العار على هيئة تصريحات!

وبعيداً عن تصريحات محمود عباس المخزية حول تقديس التنسيق الأمني والإصرار عليه، كون هذه المواقف تنسجم مع نهج الرجل المعلن، فإنه حتى الآن لم يصدر عن قيادة حركة فتح أو ناطقيها المعتمدين موقف يعبّر عن المسؤولية الوطنية، ولم تؤثر الحملة الأخيرة على سعار الأكاذيب والمغالطات التي تصدر عنهم يوميا، مثلما أنها لم تفلح في تخفيف وتيرة الحقد المزمن تجاه حماس، والذي يراكمه ناطقوها وقادتها مع مرور الوقت، ليظلّ الموجّه لمواقفهم وتصريحاتهم التي تزخر بها المنابر الإعلامية الفلسطينية.
لم يكتفِ القوم بتبرير السقطات السياسية لعباس، ولا بالبحث عن مخارج (تكتيكية) للسلوك العدائي الذي ما زالت تعتمده الأجهزة الأمنية في التعامل مع حماس أو مع الناشطين الميدانيين المحسوبين عليها.. بل إنهم كثفوا من جرعات إفساد العقول وتغيير اتجاهات الوعي، حين ركّزوا على تلك الأكذوبة المفضوحة التي تقول إن ما جرى في الضفة مؤامرة ترمي إسرائيل من ورائها للقضاء على السلطة وإضعافها، وإن حماس في المقابل معنية بنشر الفوضى في الضفة تمهيداً للترتيب (لانقلاب) يمكّنها من السيطرة عليها!
مثل هذه الوجبات الفاسدة من المواقف لا يستسيغها إلا عديمو الضمير الوطني، أو المنتفعون اللاهثون خلف مصالحهم المرتبطة بالسلطة، والمستعدون لاعتناق أي رأي يصبّ في خدمة مشاريعهم ومصالحهم الضيقة.. غير أن المشكلة الحقيقية في وجبات الزيف هذه ليست فقط في كونها تتغافل عن الحقيقة المرئية لجميع الناس وهي أن الحملة تستهدف حماس وليس السلطة، بدليل أنها تستهدف كوادرها ومؤسساتها وحتى المصالح المادية الشخصية لأفرادها، بل المشكلة كذلك في محاولة جعل السلطة؛ أي استمرار وجودها، مصلحة وطنية عليا، والأولوية الوحيدة للشعب الفلسطيني، حيث منحتها صفة القداسة، وحيّدت كل ما يتعارض معها أو قد يؤثر عليها حتى لو كان مقاومة تواجه الاحتلال، وتحاول أن تحصّل بذراعها ما لم تحصّله سنوات من التفاوض العقيم!
مثل هذا (التقديس) للسلطة ولكل متعلقاتها كالتنسيق الأمني والخضوع لإملاءات الاحتلال، وإخلاء المدن له حينما يريد اقتحامها، إنما أسس وما زال يؤسس لأنماط من الفلسطيني الجديد قادرة على مقارفة الخيانات وإلباسها لبوس الوطنية والمصلحة، مع جرأة على رمي المقاوم الحقيقي بالعمالة أو التآمر مع المحتل، حتى وهذا المحتل منهمك باستعداء العالم كلّه ضد هذا المقاوم، لأنه يفسد عليه أجواء الأمان والاطمئنان التي وفّرتها سلطة التنسيق الأمني، وما زالت ملتزمة بتأمينها حتى لو وقفت وحيدة في مواجهة غالبية الجمهور الفلسطيني.
لا ينطبق على هذه السلطة فقط القول (إن لم تستحِ فاصنع ما شئت) بل إن انتفاء الحياء من قاموسها غدا أمراً مفروغاً منه، وكما أن (الصراخ على قدر الألم)، فإن صراخها الحالي مع كل ما يتضمنه من فجور في الكذب والتدليس منسجم مع صراخ شركائها في (السلام)، وعدائهم لخصمهم المشترك الذي يخشون اشتداد قوّته للأسباب ذاتها أيضا!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...