الرئيس عباس وباب الخروج

حالتنا الفلسطينية أيضاً تبحث عن بابٍ للخروج من الأزمة والورطة المستعصية، خصوصاً أن الرئيس محمود عباس لا يتصف بجرأة ياسر عرفات وإقدامه واستعداده للاعتراف بفشل الطريق وشجاعة تغييره ولو أدى (لشهيد شهيد شهيد). لهذا ما زال عباس يناور في المساحة الضيقة لينجو من مصير أبي عمار، إلا أنه أيضاً ليس بالسوء الذي يقبل المعروض أو أن يستمر في إعطاء الفرصة الزمنية لحكومة نتنياهو لتكمل مشاريع التهويد وقضم الأراضي، والسيطرة على غور الأردن والمقدسات.
يدرك الرئيس محمود عباس أن وضعه السياسي في الضفة الغربية أخطر من وضع عرفات بمراحل، بسبب الانقسام من جهة، وتركيبة الأجهزة الأمنية غير المسيطر عليها في الضفة، فهناك نفوذٌ ميدانيٌ لضباط الأمن، يفوق نفوذ عباس نفسه، وهم من يصولون ويجولون في الضفة المحتلة ويقررون سياستها وعلاقتها مع الاحتلال.
لهذا ما تشهده الضفة المحتلة من اعتقالات لقيادات وكوادر حركة حماس قد لا تكون برضا الرئيس عباس، إلا أنه لا يفعل شيئاً لمنعها أو الحد من توسعها، لهذا يبدو مشهد السلطة متضاربا ومزدوجا.
حركة حماس لن تجازف بدعم الرئيس عباس قبل أن يدعم نفسه بالعودة لأصول اللعبة الفلسطينية، والسماح للمجلس التشريعي المنتخب بأخذ دوره الوطني في الضفة وغزة، ويعترف بشرعية حكومة الوحدة متمثلةً بإسماعيل هنية رئيساً للوزراء وعزام الأحمد نائباً فاعلاً في الضفة الغربية.
الباب الثاني أمام الرئيس عباس للخروج، يتمثل في حلِّ السلطة وإعلان فشل التسوية، وتبني خيار المقاومة السلمية لتحرير الضفة الغربية والاشتباك مع العدو، وتفعيل دور منظمة التحرير بعيد إشراك حماس والجهاد والمبادرة كقوى فاعلة لقيادة الحالة الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة.
الرئيس عباس لن يكون له خيارات كثيرة فالاحتلال ماضٍ في خطته الأحادية القائمة على ابتلاع 60% من أراضي الضفة وترك ما تبقى ككنتونات بشرية من غير أرضٍ ولا موارد، لهذا نحتاج خطوات سريعة وجريئة باتجاه حلٍ توافقيٍ قويٍ متوازن، وأي تأخيرٍ أو انتظارٍ وتردد لن يزيد شعبنا إلا خسارةً وهو الخاسر الأكبر يقيناً، كما أن الرئيس عباس نفسه سيدفع الثمن أيضاً مع أبنائه كما جاء في التهديد المباشر بلقاء دريم الشهير.
لو فعل الرئيس عباس إحدى هذه الخطوات سيمسح ماضيه سيئ السمعة، وسينهي حياته بتأسيس إنجازٍ فلسطيني يمكن البناء عليه، وسيسد الباب في وجه التسوية الخائبة، وسيمنع من يأتي بعده ممن تعدهم أمريكا وإسرائيل لاستنزاف شعبنا، وسيعيد قواعد اللعبة لأصولها المعروفة بأن “هناك شعبٌ محتلٌ قرر أن يثور ويسترد حقوقه مهما كلفه الأمر”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...