السبت 10/مايو/2025

المؤتمر الوطني ضد جريمة تجنيد عرب48

المؤتمر الوطني ضد جريمة تجنيد عرب48

ليس أكثر قذارة وساديّة من إقدام المستعمر على إجبار الشعب الواقع تحت الاستعمار، أو أفراد منه، أن يحارب نفسه. إسرائيل، كدولة كولونيالية اقتلاعية الهدف والنهج، أجبرت جزءاً من الفلسطينيين العرب (الطائفة العربية الدرزية) منذ عام 1954 على حمل السلاح ليقتلوا فلسطينيين آخرين أي ليقتلوا أنفسهم. إنه تنكيل مروع بالضحية إضافة إلى تجريدها من وطنها. وليس أكثر انحطاطاً من أن يقوم فلسطيني بحمل السلاح تطوعاً ليرتكب الجريمة والخيانة ذاتها، سواء عبر حمل السلاح، أو عبر الخيانة والتعاون مع المستعمر.

لم تمر هذه المخططات الاستعمارية بدون مقاومة وطنية منذ اليوم الأول. ولكن إحياء السياسات التدميرية القديمة واستحداث آليات وأساليب جديدة واستثمار أموال هائلة لتوسيعها بين صفوف الفلسطينيين في إسرائيل، في السنوات الأخيرة، عاد ليصب الزيت على النار ويطلق موجات من الغضب والاعتراض والاحتجاج والحراك في وجه هذه السياسات البغيضة.

منذ سنوات تتداول الهيئات التمثيلية العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر بفكرة مؤتمر وطني ضد مخطات التجنيد والتجند في صفوف الجيش الصهيوني وضد الخدمة الوطنية الإسرائيلية. قبل خمس سنوات قامت لجنة وطنية ضمت كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي وعقدت عدة لقاءات في قرية بيت جن الجليلية، المنكوبة بمحنة التجنيد الإجباري، وكنت عضواً فيها. كما ضمت شخصيات تمثيلية اجتماعية وحزبية؛ مثل الشيخ علي معدي- رئيس لجنة التواصل، الشيخ رائد صلاح-رئيس الحركة الإسلامية، الأب عطاالله حنا، محمد نفاع- سكرتير الحزب الشيوعي، ومنصور عباس عن الحركة الإسلامية الجنوبية وآخرين. وترأسها الأخ إحسان مراد- الناشط الوطني ابن بيت جن. 

ولأسباب تتعلق بواقع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وضعف إمكانياتها اندثرت كليًا. لكن لا بدّ من التنويه أن فشل هذه اللجنة لم يكن فشلاً مطلقاً. فعلى مدار السنوات القليلة، ساهمت في إحياء فكرة التصدي الجماعي للتجنيد، بعد أن تراجعت في العقود الثلاثة الأخيرة. فالمعارضة الوطنية للتجنيد كانت قد انطلقت في صفوف الشباب العربي الوطني من الطائفة المعروفية منذ أواخر الخمسينيات وصولاً إلى أواخر السبعينيات. وبعدها اقتصر النشاط المناهض للتجنيد على المبادرات الفردية الشجاعة، واتخذ ايضًا أشكالاً أخرى مثل التديّن كوسيلة لتفادي المواجهة المباشرة مع المؤسسة الصهيونية. وقد يكون الشيخ علي معدي، رئيس لجنة التواصل المعروفية، مثالاً في اعتماد التدين وتعميم المواقف الوطنية بين المؤدين للعبادة في الخلوة (وهي الخلوة الوحيدة في فلسطين).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات