الثلاثاء 13/مايو/2025

أم الخير.. خربة يكتوي سكانها بالاستيطان ومنع البناء

أم الخير.. خربة يكتوي سكانها بالاستيطان ومنع البناء

يكتوّي سكّان خربة أمّ الخير المحاذية لمستوطنة (كرمئيل) جنوب شرق يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة من الاستيطان الذي ينهش أراضيها، سيما بعد أن تسلموا قرارا يقضي بعدم البناء.

أربع قرى بدوية في مسافر يطا تعيش حالة شبيهة بأم الخير ففي عام 1964 سكنت عائلة الهذالين خربة أم الخير قبل أن تعرف الأرض شيئا عن الاستيطان.

معاناة أهل الخربة ومضايقات الاحتلال ينقلها “المركز الفلسطيني للإعلام” عبر حديثه مع سكان المنطقة.

معاناة بلا وصف

“بيوتنا لا تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء”، حديث للحاجة مريم الهذالين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، قائلة: “الاحتلال يمنعنا من البناء ويهدم بيوتنا التي نسترق بناءها حتى لو كانت من الصفيح أو بيوت الشعر.

ولفتت إلى أن منازلهم الحالية لا يستطيعون النوم فيها في الشتاء لأنها لا تقيهم من الأمطار، بل يقومون بتغطية أنفسهم بشوادر النايلون لتقيهم الماء المتساقط من السقف وفي الصيف تكون حارّة جدا مثل البيوت البلاستيكيّة لا نستطيع البقاء فيها أكثر من ساعة.

 وفندت الحاجة مريم صعوبة الحياة  بمضايقات المغتصبين القريبين من الخربة، حيث يتعرضون لضرب الأحجار والمولوتوف في بعض الأحيان، وكثيرا ما تتعرض محاصيلنا الزراعية للحرق والتخريب وخلع أشتال اللوزيات والزيتون والسرو التي نزرعها.

 فالاحتلال يمنع المواطنين من بناء منازل إسمنتية تقيهم برد الشتاء وحر الصيف حيث يسكن أكثر من ثمانية وعشرين أسرة من عائلة الهذالين في الخربة البدويّة.
 صمود رغم العدم

 أمتار قليلة تفصل بيوت المغتصبين الفاخرة عن منازل الفلسطينيين المتواضعة، في هذه المنطقة التي يصر سكانها على العيش حياة الكفاف متحملين نار الاستيطان والتضييق للحفاظ على أراضيهم المهددة بالابتلاع لصالح المغتصبة الصهيونية المجاورة.

وذكر الشيخ إبراهيم الهذالين وهو المتحدث باسم السكان: أن حمّى الملاحقة تطاردنا فالبناء الآن ممنوع، وجل الناس يعيشون في بيوت شعر وبيوت الصفيح الباردة في الليل والحارّة في النهار.

ويلفت إلى أن الاحتلال يتعمد بشكل دوري اقتحام الخربة برفقة الإدارة المدنية واستفزاز المواطنين وتنغيص حياتهم، مشيرا إلى أنه تم هدم أكثر من 12 بيت شعر وبيت صفيحي وإخطارها بعدم البناء وغرامة مالية بقيمة 500 دينار.

ويشير الهذالين إلى أن السكان هنا رغم الألم والمضايقات التي يكتوون بها ما زالوا متعلقين بقشة الحياة ويعيشون يومهم بأمل الحل والمستقبل المشرق للغد.

الطابون المحاصر

قامت قوات الاحتلال بمنع سكان الخربة  من استخدام طابون وحيد يخدم ثلاثين نفرا من عائلة الهذالين القاطنين في أقرب نقطة للمستوطنة.

وأوضح إبراهيم الهذالين أنّ قوّة عسكرية من جيش الاحتلال داهمت المنطقة برفقة ضبّاط من الإدارة المدنية وأبلغت السّكان بشكل نهائي بمنعهم من إعادة إشعال الطابون الذي تخبز به العائلات الفلسطينية القاطنة بالمنطقة، لافتا إلى أنّ هذا الطابون هو المكان الوحيد الذي يتمكّن فيه السكّان من إنتاج الخبز.

وأشار إلى أنّ تهديدات الاحتلال للسّكان تأتي بزعم أنّ الطابون يصدر الأدخنة ويزعج المستوطنين القاطنين في المستوطنة المجاورة.

وتكتوي عشرات الأسر البدوية من عائلة الهذالين بإجراءات الاحتلال وهجمات المغتصبين في محاولة لتهجير السّكان من أراضيهم وتوسعة حدود المستوطنة على حساب أراضي الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات