الإثنين 12/مايو/2025

في ذكرى النكبة.. مخيم جبرين يقف شاهداً على الجريمة الأبشع في التاريخ

في ذكرى النكبة.. مخيم جبرين يقف شاهداً على الجريمة الأبشع في التاريخ

يحيي الشعب الفلسطيني في هذه الأيام ذكرى أليمة كان اللجوء والتشرد أبرز نتائجها ليتحدث بعض من بقوا أحياء عن لحظات تاريخية فاصلة في حياة شعبٍ كُتب عليه العذاب والألم بعدما كان يعيش في وطن ٍ تكالبت عليه قوى الشر والطغيان ليعطوا بقتضى وعدٍ زائفٍ أرضاً لا يملكوها لمن لا يستحق.

مخيم جبرين أحد مخيمات اللجوء في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة يقف اليوم في الذكرى السادسة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني شاهداً على ظلم وجور حل بشعبٍ خذلته جيوش ودول.

قدمنا إلى المخيم، نجوب زقاقه ونتحدث إلى معمريه عن لحظات لا تسقط من الذاكرة، ولا تغيب من المخيلة ونتداول الأمل بعودة قريبة للديار.

مخيم باسم القرية

في مخيم بيت جبرين للاجئين الفلسطينيين بمدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، حيث تجمّع المُهجرون الفلسطينيون عن قراهم جنوب غرب القدس، وشمال غرب الخليل، والتي كان أبرزها قرية “بيت جبرين” والتي سُميّ المخيم باسمها.

يقع المخيم الموجود في مدخل مدينة بيت لحم، تبلغ مساحته 20 دونماً فقط، ويقطنه حوالي 1800 نسمة، ويعتبر من المخيمات الصغيرة جداً في المساحة والمكتظة بالسكان سكان المخيم جميعهم هُجروا من قرى بيت جبرين، وبيت نتيف، وزكريا، وعلار، لكن الأغلبية من بيت جبرين. 

يقول أبو محمد أحد النشطاء السياسيين في المخيم لـمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “العودة شعار الجميع هنا ولن نستغني عنه، ولن نقبل البديل، أقبل بخيمة في بيت جبرين على عمارة في بيت لحم..!”.

بدأت الحياة في المخيم ببساطة وبدائية، وما زالت أزقته حتى اليوم تحتفظ بكثير من هذه البدائية بعد ستة وستين عاماً على ذكرى النكبة. اليوم نجوب الزقاق ونتحدث مع المُعمّرين هناك عن تلك اللحظات التاريخية التي شيدت مأساة اللجوء، و عن أمل في عودة قريبة للديار.

تفاصيل مؤلمة

أكملنا المسير في أزقة المخيم التي تضيق بالسائلين، وتمتلئ بأحلام الطفولة المهجرة، بحثاً عمن يُعيد أمامنا اللحظات الأولى للتقتيل و التشريد. وجدنا ضالتنا في الحاج ” أبو وائل زبون ” من قرية علار جنوب غرب القدس، والتي هجّر منها الفلسطينيون عام 1948م.

مازال أبو وائل يتذكر تفاصيل الألم ودهاليز المؤامرة حيث ترك البلاد عندما كان طالباُ في المدرسة يبلغ من العمر خمسة عشر ربيعاً.

يقول الحاج ” كانت المعركة شديدة .. ولو ظلت على الجهاد كان إحنا الفلسطينية ما طلعنا من البلاد، هيّ مؤامرة..؟! هيّ خيانة..؟! الله أعلم”؛ يتساءل متألما، ثم يضيف: “كانت علار كل خمسة أو ستة فيها يشتروا سلاح، وكانوا العرب يصادروه”.

ليس أبو وائل إلا واحدا من المعمرين الذين بدأ عددهم بالتقهقر، يجوب المخيم على كرسيه المتحرك في كل يوم خمس مرات للصلاة، ليبقى الألم شاخصاً في كل لحظة مع إيمان عميق بعودة قريبة للديار. 

لتكون “النكبة” المصطلح الذي يختصر لغة كاملة، في أبجديتها ومفرداتها، ويُؤرخ مأساة المسير الأكثر حزناً، من ديار الخير ورائحة البحر، إلى خيام المهجر، يرسم خلالها تراجيديا وجع، ألم، وضياع، في كل خطوة بُعدٍ عن بلداتهم الأصلية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات