الثلاثاء 13/مايو/2025

اليونان والكيان الصهيوني: 4 سنوات من التقارب في ميزان الربح والخسارة

اليونان والكيان الصهيوني: 4 سنوات من التقارب في ميزان الربح والخسارة

يذكر المؤرخ الإسرائيلي أميقام نحماني في كتابه “إسرائيل، تركيا واليونان. علاقات مضطربة في شرق المتوسط” أنه لما أصيبت جزيرة كيفالونيا اليونانية بزلزال هائل عام 1953، هرع الأسطول الذي كان يبحر في المنطقة في سفر تدريبي لتقديم المساعدة للسكان، وقدم فعلاً مساعدة نوعية لهم.وعند وصول الأسطول لمرفأ بيريه، وجد حفاوة شعبية مقابل برود رسمي مقصود. نحماني يذكر هذه القضية وقضايا أخرى في سياق عتب إسرائيلي على اليونان لأنها تاريخياً وقفت إلى جانب العرب ولم تقبل التقرب من إسرائيل رغم المحاولات المتكررة من الأخيرة.
أثينا انحازت الى العرب بشأن القضية الفلسطينية بسبب جاليتها الكبيرة في مصر، والتعهدات التي منحت للشركات اليونانية في العالم العربي، كما أن أندرياس باباندريو وقف موقفاً صلباً تجاه غزو إسرائيل لبيروت عام 1982 واستطاع استصدار إدانات من السوق الأوروبية المشتركة لإسرائيل، إضافة إلى إرساله سفناً يونانية لإجلاء مقاتلي منظمة التحرير من بيروت. طبعاً لا يعني هذا انتفاء أي علاقات أو تعاون بين أثينا وتل أبيب خصوصاً في المجال الأمني.
وتشاء الأقدار أن يكون جورج باباندريو، ابن باباندريو ووريثه السياسي، قاد التقارب مع إسرائيل عام 2010. كان ثمة شعور بضرورة تبرير هذا الانعطاف الكبير في سياسة اليونان الخارجية، وقد وجد باباندريو الابن المخرج في نظرية جديدة مفادها بأن اليونان لا بدّ أن تتقرب من كلا الطرفين حتى تكون وسيطاً مقبولاً في المفاوضات.
اليوم، بعد مرور أربع سنوات على التقارب، يتولى كثير من الكتاب اليونانيين عملية البكاء على الفرص الضائعة في علاقات أثينا وتل أبيب، من تعاون في مجال الطاقة إلى مجال التقنية والزراعة وتحلية المياه وغيرها.
قبل أيام كتب الصحافي نيكولاس ميليتيس مقالاً ندب فيه حظ اليونان العاثر، معتبراً أن قبرص تستفيد حالياً من بــــركات التعاون مع إسرائيل وأنه طالما أن أثينا غارقة في نظرياتها بحثاً عن حـــلفاء كونيين، فسوف تسعى تل أبيب لإيجاد لاعبين آخرين أكثر مسؤولية.
عن المسألة قال عارف العبيد، أستاذ العلاقات السياسية في جامعة بانديون للعلوم السياسية لـ “الحياة” إن علاقات أُثينا وتل أبيب تعود الى فترة الخمسينات، ولكن منذ العام 2010 بدأت مرحلة جديدة بين الطرفين نتيجة للظروف الصعبة لكليهما. فمن جهة بدأت الأزمة الاقتصادية في اليونان مع أبعادها السياسية الدولية وحاجة اليونان لداعمين ومستثمرين، وتدرك الأخيرة دور اللوبي اليهودي في البنوك العالمية ومؤسسات التقييم السيادي العالمية. ومن جهة أخرى كانت إسرائيل في حالة انعزال مطلق من قبل الدول الإقليمية وتحديداً تركيا، فأصبحت أثينا مفتاح البلقان بالنسبة لإسرائيل. لكن بعد مرور أربعة أعوام نجد بأن حجم العلاقات بين البلدين لا يعبر عن الطموحات والأحلام المنتظرة. فالاستثمارات الإسرائيلية ما زالت محدودة والتعاون العسكري مازال محصوراً في معاهدات ثنائية ولم يتطور الى تعاون استراتيجي رغم محاولات أثينا المبذولة في هذا الشأن بهدف مواجهة تركيا.
المحلل الاستراتيجي اليوناني إيفريبيذيس تساكيريذيس اعتبر في تصريحات إلى «الحياة» أن العلاقات بين البلدين تستند إلى تعاون واقعي يمتد لفترة طويلة، وهي اليوم في مرحلة جيدة جداً، متوقعاً أن تتقدم في كل المجالات. وقال إن التعاون في نقل الغاز الطبيعي سيرتبط بمسيرة سعر البيع في أوروبا وهامش الربح الذي سيضمنه للأطراف ذات الصلة. وقال إنه من المتوقع أن يكون هناك تعاون في موضوعات استراتيجية وأمنية، مثل حماية نظام التنقيب وتوزيع الغاز الطبيعي ومراقبة المناطق البحرية. واعتبر تساكيريذيس أن هدف هذه العلاقة هو خدمة المصالح المشتركة للبلدين ولا علاقة للموضوع بعزل تركيا.
القناة العبرية الثانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات