الثلاثاء 13/مايو/2025

لماذا لم تصف كتائب القسام يعلون؟!

إبراهيم المدهون
نشر كتائب القسام لفيديو يظهر وزير الحرب الصهيوني يعالون في مرمى نيرانها بعيد كشفها تفاصيل النفق الجديد أثار تساؤل الجمهور الفلسطيني لماذا لم يتم تصفيته؟! والحقيقة أن تصفية شخصية بهذا الحجم يعني بالضرورة بدء حرب شرسة على قطاع غزة، والحرب ليست نزهة، ونحن الآن بمرحلة الحروب المفتوحة مع العدو، ويجب أن يتم دراسة كل مرحلة وتحديد أولوياتها وأهدافها وامكانياتها وجهوزية جميع القطاعات، لاختيار الوقت المناسب والطريقة المناسبة، وأعتقد أن الرسائل الإعلامية أهم من الفعل نفسه، لهذا أحسنت كتائب القسام صنعا برويتها وتأنيها.

ولمن توجس من عدم تكرار هذه الفرصة نقول إن تطور المقاومة وإعدادها المتواصل سيضمن لنا تكرار عشرات الفرص لأذية المحتل والإثخان به في حال فكر بأذيتنا، أو جاء موعد المواجهة المحدد.

ولا أحد ينكر أن كتائب القسام أحبطت استغلال كشف النفق اسرائيليا، وتم تسجيل ضربة معنوية قاصمة للجهود الصهيونية، وعززت نظرية امتلاك القسام لأوراق قوة جديدة لم تكن في السابق، وأثبتت حسن استخدامها الجيد والحكيم لهذه الأوراق في الوقت المناسب والآلية والكيفية المناسبتين.

بلا شك إن للأنفاق دورا هاما في أي معركة عسكرية قادمة، ويبدو أن مرحلة الدفاع قد تمت واكتملت، وبدأت هذه الأنفاق تستخدم بشكل هجومي ومركز، وهذا يردع تفكير العدو بمباغتة غزة والانقضاض عليها، فيوميا ترتفع كلفة أي حرب قد تشن على القطاع، وتفتح باب الاحتمالات على مصراعيه.

ومن الملاحظ أن الفيديو الذي نشره القسام لوزير حرب الاحتلال لم يحدد موعده، وقد يكون قد التقط قبل أيام وأسابيع، ونشر القسام لهذا الفيديو عن طريق الجزيرة هو رسالة لرئاسة اركان الاحتلال أننا نرصد تحركاتكم قرب السياج الفاصل، ورسالة أخرى للرأي العام المتابع أن رواية القسام هي الأصدق، وأن الكشف لم يأتِ بسبب ثغرة أمنية أو مجهود مخابراتي من قبل الاحتلال وإنما جاء بسبب السيول والأمطار.

هناك حرب خفية تحت الأرض بين القسام والاحتلال بعيدة عن الأعين، ولأول مرة تقوم جهات فلسطينية بتحقيق أهداف دقيقة متفوقة فيها على العدو بشكل واضح. ومبادرة كشف تفاصيل النفق السريعة وصور يعلون بمرمى النيران لرسالة تطمين للشعب الفلسطيني، الذي يثق بالقسام وقدرته على مواصلة إعداده وتجهيز مفاجآته بعيداً عن الإعلام.

كما أن المؤتمر الصحفي السريع والدقيق وخروج صور يعلون بهذا الوقت والكيفية لدليل واضح أن المقاومة الفلسطينية انتقلت من مرحلة الاندفاعات العاطفية لمرحلة الاستقرار والتخطيط الجيد وانتظار الوقت الملائم لكل تصرف، والنشر الاحترافي للفيديو يعزز قوة الردع لدى المقاومة فهذا ما تكشفه كتائب القسام; وقد عودتنا على الحرص في ذلك، فإلى أي مدى سيذهب خيال الاحتلال لما سُكت عنه ولم يتم كشفه؟!

ما يقلق الاحتلال أكثر من عملية هنا او قتل ضابط هناك هو التطور المتسارع للمقاومة الفلسطينية، وخوفه من أن تكون أي مواجهة قادمة أعنف وأقسى أضعاف مضاعفة، ما يجعله يفضل تشديد الحصار عن دخول مواجهة قد تبعثر الأوراق من جديد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات