هذا ما حصل لي!

أسامة نايف الشوامرة 28 عاماً من مدينة الخليل متهم من قبل أجهزة الأمن باختراق حساب “فيسبوك”، حيث تم استدعاؤه بكامل قواه الجسدية والنفسية، وبعد ثلاثة أيام خرج على كرسي متحرك يعاني من إعاقة بفعل التعذيب الذي تعرض له.

الاعترافات المسجلة التي أذاعتها مؤسسة الحق لحقوق الإنسان تحت عنوان “هذا ما حدث لي”، خطوة جريئة تظهر وتؤكد بالرهان والدليل حجم التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في سجون السلطة هناك، وتبين أن التعذيب هو سياسة ممنهجة تمارسها الأجهزة الأمنية ، قد يكون ذاته الشرح عن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون السياسيون، بل يكاد ذاته الذي تعرض له القيادي في حماس نزيه أبو عون الذي أفرج عنه قبل أيام بعد اعتقال لمدة شهر داخل زنازين الأجهزة الأمنية.

التعذيب في هذه الحالة موثق على لسان مواطن جريء تبثه مؤسسة حقوقية سبق لها أن حذرت من أن الأجهزة الأمنية تقوم بعمليات اعتقال تعسفي وسياسي لعشرات المواطنين في الضفة الغربية وتصادر أموال المؤسسات الخيرية والجمعيات الإنسانية، وهو ذاته الموقف الذي صدر عن المنظمة العربية التي طالبت دول الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخّل لإنقاذ حياة المعتقلين الذين يتم تعذيبهم في سجون السلطة ولا سيما سجن أريحا.

الهيئة الفلسطينية لحقوق الإنسان تلقت خلال الأشهر الأخيرة نبأ مواصلة الأجهزة الأمنية في الضفة الاستيلاء على أموال المواطنين دون حكم قضائي، وشكاوى أخرى عن انتهاك بعض الحقوق كالاعتداء على حرية الرأي والتعبير والإعلام والتجمع السلمي والحريات الأكاديمية والاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة.

عزيزي الحقوقي والمثقف والداعي لحقوق الإنسان أنت مدعو للاستماع إلى تسجيل شهادة المعذب أسامة وتخيل أن ذلك هو حال ما يقارب 700 معتقل سياسي في الضفة الغربية معتقلون فقط لانتمائهم للمقاومة وهو ما يدفع المقاومين إلى تفضيل الشهادة على تسليم أنفسهم للسلطة كما حدث مع الشهيد حمزة أبو الهيجا.

ولا تنسَ أن تستمع إلى شهادة حمزة حول ممارسات التعذيب التي تمارسها السلطة ضد المعارضين وأضف لها تقارير حقوق الإنسان، لعل ذلك يوقظ المشاعر لدى البعض الذين يقيمون مؤتمرات دراسية ممولة أوروبياً وينفذون أجندة لبعض الفصائل السياسية التي تتخذ من التطبيع منهجاً وتقوم على مبدأ إقصاء المقاومة والفصائل التي تتبنى المقاومة، كما هو الحال في مؤتمر عقد تقوم فكرته على تسويق المقاومة الشعبية واستبعاد الأصوات التي تتبنى المقاومة المسلحة التي انتهجها الشعب الفلسطيني على مدار تاريخه، ولعل المؤتمرين بحاجة لأن يستمعوا جيداً إلى شهادة أسامة ليتعرفوا عن أي نظام يراد بناؤه، وهم ذاتهم بحاجة لأن يعيدوا تقييم مواقفهم بعيداً عن النظر بعين الممول الأمريكي والأوروبي.