أردوغان.. قليل من الشعارات كثير من الإنجازات

ولعل الحديث عن الإنجازات المتتالية لأردوغان وحزبه منذ عشر سنوات لم تعد قضية تحتاج جلب الشواهد عليها، لكنها مهمة لإثبات دورها في فصد دمامل الأزمات المختلقة التي حاولتْ محاصرته قبل مدة وجيزة، وانتظرت أن تحصد نتيجة (تاريخية) في صناديق الاقتراع، رغم أن الرجل ظلّ مطمئناً في تصديه لها لكلمة الصندوق، مؤكّداً أنها ستفاجئ خصومه وتكبّدهم خسارة وخيبة بعد سلسلة المكائد التي صنعوها.
لم يكن أردوغان هنا يستند إلى خصائصه الكاريزمية ولا إلى تعويله على آلة قمع ستخضع الرقاب له، بل إلى إرثه الناجح، ويقينه بأن إنجازات حزبه العظيمة ستتكفل بالدفاع عن موقفه، لأنها ملموسة ومعاشة، وليست مجرّد شعارات محلّقة أو وعود جوفاء.
لستُ ممن ينادون بتطبيق تجربة العدالة والتنمية بحذافيرها في ساحات أخرى دون إدراك تمايز وخصوصية كل ساحة، لكنني أؤمن أن روح التجربة الرائدة للرجل ولحزبه على حدّ سواء تستحق دراسة مطولة؛ واعية وعميقة، لاسيما أن بعض المنبهرين بالتجربة لا يشدهم لها غير قشورها، أو فقط تلك الجوانب الهامشية التي لم تكن نقطة ارتكاز النهوض والتفوق وتحقيق الإنجازات.
يستحقّ أردوغان وحزبه الفوز مجدداً بثقة شعبه، وتستحقّ تجاربنا المختلفة تقييماً يعاين مسألة الجدوى والإنجاز، أما زعماؤنا على اختلاف مواقعهم فيحتاجون زهداً في الشعارات وتقليلاً من كمية الوعود، وأن يدركوا ضرورة أن يدع المرء أفعاله تتحدث نيابة عنه وتتكفّل بإفشال المؤامرات من حوله.
الفوز المتواصل لأردوغان في جميع المحطات الانتخابية منذ عشر سنوات لم يكن مرده بالدرجة الأولى الهوية الإسلامية لحزبه، خصوصاً أنه كان يصارع وسط لجج العلمانية المتطرفة، وفي أوساط مجتمع غُيّب طويلاً عن هويته، بل لأن الرجل زرع فحصد؛ زرع بذور التنمية والعدالة التي يحملها اسم حزبه، فحصد مبايعة واقتناعاً بأهليته لمواصلة القيادة.
ولذلك؛ فحتى حين اتهمه خصومه بالفساد والقمع وسوء الإدارة ولفقوا له الاتهامات، بدا مستعداً لرد الصاع صاعين لهم، ولكن بالقانون، ووفق آليات عادلة، أي أنه لا مكان للغة المجاملة مع المفسدين والخائنين، ولعل هذا درس بليغ ومهم ينبغي على أصحاب النوايا الحسنة في السياسة إدراكه ووعيه، فالرجل لم يمدّ يده لمصافحة حابكي المؤامرات بل لقطع دابرهم ودك أوكارهم كما قال!
وبعد أن كشف هؤلاء كلّ أوراقهم وشخوصهم مؤخراً نظراً لمراهنتهم على خسارته، يبدو أن السنوات القادمة سيكون عنوانها الأبرز تطهير مؤسسات الدولة من بقايا قبضة الدولة العميقة، وبؤر المافيات السياسية والاقتصادية والأمنية، وهو ما يعني صناعة الاستقرار في أركان الدولة، وصياغة معالم حكم دستوري عادل وشفّاف، وعصيّ على الاختراق من أخطار الانقلابات الداخلية أو مؤامرات العبث الخارجية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...

حماس: عودة عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات وجهود الوسطاء
المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن عودة الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات الجادة مع الإدارة الأمريكية وجهود الوسطاء، وليس...