الثلاثاء 13/مايو/2025

عدلي صادق والوفد الرئاسي إلى غزة

د.عصام شاور
في الظروف السياسية المعقدة التي تواجهها الرئاسة الفلسطينية مع المحتل الإسرائيلي كان من المفترض أن يشارك كتاب حركة فتح في الدفاع عن موقف الرئيس وقائد حركتهم بدلاً من تفرغ بعضهم مثل السيد عدلي صادق للتحريض ضد المصالحة الداخلية وضد المشجعين لها.

قبل ثلاثة أيام فقط كتب عدلي صادق مقالاً امتدح فيه صحفيا إسرائيليا يدعى ” جدعون ليفي” وأرسل له عبر مقاله تحية وسلاما استثنائيين _على حد تعبيره_واعترف بأنه حاول منحه الكلمة الرئيسة عن فلسطين بمناسبة إحياء يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في الهند،بعد رسالة المودة التي أرسلها لليهود أرسل أخرى تحمل الكراهية والبغضاء لحماس ولكل من يريد الوحدة الوطنية.

“مصير القضية ومصير الجماعة” هو عنوان مقاله الأخير الذي لم يأت فيه على ذكر القضية الفلسطينية وخصصه للنيل من جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس والمصالحة الداخلية، ونحن لن نرد على اتهامه للجماعة بالجهل في العمل السياسي والجهل في التعامل مع الوقائع المحيطة وأنها حسب ظنه قد انتهى أمرها لأن السيد عدلي يعرف حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين يقودها فكريا كبار علماء الأمة وتضم في صفوفها نخبة المفكرين والمثقفين في الأمتين العربية والإسلامية ،ويعلم أنها تعرضت لمحن مثل الجبال ولم تهتز صفوفها او تتأثر شعبيتها التي تحققت في انتخابات واستفتاءات جرت في دول عربية وإسلامية كثيرة وكذلك فإننا لن ندافع عن حركة حماس أمام كاتب فضل يهوديا يحتل 78% من فلسطين على فلسطيني يختلف معه سياسياً وفكرياً.

ما يهمنا في مقال عدلي صادق هو قوله: لا تغرنها _ أي حماس_ السيطرة على غزة وتخطئ جداً إن صدقت كلام التصالحيين الفتحاويين الذين يغذون عندها الإحساس بالأهمية القصوى وأن مصالحتها مطلوبة بدون اشتراطات دستورية…ففي غزة ينمو تيار ناقم إن سنحت له الفرصة لن يصغي لكلام التصالحيين.

كلام الكاتب والسفير الفلسطيني في الهند اعتراف صريح بوجود تيارين داخل حركة فتح، أحدهم يدعو إلى المصالحة وآخر _ ينتمي إليه عدلي _يدعو إلى استمرار الانقسام، ونلاحظ أن المقال التحريضي جاء مع اقتراب زيارة الوفد الرئاسي لقطاع غزة من أجل المصالحة وهذا مؤشر على أن عدلي صادق يهدف من مقاله المنشور في صحيفة الحياة الجديدة إلى إفشال مهمة الوفد وجهود الرئيس محمود عباس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات