الخميس 08/مايو/2025

أما الشعب الفلسطيني.. فلا بواكي له

أما الشعب الفلسطيني.. فلا بواكي له

فيكلمته التي ألقاها أمام مجلس وزراء الخارجية في الدورة الـ41 لمنظمة التعاونالإسلامي في جدة يوم الأربعاء 18/6 الماضي وتناول فيها حادثة أسر الجنود الصهاينةالثلاثة، ورد على لسان رئيس السلطة الفلسطينية عبارات “المستوطنون المختطفونبشرٌ مثلنا، ويجب إعادتهم إلى عائلاتهم”، “نحن نبحث في هذا الحادث ومنفعله يريد أن يدمرنا وسيكون لنا حديث آخر معه أياً كان”، “السلطةالفلسطينية تنسق مع (إسرائيل) من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين”،”لن أسمح بعودة انتفاضة كانت دمارا على الفلسطينيين”.. أما في دفاعه عنالتعاون الأمني بين سلطته والاحتلال وقيامه بتعقب المقاومة فقال: “هذا ليسعاراً وإنما واقع نحن نلتزم به” إلى آخر هذه التصريحات العجيبة التي أثارتسخط الفلسطينيين في الداخل والخارج.

الفلسطينيونعبروا عن سخطهم ورفضهم لتصريحاته عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بأكثرمن 50 ألف منشور في غضون يومين ونصف كلها تهاجمه؛ فمن قائل “الرئيس.. لايُمثلنا “لقائل” المستوطنون المخطوفون بشر وأسرانا ليسو بشر!” إلىقائل “خذلتنا يا..” وغير ذلك من التعليقات.. أما “حنين الزعبي”العضو العربي في الكنيست “الإسرائيلي” فقد وصفته في حديث لها مع برنامج”واجه الصحافة” على القناة العبرية الثانية مساء السبت 21 / 6 بقولها:”يمارس الخيانة بحق الشعب الفلسطيني.. وأضافت “يأمل من وراء هكذاتصريحات تثبيت حكمه في الضفة”.

المدافعونعنه يقولون: ما قاله يأتي في سياق (مداراة العدو) و(نوع من الانحناء أمام العاصفة)و(العرب تخلوا عنه فماذا عساه يفعل) و(هو يناور بدبلوماسية “إلا أن تتقوامنهم تقاة”)! وأقول:

يمكنأن نتفهم ذلك، لو كان خانه فيه التعبير، أو كان له ولسلطته سياق في مقارعةالاحتلال وتبني خط المقاومة الممكنة – والممكن كثير – ولكن أن يكون هذا سلوكهدائما وهذه قناعاته المؤطرة والممنطقة والتي يجاهر بها فالأمر إذن ليس على هذاالنحو.. فما من مرة طلبه شعبه الفلسطيني ليرد عنه إلا افتقده، وما من مرة طلبهالعدو إلا وجده.. وماذا نتذكر لنتذكر؟!

أنتذكربكاءه في مؤتمر العقبة على مجازر اليهود في حين لم يتذكر مئات مجازر شعبه علىأيديهم؟! أنتذكر فرق الموت التي شكلها محمد دحلان في غزة تحت ولايته وغطائه لإفسادذات البين الفلسطيني؟! أنتذكر مشاركة رئيس وزرائه “سلام فياض” في مؤتمرهيرتسليا الصهيوني والنصائح “المخلصة” التي قدمها للصهاينة حول كيفيةحماية المشروع الصهيوني وإبقائه للأبد؟! أنتذكر تعطيل مندوبه في لجنة حقوق الإنسانبجنيف للتصويت على اعتماد تقرير جولدستون الذي يدين الاحتلال بعدوانه على غزة؟!أليس قد اعترف بلسانه قبل أيام في مقابلة صحفية له بأنه الذي كان يحرض على هدمالأنفاق وعلى حصار غزة؟

أليسبوصفه للانتفاضة بأنها كانت دماراً على الشعب.. أليس يشوه أهم محطات تاريخ النضالالفلسطيني – الانتفاضتين –؟ أليس يشوش بل ويشوه الصورة الذهنية عن الياسين وعرفاتوأبو علي مصطفى الذين كانوا شموسا في التاريخ الفلسطيني بتبنيهم الانتفاضتينوقيادتهما؟ وهل من الدبلوماسية في شيء أن يطعن شعبه وثورته وشهداء الانتفاضتين فيالوقت الذي يمارس فيه العدو أقسى وأبشع مظاهر الاحتلال عنفاً وقهراً واستباحةحرمات؟ أم هو من الانهيار المعنوي الشامل والانفكاك الثقافي الكامل؟ وإذا كانينهار كل هذا الانهيار وهو في عرينه وبين أهله وعزوته من قادة الأمة الوافدين منكل القارات؛ فما عساه يقول وماذا عساه يفعل بعد أن يعود لرام الله وبعد أن يصيربين فكي الأسد وتحت مخالبه؟!

وإذاكان إلى ما قبل الاجتياح الصهيوني للضفة بساعات يزبد ويرعد ويهدد العدو – علىتعطيل التسوية – بأنه سيلجأ للمجتمع الدولي والمنظمات التي انضمت لها سلطته، وأنهيتحدى بالمصالحة العالم كله.. ثم هو اليوم وتحت جناح الخوف ومطرقة الإرهاب يعودليستجدي وليتعاون.. فما الذي سيمنع العدو بعد اليوم من الاعتقاد والترويج بأنالفلسطينيين لا يفهمون إلا لغة الضرب بالنعال والتلويح بالعصا؟!

آخرالقول: حتى الرئيس الفلسطيني انضم إلى الباكين على ثلاثة من جنود العدو يقال إنالمقاومة أسرتهم، ولكن الشعب الفلسطيني يتعرض لأقسى وأشد محاولات الإذلال والتهويدوالقهر ولا بواكي له ولا من يمسح دمعته! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

صحيفةالشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن 11 أسيرا فلسطينيا من غزة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في...