الثلاثاء 13/مايو/2025

أخبار المصالحة بين الجدية والهزل

د.عصام شاور
للوهلة الأولى ظننت الخبر الذي نشرته وكالة “معا” بعنوان “الكرة في ملعب حماس” مجرد مزحة أو كذبة الأول من نيسان، ولكنه لم يكن كذلك، حيث يفيد الخبر أن وفدًا قياديًا التقى مع السيد الرئيس محمود عباس للتباحث في الرد على التعنت الإسرائيلي المتعلق بالمفاوضات، وأن القيادة اتخذت ثلاثة قرارات؛ التوجه لمنظمات الأمم المتحدة فور انتهاء مهلة المفاوضات ورفض التمديد حتى نهاية العام دون إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى وتجميد الاستيطان، أما الثالث والذي اعتبرته مصادر عليا حسب وكالة معا بأنه الشغل الشاغل للقيادة الآن فهو “تشكيل لجنة وطنية عليا لبدء الترتيب مع حماس للدعوة إلى انتخابات فورية للبرلمان والرئاسة (لم تذكر انتخابات المجلس الوطني)، والغريب الربط بين موافقة حماس على الانتخابات وبين وقف المفاوضات والتوجه إلى منظمات الأمم المتحدة.

المفاوضات لعبة بين فريقين؛ منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة فتح ودولة الاحتلال (إسرائيل) والحكم _غير النزيه فيها_ الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الطبيعي أن تكون الكرة في ملعب هذا الفريق أو ذاك فكيف وضعتها وكالة معا في ملعب حركة حماس التي ترفض اللعبة من أساسها، وهذا لا يمكن تفسيره وتسأل عنه الوكالة ومصادرها العليا إن وجدت.

(إسرائيل) قبضت ثمن الإفراج عن الأسرى أول مرة بإعادة الطرف الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات، والآن تحاول قبض الثمن مرة أخرى بتمديد المفاوضات الفاشلة والإفراج عن جاسوس إسرائيلي لدى أمريكا، وهي بذلك تضيف مكاسب إلى مكاسبها، أما التوجه الفلسطيني إلى المنظمات الدولية فمن المفروض أن يكون أداة تعاقب بها منظمة التحرير (إسرائيل) لعدم التزامها بما تم الاتفاق عليه برعاية شاهد الزور الأمريكي، ولكن ربطه بأمر داخلي مثل موافقة حماس على الانتخابات الداخلية قد يؤدي إلى تعطيله، والمحصلة مكسب إضافي للعدو الإسرائيلي وخسارة للجانب الفلسطيني.

قرار القيادة الفلسطينية في الضفة _تشكيل لجنة للترتيب مع حماس في غزة بما يخص الانتخابات_ هو خطوة إيجابية ولكن بشرط ألا تكون مجرد ورقة ضغط تستخدمها المنظمة في عملية التفاوض كما أوحى الخبر الذي نشرته وكالة معا، وألا تتعارض أهداف اللجنة مع التنفيذ الكامل لإعلان الدوحة مثل استثناء انتخابات المجلس الوطني التي لم تذكر في الخبر، ولكننا لا نعقد الآمال على أخبار لم تتأكد صحتها أو قرارات قد لا تقبل أو تظل حبرًا على ورق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات