عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

أم أحمد خديش.. زيتونة فلسطينية تجسد ألم النكبة

أم أحمد خديش.. زيتونة فلسطينية تجسد ألم النكبة

66 عاما، مرت على نكبة الشعب الفلسطيني تغيرت فيها خريطة العالم، لكنها لم تغير أو تضعف من حنين الحاجة أم أحمد خديش لمسقط رأسها في قرية إجزم قضاء حيفا، التي تركتها مُكرهة طفلة صغيرة.

إنها زهدية حمودة خديش، زيتونة فلسطين الرومية، وأيقونة حق العودة المنقوشة على صفحات التاريخ.. تجاعيد وجهها تحكي للأجيال القادمة معاناة 66 عاما من اللجوء والتشرد.. وثوبها المطرز يروي مسيرة اللجوء من إجزم إلى خيام اللاجئين في مخيم بلاطة.

أمل العودة

كانت زهدية في العاشرة من عمرها عندما اقتحمت العصابات الصهيونية قريتها ليلا، وأجبرت سكان القرية على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح، وتقول الحاجة أم أحمد لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “هجموا علينا بالليل، ووضعوا السلاح في وجوهنا وأخرجونا بالقوة، وأركبونا السيارات، ونقلونا إلى مرج ابن عامر”.

وتضيف والدموع تترقرق في عينيها: “خرجنا بملابسنا ولم نأخذ معنا سوى ملابسنا التي نرتديها ومفاتيح منازلنا على أمل العودة بعد أيام، ولا زلنا نحمل المفاتيح لأننا نؤمن بأننا سنعود في يوم من الأيام بقوة الله”.

وتشير أم أحمد إلى أنها زارت قبل عدة سنوات مسقط رأسها، وشاهدت منزل عائلتها الذي يسكنه الآن محتلون صهاينة، وتقول: “بكيت عندما زرت بيت عائلتي.. لم أحتمل أن أرى بيتي الذي نشأت فيه وعشت فيه طفولتي يسكنه غرباء.. تحسرت على بلدي وعلى الأرض وعلى الشجر.. الأرض كانت بالنسبة لنا هي كل شيء، وكل غذائنا من تلك الأرض”.

ولا تبدي أم أحمد أي أمل بنجاح المفاوضات مع الكيان الصهيوني للرجوع إلى أرض آبائها وأجدادها، وترى بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وتقول: “سنظل متمسكين بحق العودة، وسنظل نطالب بحقنا إلى أن نرجع يوما ما”.

سنوات اللجوء

أم أحمد التي أنجبت عشرة أبناء، عاشت سنوات صعبة في بدايات اللجوء، وما زالت حتى اليوم تدفع ضريبة الانتماء لهذا الوطن وتقدم التضحيات تلو التضحيات كغيرها من نساء فلسطين، وتقول: “عشنا أياما صعبة في بداية اللجوء، وأذكر أنني بقيت عدة شهور بنفس الملابس التي خرجت بها من إجزم”.

وجع النكبة والإحساس بالظلم ترك أثره على شخصية أم أحمد فصنع منها امرأة فولاذية صلبة المراس، وعلى مدار عشرات السنين كان لها صولات وجولات في المواجهات مع الاحتلال، وفي المظاهرات والاعتصامات، حتى باتت “أشهر من نار على علم”، ولعبت أدوارا عدة منذ اللجوء وحتى الآن، فشاركت في شبابها بعشرات المظاهرات ضد الاحتلال وممارساته، ونجحت بتخليص مئات الشبان من أسر الجنود، وكانت تضمد جراح المصابين بمنديلها، وتزغرد في مواكب الشهداء.

عائلة أم أحمد هي من العائلات الفلسطينية التي نالت من أذى الاحتلال وعدوانه، وقدمت الكثير من التضحيات، ونالت الاعتقالات من معظم أفرادها، لكن أقسى تلك الاعتقالات هو اعتقال ابنها خالد عام 2003، والذي يقضي حكما بالسجن المؤبد.

وتختم قائلة: “أملى في هذه الحياة أن أرى ابني خالد حرا طليقا مع إخوانه الأسرى، وأن أعود الى بلدي وبيت عائلتي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...