الخميس 01/مايو/2025

الثورة الكبرى 1936.. الأطول عمرًا ومنعطف هام في التاريخ الفلسطيني

الثورة الكبرى 1936.. الأطول عمرًا ومنعطف هام في التاريخ الفلسطيني

شكّلت الثورة الكبرى التي قام بها الشعب الفلسطيني ضد المستعمرين الإنجليز واليهود المهاجرين إلى فلسطين في زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين، واستمرت ثلاث سنين متواصلة ابتداءً من عام 1936 – 1939، منعطفًا حادًّا في تاريخ المقاومة الفلسطينية، والتي كادت تطيح بالاحتلال لولا سلسلة أخطاء وقعت فيها الثورة وقتها، ومحاولات بريطانيا إجهاضها بالمفاوضات والدائرة المستديرة والكاتب الأبيض وغيرها.

ويروي من عاصرها أو من شارك فيها ونقل أحداثها لأبنائه، الذين بعضهم ما زال حيًّا، بأنها أضخم الثورات والانتفاضات المسلحة الشعبية؛ حيث وقعت معارك بطولية خالدة وضارية وعنيفة بين مقاتلي الثورة والجيش البريطاني والعصابات اليهودية.

مؤامرة تسليح اليهود

المسن جابر خليل من جنين (95 عامًا) يقول إنه في إحدى المعارك والمواجهات نجح الثوار في تفجير جيب لجيش الاحتلال البريطاني، وعند إخراج الجثث ومن تبقى حيًّا، تفاجأ الثوار بأن من في الجيب هم من المسلحين المهاجرين اليهود، وهو ما كشف حجم تواطؤ الاحتلال البريطاني وقتها في حماية وتسليح اليهود.

وتشير الموسوعة الفلسطينية إلى أن الشيخ فرحان السعدي هو الشرارة التي أطلقت ثورة عام 1936، ففي (17-4-1936) قام هو ومجموعة صغيرة من رجاله (لا يتجاوزون الثلاثة) بنصب حاجز على طريق عنبتا طولكرم، وقاموا بتفتيش السيارات المارة بحثًا عن مستوطنين يهود، وقاموا بإعدام اثنين منهم، فيما كانوا يجمعون التبرعات من المواطنين العرب، ويقولون لهم نحن رجال القسام.

ويرى البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح في نابلس أن ثورة 36 كانت ناجحة بقوة في بدايتها، كانتفاضة الحجارة التي تطورت بالاستشهاديين؛ ولكن التاريخ يكرر نفسه بصور شتى، فالمفاوضات واللجان أجهضتها.

ويضيف: “ثورة 36 أجبرت بريطانيا على استدعاء المزيد من قواتها من الهند وبريطانيا؛ وهذا دليل على أن الثورة كانت ناجحة وقوية وعلى قلب رجل واحد وأنها كادت أن تُفشِل إقامة دولة  للكيان الصهيوني لاحقًا وتُنهي الاحتلال البريطاني؛ لولا أخطاء عديدة، ولولا المفاوضات التي جرت لاحقًا في لندن”.

إرهاصات الثورة

بدوره يقول المسن محمود المصري من  نابلس (70 عامًا) الذين عاصر والده الثورة الفلسطينية الكبرى،: “ثورة ال 36 بدأت من هنا من نابلس؛ حيث أعلن عن تأليف لجنة دعت إلى إضراب عام مهّد لاحقًا لإعلان الإضراب العام الكبير، والذي استمر ستة أشهر، احتجاجًا على هجرة اليهود المتزايدة واعتداءاتهم، وحماية بريطانيا لهم وقتها، الهادفة إلى إنشاء الوطن القومي اليهودي فكان أن تطورت إلى مواجهات مسلحة عنيفة في أحيان كثيرة رغم فارق القوى الكبير، ورغم الظروف الصعبة على الشعب الفلسطيني”.

ويؤكد مصطفى جمعة (60 عامًا) من رام الله، نقلاً عن والده، أن ثورة ال 36 بعد الإضراب أخذت تتطور بمهاجمة المستوطنات كما حصل في انتفاضة الأقصى، ومهاجمة مراكز الشرطة الإنجليزية، وتدمير خطوط سكة الحديد والجسور والاشتباك مع الجنود، وأفراد الشرطة الإنجليز ووقوع معارك طاحنة أسفرت عن خسائر من الجانبين؛ حيث كان الجنود الإنجليز يعدمون رجالاً، ويدمرون منزلاً كاملاً إن وجدت رصاصة فيه، وذلك بهدف إرهاب الثوار.

وتوثق مصادر عديدة استشهاد 5000 مقاتل فلسطيني وجرح 15000 واعتقال 108، بينما قُتل 262 جنديًّا بريطانيا وجرح 550، وقُتل 300 وجرح 469 وأسُر 4 من العصابات الصهيونية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...