصهيونية إلى الانتقاد غربيا، وإقليميا، ودوليا.
ولكن من المؤسف، أن “إسرائيل”، هي “الطفل المدلّل” لأمريكا والغرب، وأقصى ما يمكن لأولئك أن يفعلوه مع “طفلهم”، هو التأنيب والتوبيخ، الذي لا يسمي ولا يغني من جوع!
*درج السياسيون في العادة، على حفظ “خط الرجعة”، بمعنى أنهم لا يحسمون في توقعاتهم، ويضعون احتمالات متعددة، ولكنك لا تفعل ذلك، وإنما تتبنّى خياراً واحد، ولم تضع أي احتمال آخر.. ما هو تعليقك؟
-أحرص دائما أن أكون صادقا مع نفسي، ومع الرأي العام الذي أخاطبه، لذا لا أجد احتمالا آخر لما حدث، سوى ما قلته، وهو أننا أمام عملية أسر حقيقية.
وما يدفعني للتمسّك بذلك، أن من يتبنّون الاحتمال الآخر (اللعبة)، إمّا أنهم ينطلقون من “نظرية المؤامرة”، التي تعشعش في عقولهم، وتستند إلى أن معظم الأحداث التي تجري في منطقتنا، هي “مسرحية”، أشبه بمسرح “العرائس”، الذي يحرّك خيوطه من يقفون وراء الستار، أو أنهم لا يريدون إعطاء شهادات جديدة لـ “المقاومة” الفلسطينية، بأنّها حيّة، وأنها لم تمُت، رغم كل الضربات التي تلقّتها من الأجهزة الأمنية الصهيونية، أو الفلسطينية.
خصوصا وأن هذه الأجهزة التي أسّسها “دايتون” اعتاشت على خلال السنوات الماضية، على أنها “أنهت” المقاومة، أو على الأقل أضعفتها ضعفا شديدا، فجاءت العملية البطولية لتوجّه “لطمة” أو “صفعة” لهم!.
*علّق بعض الكتّاب على أن تصريحاتك التي أدليت بها، بأنك “اخترقت” قرارا بـ “الصمت” اتخذته قيادة حركة حماس.. فما هو ردكم؟
-ليس هناك قرار اتخذته قيادة حركة حماس بـ “الصمت”، وإلاّ لكنت في مقدّمة “الصامتين”!… هناك فرق بين تبنّي العملية، وبين التعليق عليها.. أمّا تبنّي أي عملية، فالجهة المخوّلة في ذلك، هي كتائب عز الدين القسّام، وأمّا التعليق على العملية، فهو حق مكفول لأي أخ، مخوّل بالتصريح أو الحديث باسم الحركة.
وللعلم، المقابلة المشار إليها، تم ترتيبها قبل وقوع العملية والإعلان عنها، وكان طبيعيا، أن تكون هي عنوان الحديث، باعتبارها الحدث الأبرز.
*لماذا تجنّبت الجهة “الآسرة” -في تقديرك- الإعلان عن مسؤوليتها، خصوصا أنه مضى حتى الآن أكثر من أسبوعين على العملية؟
-هذا يعود لتقديرات الجهة المسؤولة عن هذا العمل البطولي، وفي رأيي أن عدم الإعلان عن مسؤولية هذه الجهة، يمثّل تطوّرا في التفكير عند فصائل المقاومة، التي استفادت من التجارب السابقة، واستخلصت الدروس والعبر منها.
لذا رأينا عملية ناجحة، ونوعية بكل، المقاييس، شهد لها الخبراء العسكريون والأمنيون على الجانبين الفلسطيني والصهيوني.
*ألا ترى أن هذه العملية شكّلت إحراجا للسلطة الفلسطينية، وشريككم الآخر في المصالحة (حركة فتح)، ودقّت أول “المسامير” في نعش المصالحة؟!
-لا ينبغي لأي عملية عسكرية أن تشكّل إحراجا لأي طرف فلسطيني، بل يمكن البناء عليها، لمحاصرة الصهاينة والضغط عليهم، خاصة وأنها عملية تستهدف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو مطلب وطني عام، وليس مطلبا خاصا بفصيل دون غيره.
أما “المصالحة الفلسطينية”، فهي شأن فلسطيني لا ينبغي أن يكون مرهونا بغضب الصهاينة أو حنقهم.
*أدان رئيس السلطة الفلسطينية “عملية الخليل”، وأوفد أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح (محمد المدني) لزيارة العائلات المستوطنين ومواساتهم.. كيف تنظرون لذلك؟
-ما يقوم به محمود عباس، وما يقوم به بعض القيادات في حركة فتح، يمثّل “وصمة عار”، وهو فعل غير مسبوق في تاريخ حركات المقاومة، التي تناضل لإجلاء المستعمر والمحتل عن أراضيها.
عموما، هذه أفعال تسيئ لمرتكبيها، وتلقى رفضا وإدانة واسعين في أوساط الشعب الفلسطيني.
*هناك من يشير إلى أن حماس تعيش حاليا “مأزق” حادا، بفعل إسقاط نظام الرئيس محمد مرسي، الذي كان حليفا لها، وبعد خروجها من ما يسمى بـ “محور الممانعة والمقاومة”، وفي ظل الحصار الخانق، الذي يعيشه قطاع غزة.. ما هو رأيكم؟
-لا يمكن لحركات المقاومة الفلسطينية، أو غير الفلسطينية، أن تعيش وضعا مثاليا، وأن تتحرّك دائما في فضاء مفتوح أمامها. وحركة حماس منذ انطلاقها، واجهت أوضاعا صعبة وقاسية، ولكنها كانت تجترح “المعجزات”، وتتجاوز الأزمات، والضربات التي لا تميتها، تقوّيها، وتشدّ عضدها.
ونحن لا ننكر أن هناك مأزقا تواجهه الحركة، ولكنه ليس الأول، ولكن يكون الأخير. وقد تعوّدت حماس على التعامل مع “المآزق” و”الأزمات”، وكانت تخرج منها أكثر قوة، وأشدّ مضاء.
لهذا ينبغي أن يكون واضحا للأطراف، التي تراهن على ما تراه “مأزقا” تواجهه حماس، من أنه سيكون فرصة للضغط عليها، وتغيير نهجها، أن حماس لن تغيّر بوصلتها، وهي ماضية في طريقها –بإذن الله- نحو التحرير.
*ولكنهم يرون أن هذا “المأزق” هو الذي دفعكم للتوقيع على ما يسمى بإعلان “مخيم الشاطئ”، بعد أن كنتم تماطلون وتفرضون شروطا “تعجيزية” وفق اتهاماتهم لكم.. ما ردكم على ذلك؟
-من يعود إلى إعلاني القاهرة (أيار/مايو2011م)، والدوحة (شباط/فبراير2012م)، يجد أن حماس هي التي تنازلت، من أجل تحقيق المصالحة، فقد كان يمكنها الاستفادة من سقوط نظام مبارك، الذي كان داعما ومنحازا لمحمود عباس وحركة فتح، وذلك برفع سقف مطالبها، ولكنها سارعت إلى التوقيع على الاتفاق، بعد
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...