الإثنين 12/مايو/2025

حماس تصعد بهدوء لتلفت النظر لمعاناة اقتصادية

حماس تصعد بهدوء لتلفت النظر لمعاناة اقتصادية

عمير ربابورت 
عندما تختنق حماس اقتصاديا من جانب ما يعتبر في نظرها كحصار اقتصادي اسرائيلي ومصري، فان سماحها للمنظمات بإطلاق الصواريخ يمكن ايضا ان يكون سبيلها لان تبث احساسا بان “الاوضاع ليست عادية
الاحداث الحدودية على طول الجدار الذي يحيط بقطاع غزة، نار الصواريخ نحو النقب الغربي، وكذا هجمات سلاح الجو في القطاع بين الآونة والاخرى، اصبحت طقوسا تميز “التصعيد الهادئ” الارتفاع الواضح في حجم الاحداث في الجنوب، والتي تقع بعيدا عن انتباه وسائل الاعلام والجمهور في اسرائيل. 
ويتناول الجمهور ما يجري في الجنوب فقط عندما يضرب أحد الصواريخ مدينة كبيرة كعسقلان.
“قائمة” نهاية الاسبوع الماضي لا تختلف بشكل جوهري عن الاحداث التي تقع على مدى كل الاسابيع الاخيرة. والمسؤولون عن معظم حالات إطلاق النار في نهاية 2013 وبداية 2014 هم المنظمات التي تسمي نفسها “سلفية”. ويدور الحديث عن أكثر المتطرفين بين الاسلاميين. 
فهم يريدون العودة الى عهود الخلافة الاسلامية العظمى التي جاءت بعد عصر النبي محمد. وهم يتبنون حرب الجهاد ضد كل الكفار اليهود، المسيحيين وكذا المسلمين الذين لا يسيرون في طريقهم.
ويتواجد معظم مقاتلي الجهاد السلفيين في سيناء. وفي قطاع غزة ايضا يوجد بضع مئات (وهذه الكمية تمثلها ليس أقل من عشرات المنظمات). 
ويرى الجيش المصري في سلفيي قطاع غزة وسيناء العدو رقم واحد. اما حماس في قطاع غزة فهي العدو الثاني، سواء بسبب أن القطاع يمنح مأوى للسلفيين الذين يخرجون من أراضيه ام لان المنظمة تتماثل مع العدو الاخر حركة الاخوان المسلمين التي اخرجت عن القانون في مصر نفسها.
الضربة الكبرى بشكل خاص من ناحية حماس في غزة هي أنه في إطار الحرب ضد السلفيين، جفف الجيش المصري على نحو شبه تام الانفاق التي أتاحت حركة المقاتلين، الى جانب تهريب السلاح والبضائع، من سيناء الى قطاع غزة وبالعكس. 
هذه ضربة اقتصادية وعملياتية: فمنذ عمود السحاب (تشرين الثاني 2012، لم تنجح المنظمة في استئناف تهريب الصواريخ من ليبيا او من إيران عبر سيناء. وهي متعلقة الان فقط بقدرة انتاجها الذاتي (التي باتت تتضمن انتاج صواريخ تصل الى تل أبيب وتطوير أدوات طائرة غير مأهولة).
غير أن الوضع في قطاع غزة في هذه اللحظة دينامي والانتماء التنظيمي ليس قويا. وأحيانا ينتقل نشطاء منظمة ما الى منظمة اخرى هم وقساماتهم. 
وفي القطاع نفسه يوجد اضطراب عقب نشاط لا ينقطع لقوات الجيش الاسرائيلي من أجل منع زرع العبوات وحفر الانفاق على طول الجدار المحيط به. وهذا النشاط هو مصدر الاحتكاك الذي لا ينتهي.
السلفيون ليسوا وحدهم. فلمنظمات كلجان المقاومة الشعبية او الجهاد الاسلامي الفلسطيني ايضا توجد مصلحة بان تطلق بين الحين والاخر صاروخا أو اثنين نحو اسرائيل. وإذا كان الامر يورط حماس مع اسرائيل ايضا، فان رجال هذه المنظمات تضرب عصفورين بحجر واحد.
في السنتين ما بعد حملة عمود السحاب اثبتت حماس قدرة شبه مطلقة على فرض وقف النار مع اسرائيل على كل المنظمات الغزية. ومصلحتها الاساس في منع الاشتعال في الوقت الحالي بقيت على حالها. 
ولكن، يحتمل ان يكون النشاط الواهن الذي تقوم به حماس ضد إطلاق الصواريخ من القطاع ينبع من الضعف او معقول أكثر من تضاؤل الدافع. فعندما تختنق حماس اقتصاديا من جانب ما يعتبر في نظرها كحصار اقتصادي اسرائيلي ومصري، فان هذا يمكن ايضا ان يكون سبيلها لان تبث احساسا بان “الاوضاع ليست عادية”.
معاريف، 17/3/2014

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات