قيادة فلسطينية مثل حجر الصوان

دعوة الدكتور صائب عريقات لم تأت من فراغ، فقد جاءت لاحقة لكتاب استقالته من المفاوضات، الذي بدا وكأنه يعلن براءته عن ممارسة الفاحشة في وضح النهار. لن أسأل عن الأسباب التي أفقدت كبير المفاوضين ثقته بقيادة منظمة التحرير الذي هو أحد أركانها، فقد صارت الأسباب معلومة لكل طفل وامرأة يفكران بشكل سوي، ولكنني أتساءل عن مقدرة المجلس الوطني الفلسطيني على اختيار قيادة جديدة، ولاسيما أن أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني مغيبون عن الحدث، غائبون عن الساحة السياسية، وقد شاخ بعضهم حتى الهلاك، واغترب بعضهم عن الواقع حتى فقد الذاكرة، وصار بعضهم كهنة تاريخية لا يصلح حتى للمشاركة في إبداء الرأي، إضافة إلى أن كثيراً من أعضاء المجلس الوطني هم في الأصل نتاج مرحلة سياسية اعتمدت على التوافق بين التنظيمات، والتراضي بين القيادات، وأنا وغيري شهود على سائق لأحد قادة التنظيمات قد صار عضواً في المجلس الوطني، وآخر عمل حارسا لقائد تنظيم فصار عضواً، ونحن شهود على تلك المرأة التي صارت عضو مجلس وطني لأنها زوجة قائد أحد التنظيمات، وهكذا.
فكيف نضع مصير الشعب الفلسطيني الخارج من تجربة المفاوضات الفاشلة في يد أشخاص لم ينتخبهم الشعب الفلسطيني؟ وكيف نسلم مصير شعب وقضيته للأشخاص ذاتهم الذين قادوا العمل السياسي طوال مراحل الفشل السابقة؟ فكرة استبدال القيادة التي هرمت فكرة رائعة، وفكرة إيجاد البديل القيادي الجديد الذكي النافع القادر الواثق الموزون القوي الأمين فكرة نصلي من أجلها ليل نهار، ولكن هذا البديل لا يمكن أن يفرزه الشكل القديم الذي تأسس عليه المجلس الوطني الفلسطيني.
إن أول مراحل اختيار القيادة هو اصطفاء مجلس وطني فلسطيني جديد، مجلس يغلب عليه الشباب دون الخمسين عاماً، مجلس يحظى بثقة الشعب، ويؤمن بأنه صاحب قضية وطنية، مجلس يصير انتخابه والتوافق عليه من داخل الساحات الفاعلة، على أن تكون أغلبية أعضاء المجلس الوطني من الشخصيات الوطنية والإسلامية الموثوقة، والقوية جسدياً، والسليمة نفسياً، والنقية فكرياً، والقادرة على تحمل مشقة المسئولية بكافة تبعاتها، مثل هذا المجلس هو القادر على أن يفرز قيادة تنفيذية مثل حجر الصوان، لا يخترقها مسمار المخابرات الإسرائيلية، قيادة تتقافز وسط الميادين، وقد حملت روحها على أكفها، قيادة تعيد للشعب الفلسطيني كرامته، وتعزز ثقته بنفسه، وتستنهض قدراته، وتستلهم إمكانياته.
إن شعباً يغتصب الأعداء أرضه، ويحتقرون أبسط حقوقه، ويستقوي الأعداء عليه من خلال التسلط على نخبه السياسية لهو شعب جدير بأن يقلب الطاولة رأساً على عقب، وأن يختار قيادته بشكل استثنائي، بعد أن يتمرد على التقليدية. إن تحقق ذلك؛ لا بأس من كتاب شكر لأعضاء المجلس الوطني الذين اجتمعوا آخر مرة في قاعة رشاد الشوا سنة 1998، وصفقوا حتى الكلل للرئيس الأمريكي بيل كلنتون.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...