الثلاثاء 13/مايو/2025

عودوا لأننا لا نريد لكم أن تلاحقوا كالعملاء

مصطفى الصواف
في حضرة الدم نكتب، ومن عبق الشهادة تستنشق الأمل، نحن نكتب بقلم من رصاص، بمداد مختلف الألوان، وهم يكتبون بدمهم صفحة من صفحات التاريخ الفلسطيني، هذا الدم الذي أريق في جنين سيشكل لعنة تلاحق المتعاونين مع الاحتلال الصهيوني وكل أولئك الذي قدموا ما مكن العدو من الوصول إلى هذه الثلة الطيبة المبارك من الشهداء الذين سيلعنهم التاريخ ويحاصرهم الشعب وسيقدموا للمحاكمة لأنهم شاركوا في جريمة الاغتيال مع سبق الإصرار والترصد.

في حضرة الدم تعبد الطريق وترسم معالمها التي تؤكد بأن طريق التحرير والخلاص والكرامة والعزة عبر الدم والسيف والمقاومة، حمزة ويزن ومحمود شرف الشعب الفلسطيني، ولم لا؟ فقد أكدوا باستشهادهم أن وحدة شعبنا تمر عبر طريق المقاومة وأن المقاومة هي الأساس الذي يجب أن تبنى عليه وحدة شعبنا، ليس صدفة أن الشهداء ينتمون لفصائل ثلاث تشكل الثقل الجماهيري المقاوم وهذا يحمل رسالة كبيرة وعميقة لكل من راهن على أن الشعب الفلسطيني ترك خيار المقاومة وخيار الوحدة.

جريمة جنين ليس العدو الصهيوني وحدة من يسأل عنها، بل شركاء الاحتلال والمتعاونون معه تحت مصطلح التنسيق الأمني الذي داهموا منزل الشهيد حمزة أبو الهيجاء ما يزيد عن عشرين مرة في شهرين من أجل القبض عليه وزجه في السجون ولو تمكنوا من إطلاق النار عليه وقتله فلن يترددوا فقد فعلوها قبل ذلك وفي جنين أيضا، وان وصول الاحتلال إلى مكان تخفي الشهيد حمزة والذي كان في كنف سرايا القدس ورفيقه محمود أبو زينه ورفقة يزن ابن كتائب شهداء الأقصى الذين أبوا إلا أن يقفوا كتفا بكتف إلى جانب حمزة وقدموا لوحة فلسطينية بامتياز تؤكد على أن طريق الجهاد والمقاومة هي طريق الأحرار والشرفاء من شعبنا الفلسطيني، فاشتبكوا مع العدو حتى لقوا الله جميعا شهداء.

لن يستسلم الشعب الفلسطيني ولن يترك الجهاد المقاومة ولن يفرطوا بحقهم في أرضهم وسيدفعون ثمن ذلك الأرواح والدماء والمال والابن والنفس والزوجة وكل ما نملك فليس هناك أغلى من الوطن بعد الدين والعقيدة، هذه رسالة للمفاوض المفرط والذي لا يرى الا طريق التعاون والتنسيق والتنازل وسيلة لإرضاء يهود ومن يحمي يهود من أمريكان وغرب ظالم منحاز للعدو الصهيوني.

قدر الشهداء الثلاث أن يستشهدوا في الذكرى العاشرة لاستشهاد الشهيد القائد الشيخ أحمد ياسين وربما في نفس الساعة التي اغتيل فيها قبل عشر سنوات ليؤكدوا أن هذا هو طريق القادة وطريق الشهداء وسبيل التحرير.

في حضرة الدم يجب أن يتوقف الجميع عند مسئوليته وان يعيد تفكيره مرة أخرى وان يلتفت لخيار الشعب الفلسطيني خيار المقاومة ويلفظ التعاون الامني اذا اراد أن يتطهر ويعود للصف الفلسطيني ويعتذر عن كل ما قام به على مدى سنوات طوال شكلت جريمة في حق الشعب الفلسطيني، فالباب لازال مفتوحا للتوبه فلا تنتظروا حتى يغلق لأنه عندما يغلق ستلاحقون كما يلاحق العملاء والخونة ولا نريد لكم ذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات