رسائل مشعل الظاهرة والخفية

السيد خالد مشعل قليل الظهور الإعلامي وكبير الأثر والتأثير، مُتابعٌ لتفاصيل الواقع المعقد في الساحة الفلسطينية، إن كان في الداخل حيث الضفة والقطاع وأراضي 48، أو في الخارج حيث مخيمات اللجوء الممتدة من لبنان لسوريا للأردن، لهذا تضمن خطابه مجموعة رسائل محددة وجامعة للمشهد الفلسطيني.
وأهم رسائله تمثلت بأن حماس حركة وطنية أولاً وأخيراً، تُعلي مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته وتركز عليها دون سواها، وأن تنازلاتها الواعية في التخلص من السلطة والحكومة تأتي في إطار، تمسكها بثوابت شعبها ومتطلبات الصراع وحقها في المقاومة والكفاح المسلح، وأن هذه التنازلات فلسطينية داخلية لاستثمارها في مواجهة التحديات المقبلة، وأن الحركة لن تسمح باستغلال الحالة الجديدة لتقديم أي تنازل وطني أمام الاحتلال.
أراد السيد مشعل في خطابه أيضاً إقرار محددات المشهد الفلسطيني ما بعد المصالحة، وترتيب الأوراق الهامة والشائكة داخلياً حيث الوحدة والشراكة والعمل المتكامل، وخارجياً مع البيئة العربية وصورة العلاقة وواقع الإقليم المتفجر. وقد أجمل في نهاية كلمته ثلاثة توضيحات هامة لمجموعة قوى عربية وإسلامية وإن لم يسمهم بالاسم واكتفى بالإشارة لهم بشكل ذكي، الأول للنظام المصري حيث أكد على استحالة تدخل الحركة بالواقع المصري الداخلي، والثاني قدم شكراً واضحاً للجمهورية الإيرانية وحلفائها في المنطقة على دعمهم للمقاومة بالسلاح والذخائر، والثالث شكر تركيا وقطر على ما يوفرانه من دعمٍ سياسيٍ ومعنويٍ وإعلامي للمقاومة والقضية الفلسطينية.
يُحسب للسيد خالد مشعل ولحركة حماس الإقبال والجدية والصدق في التوجه للمصالحة، وأتمنى ألا يفسر هذا الحرص والإقبال الحمساوي على أنه لحظة ضعف أو تراجع، فمن واجه التحديات سبع سنوات متتالية، ورسخ وجوده إقليمياً وعلى أرض الوطن، هو اليوم أقدر على مواجهة التحديات وتجاوزها بأقل الخسائر.
حركة حماس ليست مأزومة بقدر أزمة الوطن، فقضيتنا تعيش أعقد مراحلها وأخطرها على الإطلاق، واستمرار الانقسام والتصارع هو نكبة حقيقية لشعبنا توازي نكبته الأم، لهذا على الإخوة في حركة فتح والنظام المصري إدراك حساسية اللحظة وعواقبها، وعليهم التعامل وفق هذا المعطى، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حماس تمتلك من أوراق القوة ما يجعلها عنصر استقرار في المنطقة، فمن خاض حربين كبيرتين ضاريتين مع الاحتلال هو الأقدر اليوم على الذهاب لأبعد من ذلك بكثير.
أتمنى أن يلتقط الجميع إشارات قائد حماس الإيجابية والتي تفتح الباب واسعاً لأداءٍ سياسيٍ جديدٍ لشعبنا ومقاومتنا يقوم على تكامل الجهود الفلسطينية والتعالي على الجراح، والتجمع حول هدفٍ واحد بأساليب متكاملة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن
المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...

الصحة: ما يتوفر من وقود في مستشفيات غزة يكفي 3 أيام فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال الاسرائيلي يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود...

مجزرة دامية .. استشهاد 10 مواطنين بقصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان يونس
خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأحد- مجزرة دموية بعدما استهدفت خيام النازحين في منطقة العطار في مواصي خان...

الداخلية بغزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية لتأمين الجبهة الداخلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية، اليوم الأحد، أن وزارة الداخلية في قطاع غزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية على غرار القوة التي تأسست عام...