عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

الأقمار الصناعية الصهيونية جزء من منظومة الاستخبارات لرصد تطورات المنطقةودعم جاه

الأقمار الصناعية الصهيونية جزء من منظومة الاستخبارات لرصد تطورات المنطقةودعم جاه

اعتبرت محافل عسكرية واستخبارية صهيونية إطلاق القمر “أوفك 10” لفضاء الكرة الأرضية في الأيام الأخيرة إنجازاً تاريخياً في قدرات “إسرائيل” الأمنية والإستراتيجية، لأنه ينضم لمنظومة 17 قمراً اصطناعياً أطلقتها الصناعات الجوية للفضاء الخارجي، مما يضعها على رأس قائمة دول العالم التي لديها القدرات والإمكانيات للسيطرة والتحكم في الوقت ذاته بالفضاء واليابسة والبحر.
وأضافت: سيكون بإمكان “أوفك 10″ ويزن 330 كغم، وكلف عشرات ملايين الدولارات، أن يدور حول الكرة الأرضية على ارتفاع يتراوح بين 400-600 كم، وبث الصور الواضحة جدا، وتزويد القاعدة الفضائية الصهيونية بالمعلومات الاستخباراتية بشكل دقيق، وتوجيهه في اللحظة ذاتها لجمع المعلومات والتصوير والتعقب بأكثر من هدف، ورصد التحركات بعدة مواقع، مما يجعله نقطة تحول وعلامة فارقة بالنسبة لـ”إسرائيل” بكل ما يتعلق بتجارب علم الفضاء.
وأشار المراسل العسكري الصهيوني “يوفال زيتون” أن هذا الانعطاف الصهيوني والاهتمام بالفضاء الخارجي جاء نتيجة عقود من البحث العلمي، وتأهيل القدرات والكوادر، واحتضان الأدمغة، وتطوير القدرات الهندسية والتكنولوجية بالجامعات ومراكز الأبحاث، مما أسهم في إطلاق العديد من الأقمار الصناعية للتجسس والأغراض الأمنية والعسكرية، وتكون من تطوير وابتكار ذاتي في “إسرائيل”.
وأضاف: خصصت منظومة الأقمار الاصطناعية التي يتم استحداثها وتطويرها واستبدالها بشكل دوري، للاتصالات والأغراض المدنية والبحث العلمي والتجسس وأهداف الاستخبارات الأمنية والعسكرية، لتنضم للترسانة العسكرية والتفوق النوعي لسلاح الطيران الصهيوني.
كما أن القمر الأخير “أوفك 10”  يعتبر المنظومة الأخيرة والطراز المستحدث والمتطور في مجال الرصد الاستخباراتي، وجمع المعلومات في إطار شبكة الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها “إسرائيل” للفضاء الخارجي خلال 3 عقود، مرجحاً أن هذا القمر المتميز بسرعته ومرونته، وقدرته على التكيف والمناورة، سيمكن تل أبيب من التفوق والريادة، بكل ما يتعلق بجمع المعلومات.
كما أن هذا القمر سيمنح “إسرائيل” القدرة على التقاط الصور المتعددة والمتنوعة لفضاء الشرق الأوسط، ويشكل تعزيزا جوهريا للرصد والمراقبة بفضل منظومة أجهزة الرادارات التي تمنحه القدرة على التعقب الاستخباراتي العسكري والمدني لموقع الهدف بكل الظروف حتى بأحوال الطقس الرديئة.

•التفوق الاستخباري
فيما أقر الباحث الصهيوني بالاستخبارات العسكرية بالشرق الأوسط “آفي ميلاميد” أن منظومة الأقمار الاصطناعية و”أوفك 10″ على وجه الخصوص تمنح “إسرائيل” التفوق التكنولوجي والاستخباراتي في الشرق الأوسط والعالم، إذ تعتبر هذه الابتكارات جزءا لا يتجزأ من الإمكانيات المتنوعة والآليات المتعددة التي بحوزتها لمواجهة التحديات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية.
وأضاف: “أوفك 10” سيعزز الإمكانيات والقدرة الصهيونية الاستخباراتية في ظل الظروف الإقليمية الحالية، والدول العربية تعي جيدا هذه الحقيقة، ورغم ذلك فلا يتوقع أن تؤدي المنظومة التكنولوجية للأقمار الاصطناعية لانعكاس سلبي على علاقات تل أبيب بدول الجوار وحتى البعيدة.
وأوضح أن بعض الدول العربية التي لديها تحفظات على المشروع النووي الإيراني، وتلتقي مصالحها مع “إسرائيل” بهذا الملف، ستبدي نوعا من الرضا لهذا التفوق الصهيوني، خاصة وأن هناك تعاونا وتنسيقا بين تل أبيب وبعض العواصم العربية لمواجهة التحدي الإيراني، وبالتالي سيكون للأقمار الاصطناعية تأثير إيجابي على العلاقات الإقليمية بأهداف محددة.
ولفت إلى أن منظومة الأقمار الاصطناعية الصهيونية تنضم لسلاح الطيران الذي يقوم بتدريبات عالمية وإقليمية ذات نوع إستراتيجي، بجانب تعزيز الترسانة العسكرية، ومواصلة الابتكارات الأمنية وصناعات التكنولوجيا لتلتقي فيما بينها لتشكل معا قوة الردع الهجومية والاستخباراتية، ليساهم ذلك بتدعيم الإمكانيات العسكرية الإستراتيجية.
فيما ربط “تال بافيل” مدير معهد “ميدل ليسترنيت” لأبحاث الإنترنت والتهديدات الإستراتيجية بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي، بين التهديدات والهجمات التي تواجه “إسرائيل” على الشبكة العنكبوتية والعالم الافتراضي، وبين تطويرها لمنظومة الأقمار الاصطناعية ومن ضمنها “أوفك 10” لمواجهة هذه التحديات المتنامية بظل المتغيرات الإقليمية والصراع بالشرق الأوسط الذي يأخذ مناحي غير تقليدية.
وأضاف: “إسرائيل” تتمتع بتفوق نوعي بكافة المجالات الجوية والأرضية والبحرية، وباتت بحاجة لإثبات حضورها في مجال الفضاء الخارجي ليتسنى لها التحصن والسيطرة على زمام الأمور، من خلال الأقمار الاصطناعية متعددة المجالات والاستعمالات والأهداف، ناهيك عن توظيفها للبحث العلمي والسياق المدني، وستساهم كذلك في جاهزية ودعم الوحدات الإلكترونية العسكرية.
مجلة “بمحانيه” العسكرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات