الإثنين 01/يوليو/2024

دلالات تقدم الكتلة الاسلامية – قراءة تحليلية ونقدية

دلالات تقدم الكتلة الاسلامية – قراءة تحليلية ونقدية

من الواضح أن نظرة بسيطة على نتائج الانتخابات في الجامعات الفلسطينية في السنوات الثلاث الماضية ومنها جامعة الخليل. توحي بتقدم ملحوظ ( سنويا ) لصالح الكتلة الإسلامية التي كانت محظورة طيلة سنوات الانقسام التي سبقت اول مشاركة لها في الانتخابات الجامعية. علما ان جامعة الخليل ومدينة الخليل محسوبة تاريخيا على الحركة الاسلامية طلابيا وتشريعيا ونقابيا وقد كان يطلق عليه ( مدينة حماس ). ونستطيع قراءة نتائج الانتخابات في جامعة الخليل وفق الاسباب التالية:

1-هذا التقدم ليس خارجا عن السياق الموضوعي والسياسي والتركيب الفصائلي لمدينة ومجتمع مدينة الخليل واقليمها. المحسوب تاريخيا على حركة حماس التي حصدت كامل مقاعد المجلس التشريعي في المحافظة عام 2006. علما ان هذه الجامعة منذ الثمانينيات كانت محسومة لصالح الكتلة الاسلامية. ولم تتقدم فيها كتل منظمة التحرير الا بعد الانقسام واقصاء الكتلة الاسلامية عن الساحة بالمطلق.

2- ان هذه النتائج تشير الى عودة تدريجية لشعبية الحركة الاسلامية الى صورتها الحقيقية كما هي على ارض الواقع في ظل انتخابات تتراجع فيها حدة تدخل الأجهزة الأمنية في العملية الانتخابية برمتها. من حيث التوقيت والتخطيط والاشراف والتمويل.

3- ان الواقع السياسي ونتائج الانتخابات الطلابية في العامين الفائتين تؤكد ان نتائج وحصاد الكتلة الاسلامية في الجامعات تتناسب تناسبا عكسيا مع درجة تدخل الاجهزة الامنية في العملية الانتخابية ( ترهيبا وترغيبا ). فكلما ترجع المنهج الامني في التعامل مع الجامعات تقدمت الكتل الاسلامية في الانتخابات. وهذا ما تؤكده الحقائق السياسية والسوسيولوجية في فلسطين وسائر النظم العربية وبلدان الربيع العربي. فحيثما وجدت الحرية تتقدم التيارات الاسلامية والإخوان على وجه الخصوص.

4- من الواضح ان تراجع تدخل الاجهزة الامنية في الانتخابات في العامين السابقين ( نسبيا ) حصدت الكتلة الاسلامية نتائجه تقدما ملحوظا في الانتخابات. رغم حملات الاعتقالات التي استهدفت شرائح الطلبة والاسرى المحررين على وجه الخصوص.

5- من المؤكد ان النتائج تشير وتؤكد على صوابية نهج المشاركة ( رغم النتائج المتواضعة في العامين السابقين ) لانها كسرت حاجز الرعب والخوف الذي صنعته الاجهزة الامنية لنفسها جراء سياسات التعذيب الممنهج. وسياسة الاقتلاع والاقصاء الكلي للحركة الاسلامية واذرعها في مختلف المجالات في الضفة الغربية. ويعكس احيانا تقدم شرائح الشباب والطلبة في الحركة الاسلامية في الرؤية السياسية على قياداتهم الذين استهوتهم سياسة الميل الى الانكفاء بحجة حماية الذات. وهذا ما يستدعي فسح مجالات اوسع في القيادة للشباب والمراة في صفوف التيار الاسلامي بالمجمل. مما سيخدم مستقبل الحركة. فقاعدة الشباب والمرأة تشكل غالبية جسم التيار الإسلامي واقل شرائحه تمثيلا في الهرمية القيادية بمستوياتها المختلفة.

6- ان ملف الفساد الذي تم كشفه في مؤسسات السلطة وتحدث عنه اعلى مستويات الهرم السياسي. وملف دحلان والاغتيالات المنسوبة اليه وتبادل الاتهامات بين معسكري السلطة ضرب مصداقية السلطة شعبيا الى حد كبير وهذا ما أكد عليه العديد من المحللين السياسيين.

7- ومن اسباب تقدم الكتلة الاسلامية ايضا.وصول طريق المفاوضات ( خيار السلطة الوحيد الاوحد ) الى الحائط والى طريق مسدود. مما ترك اثرا مباشرا على الحركة الطلابية والشبابية الفلسطينية التي تمثل باروميتر الحركة الوطنية الفلسطينية واتجاهاتها وخياراتها المستقبلية.

8- مما خدم الكتلة الاسلامية ايضا تزامن التوقيع على المصالحة مع اجراء الانتخابات. مما افقد كتلة الشبيبة الطلابية ( الذراع الطلابي لحركة فتح. ورقة كانت تستغل لصالحها دائما قبل المصالحة.

9- ومن الواضح انم الكتلة الاسلامية والحركة الاسلامية قد تجاوزتا عنق الزجاجة التي حشرتا بها في سنوات الانقسام رغم حالة الملاحقة والتضييق التي مورست ( وما زالت ) ضدها من قبل الاحتلال والسلطة معا.

10 وفي هذا السياق يأتي تاجيل الانتخابات الطلابية في جامعة النجاح بضغوط هائلة مورست من مؤسسات السلطة السياسية والامنية خوفا من ردود فعل وانعكاسات كل الملفات سالفة الذكر على نتائج الانتخابات ( المتوقعة ) في كبرى جامعات الوطن. والتي تعتبر مؤشرا على شعبية القوى والفصائل على مستوى الوطن وتراقب نتائجها من مختلف القوى السياسية الوطنية والاسلامية والقوى الاقليمية والدولية..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات