الأحد 11/مايو/2025

حتى لا يتمادى الاحتلال

حتى لا يتمادى الاحتلال

لن تتكشف أسرار اختفاء المستوطنين الثلاثة من محيط مجمع”غوش عتصيون” الاستعماري المتربع على أراضي جبال الخليل جنوبي الضفةالغربية المحتلة، ومدينتي القدس وبيت لحم، في وقت قريب، ولعله لا يفترض بها ذلك،خصوصاً إن كانت عملية الاختطاف تمت من طرف فصيل مقاومة، ما يعني بالضرورة أن الوقتقد يطول إلى حين جلاء الأمر وتوضيح الصورة.

المهم في هذا الوقت الفاصل عن كشف أسرار المسألة، أنيتمسك الفلسطينيون على المستويين الرسمي والشعبي بموقفهم الرافض لعدوان وهجماتالاحتلال اللا متناهية التي لا تنفك تتمدد وتتصاعد في شكل انتقامي ثأري من عامةالفلسطينيين، وعلى طول وعرض أراضي الضفة المحتلة التي باتت مركز عمل عسكري عدوانيغير مسبوق.

بالتوازي مع ذلك، لا بد من تحركات وسياسات مواجهة،فالجانب الفلسطيني لا يمكن أن يستمر في التنديد والإدانة، وعليه أن يغادر هذهالخانة إلى مستويات أخرى، وأن يكف في جانب آخر عن أي جر للموضوع إلى خانة تجاذبسياسي أو داخلي، وعليه أيضاً وقف كل من يحاول التعاطي مع الوضع وكأنه واضح ومكشوف،وفي هذا ما زالت القيادة السياسية الفلسطينية موفقة في التعاطي مع الأمر، لكنعليها التركيز على محاولة إدانة ووقف هذه الحرب المفتوحة.

الاحتلال لا يحتاج إلى ذريعة أو حجة لشن عدوان ضد الشعبالفلسطيني، لكنه الآن يستغل واقعة لا يمكن التأكد من حدوثها، لصرف الأنظار عن جملةمن القضايا المهمة والمصيرية، فمن ناحية هو يشعل الوضع في ظل تواصل إضراب الأسرىالمفتوح عن الطعام الذي تخطى شهره الثاني، في أكبر احتجاج حقوقي من نوعه ضدالجريمة بحق الإنسانية المسماة “الاعتقال الإداري”، بل إنه يستغل الفرصةلزيادة أعداد المعتقلين الإداريين، وللاستفراد بالأسرى.

من ناحية ثانية، فإن الكيان يستغل أيضاً هذه الفرصةلمواصلة خطوات تهويد القدس المحتلة، والتوسع الاستعماري، ويوظّف الأمر في إدانةالفلسطينيين على مستوى دولي، حين يضع أوصافاً مثل “مراهقين”و”فتية” لوصف الثلاثة المختفين، وهم بالأساس من فئة المستوطنين الأشدتطرفاً، ويتلقون تعاليم التشدد والعنصرية في معهد يوصف زوراً بأنه “ديني”هو نفسه الذي خرّج كبار مجرمي الحرب الصهاينة، وحركات عنصرية مثل مجموعة”الانتقام وتدفيع الثمن”، و”الموت للعرب” التي لم تترك مسجداًولا كنيسة ولا شجرة ولا إنساناً إلا وطالته بالنيران والتخريب والتدنيس.

حصيلة عدوان على مدى أيامه العشرة الأولى، بلغت حسب وزارةالصحة الفلسطينية، 6 شهداء و118 جريحاً، إلى جانب مئات المعتقلين، بالتوازي مععمليات الدهم والتخريب في مختلف مناطق الضفة، وقطّاع الطرق من جنود الاحتلال الذينيخنقون المدن ويقطعون أوصال الضفة، والواضح أن هذه الهجمة لن تتوقف عند حد طالماما زالت الفرصة سانحة للمزيد.

الاحتلال يختطف أكثر من 5 آلاف فلسطيني، ويتخذهم رهائنيمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل، ويطبق عليهم تجارب محظورة، ويمنعهم منالحصول على أدنى الحقوق الإنسانية، ويبدو ذلك أمراً طبيعياً لدى العالم وقواهالدولية ومنظماته الموظّفة لخدمة مصالح الأقوياء، لكن إعلاناً من طرف واحد عناختطاف 3 مستوطنين متطرفين يقيم الدنيا ولا يقعدها، فأي اختلال في الموازين وأيانحطاط قيمي هذا؟

صحيفة الخليجالإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....