هل تفتح السلطة النار على الشعب؟

السلطة الآن وبعد عملية الخليل باتت أقرب كثيرا إلى وجهة نظر الاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني ليس تجنيا عليها بل “من فمه أدينه”؛ وهنا أورد مثلا ما تجرأ به محمود عباس عند حديثه عن التنسيق الأمني في قمة عربية إسلامية، لن أقف عند حديثه في هذا الجانب وإنما أقف عند الأخطر من هذا وهو أنه لن يسمح بتفجر الأوضاع؛ وهذا ليس إلا قرارا نهائيا يؤكد أن السلطة قررت أن تواجه الشعب فهو لم يعد في مربع المتردد وكأنه أخذ تفويضا غير مباشر من العرب بقمع المواطنين، ويقول قائل كيف له أن يقوم بذلك؟
في المرحلة المقبلة ملف حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة سلم للاحتلال أي أن العمليات والمداهمات والاعتقالات وضرب البنية التحتية من وظيفة الاحتلال بشكل رئيسي بعد أن كان تبادل الأدوار؛ أي أن هناك إعفاء للسلطة من الدور الرئيس نظرا لفشلها في مواجهة حركة مقاومة خاصة على وقع عملية الخليل والحراك الأخير لنصرة الأسرى المضربين عن الطعام، غير أن دور السلطة الذي يبدو أنها ارتضته لنفسها هو قمع المواطنين الغاضبين على ممارسات الاحتلال؛ أولئك الشبان الساهرون على حماية الوطن بعد أن فرت الأجهزة الأمنية إلى مقراتها وهذا يزعج الاحتلال وستكون المواجهة معهم من قبل أجهزة السلطة، أي أن السلطة ستواجه شعبا وإذا ارتكبت حماقة مواجهة الشعب باتت في مهب الريح، لأن ممارسات الاحتلال القادمة من تنكيل ومنع للسفر وإغلاق بالمكعبات الاسمنتية والتضييق واقتحامات ليلية ومنع العمل داخل الأرض المحتلة وحصار من عدة جهات سيجعل من الغضب الشعبي يتنامى ومن يقف في وجهه سيخسر كثيرا، ويبدو أن السلطة قبلت بهذا الدور ليس لأنها ترى بأنها على حق بقدر ما وصل بها الحد إلى استعباد الناس وكبت كرامتهم.
في مرحلة قريبة قادمة سينقسم المشهد ولن يبقى فيه منافق سياسي؛ إما مع الاحتلال وإما مع الشعب وكل سيأخذ دوره، وهنا من يصرح بهذه التصريحات من المؤكد أنه سينفذها من خلال أجهزته الأمنية، كما أن من بين ما يؤكد أن اللسان يتحدث بما يتم التفكير به قول محمود عباس بأنه لن يكون غامضا وأعلنها حربا على شعبه في الخطاب؛ فهل ستفتح النار على الشعب في الميدان؟
ليس استباقا للأحداث ولكنها قراءة طبيعية؛ للأسف الإجابة نعم لأن المال السياسي هو الذي يتحكم بالذي يستفيد منه فخيار التواجد في خندق الشعب لا ترضاه أمريكا وحكومة الاحتلال ودليل ذلك محاولة إفشال المصالحة، أما خندق محاربة “الإرهاب” ويُقصد به هنا الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقوقه فمن الواجب على من يستلم الدولار أن يتخندق هناك حيث سيتحول هذا الموقف إلى مقبرة سلطة على يد شعبها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...

الثاني خلال ساعات .. أمن السلطة يقتل مسنًّا في جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلامقتلت أجهزة أمن السلطة -اليوم الثلاثاء - مسنًّا، وأصابت آخرين بإطلاق نار مباشر في الحي الشرقي بمدينة جنين، بعد ساعات...

حماس تحذر من تداعيات سلوك أمن السلطة على النسيج المجتمع
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت حركة حماس من تداعيات سلوكيات أجهزة أمن السلطة وتأثيرها على النسيج الوطني والمجتمعي، حيث قتل شاب برصاص...

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...